ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]()
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
في عالم الأدب الحديث، يعد أورهان باموق أحد أبرز الأصوات الروائية التي فحصت الجوانب الخفية فى الهوية، واستنطقت التاريخ التركي بأسلوب سردي يمزج بين الحنين والقلق، وبين الشرق والغرب، وقد توج هذا الصوت المتفرد بجائزة نوبل للآداب عام 2006، ليصبح أول تركي ينال هذا التكريم العالمي. البدايات.. من العمارة إلى الرواية نشأ باموق الذى ولد فى مثل هذا اليوم 7 يونيو من عام 1952م، في أسرة ثرية ذات نزعة غربية في إسطنبول، ودرس في كلية روبرت الأمريكية، قبل أن يلتحق بقسم الهندسة المعمارية في جامعة إسطنبول، لكن بعد ثلاث سنوات، أدرك أن شغفه لا يكمن في المعمار بل في الكلمة، فترك الدراسة وتفرغ للكتابة، وفي عام 1977 نال شهادة في الصحافة من الجامعة ذاتها، وبعدها بسنوات قليلة عاش في الولايات المتحدة بين عامي 1985 و1988، أستاذًا زائرًا في جامعتي كولومبيا وأيوا، وفقًا لموسوعة بريتانيكا. الرواية الأولى.. ملامح العائلة التركية الحديثة بدأ أورهان باموق الكتابة بجدية عام 1974، لكن روايته الأولى "جودت باي وأبناؤه" لم تصدر إلا بعد ثماني سنوات، كانت تلك الرواية بمثابة تأريخ روائي لعائلة تركية من إسطنبول في مرحلة ما بعد تأسيس الجمهورية، وقد أظهرت منذ بداياته اهتمامه العميق بتحولات المجتمع التركي، وارتباط العائلة بالتاريخ والسلطة والهوية. القلعة البيضاء.. سؤال الهوية بين الشرق والغرب انطلقت شهرة باموق الدولية مع روايته الثالثة "القلعة البيضاء" التي صدرت عام 1985، وفيها يستعرض صراع الهوية من خلال قصة شاب إيطالي متعلم يؤسر ويستعبد لدى عالم مسلم في إسطنبول القرن السابع عشر، والرواية كانت بمثابة انعكاس فني لسؤال مركزي ظل يلاحق الأدب التركي المعاصر: من نحن؟ وأين نقف بين الشرق والغرب؟ إسطنبول.. المدينة التي لا تغادر الرواية حظيت مدينة إسطنبول بمكانة خاصة في أعمال باموق، لا بوصفها خلفية مكانية فقط، بل ككيان حي ينبض بالتاريخ والحنين والتمزق بين التقاليد والحداثة، وقد تجلى هذا التوجه في أعمال مثل: "الكتاب الأسود" (1990) سرد كثيف ومعقد يكشف خفايا المدينة، والحياة الجديدة" (1996) وهى مغامرة رمزية تستكشف التحولات الشخصية والثقافية، و"إسمي أحمر" (1998)، وهى الرواية التي كرست شهرته عالميًا، وجمعت بين الفن العثماني والخيال البوليسي في حبكة ذكية تناقش الصراع بين التصوير الإسلامي والتأثيرات الغربية، وقد ترجمت إلى لغات عديدة بينها العربية. بين الذاكرة والتنظير نجد وجه آخر للكاتب لم يكن باموق مجرد روائي بل مؤرخًا للذاكرة والذات، ففي عام 2004 نشر كتابه "إسطنبول: ذكريات المدينة"، الذي جمع فيه بين السيرة الذاتية وتأملاته في ماضي المدينة، وهي مذكرات أدبية مفعمة بالحزن الجمالي. أما في كتابه "الروائي الساذج والعاطفي" (2010)، فقد قدم رؤيته الفلسفية حول فن الرواية، محللًا العلاقة بين القارئ والنص، والكاتب وشخصياته، في تأملات تُظهر عمق فهمه لهذا الفن المعقد. ومن خلال أعماله التي تمزج بين الأدب والفكر، وبين القضايا السياسية والثقافية، أصبح أورهان باموق مرآة حية للتحولات التي شهدها المجتمع التركي في القرن العشرين وبداية الحادي والعشرين، هو كاتب لا يجيب بل يثير الأسئلة، لا يصف فقط بل يعيد تشكيل الوعي، وجعل من الأدب التركي نقطة التقاء لأسئلة تتجاوز حدود الجغرافيا لتصل إلى جوهر الإنسان. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
|