أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2015, 03:15 AM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 57003
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (07:12 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي واقع وخيال 




في يوم من الأيام قررت أن أذهب إلى النيل الذي يبعد مسافة كيلو مترين عن قريتنا، كنت أود الذهاب لكي أروح عن نفسي ، بعد نهارٍ طالة ساعاته ، واشتدَ حرٌه ، كانت عادتي أن أذهب نهاية الأسبوع ، لكنَِ هذه المرة ذهبت في منتصف الأسبوع ، وحينما وصلت إلى ضفة النهر تحت شجرة ( النيم ) التي دوماً ما أجلس تحتها ،و أشكي لها همومي ، وأبوح لها بأسرار لا أبوح بها ولا لأقرب قريب . رأيت شيئاً أغرب من الخيال ، بدا لي من بعد و كأنه امرأةً في ربيع العمر ، بدأت الأسئلة تتسابق إلى عقليي :هل هي فتاه ؟ لكن ما الذي أتى بها في هذا الوقت ؟ الجوَ شديد الحرارة ، وكل الناس في منازلهم ، فالوقت وقت قيلولة .

لكنَ فضولي لا تشبعه الإجابة على هذه الأسئلة فحسب ،لذلك أخذت الخطوات تجرني لألقي نظرة عن قرب ، وعندما اقتربت ، رأيت ما لم يكن في الحسبان ، فتاةُ في ربيع عمرها ، وفائقة الجمال ،تتلاعب الرياح بشعرها وبثيابها كما تتلاعب بأغصان الشجرة ، منظر يعجز الوصف أن يوصفه ،اقتربت أكثر لأعرف من هذه ؟ وما الذي أتى بها في هذا الوقت ؟ ولماذا تجلس تحت شجرتي بالذات؟ رغم أن الأشجار تملأ المكان.

وحينما سمعتها تتحدث إلى الشجرة دق قلبي دهشتاً ، وبدأ الكلام يدور في رأسي (مستحيل أن يكون هناك من يعرف سر هذه الشجرة غيري) والعجيب أنها تتحدث إليها كما أفعل أنا بالضبط وهذا ما زاد من دهشتي.
قررت أن أستمع إلى حديثها ، فإذا بها تشكي وحكي وتبكي ، وقالت في نهاية حديثها فمتى يا شجرة الروح يأتي روح الروح) . جن جنوني حينما سمعت حديثها ، وخطفت نفسي مسرعاً إلى البيت .

دخلت ولم أسلم على أحد ، وأغلقت باب الغرفة على نفسي وجلست أفكر فيما رأيت ، (أيعقل أن تكون هذه الشجرة لها روح فعلاً كما أصفها ،أم أن هذه الفتاه استثنائية مثلي أم ماذا ؟) حاكت الاحتمالات في رأسي حتى اهتديت أخيراً إلى أن هذه الحادثة إما أن تكون محض صدفة أو أنني كنت أتخَيل.

لاشك أن هذه الاحتمالات كانت بمثابة جرعة مهدئة لأعصابي، لكن كي أتأكد من هذا الاحتمال يجب أن أثبته . وفي صباح اليوم التالي استيقظت باكراً ، وذهبت مسرعاً حتى أتحقق من احتمالي ، فلما وصلت لم أجد شيئاً ، وجدت الشجرة كما هي ، فجلست أبحث عن أثر أقدامٍ في الأرض حتى أتأكد أكثر، وبينما كنت أبحث تحت الشجرة فإذا بالعم (غالب) صاحب المزرعة التي بها الشجرة يقول لي: (لقد رأيتك بلأمس مسرعاً إلى البيت ، فصحت لك ولم تسمعني ، ماذا دهاك ) ، فقلت في نفسي: هو الوحيد الذي سيجعل الشك يفارقني ، فسألته: (وأين كنت أنت ) قال لي : لقد كنت أمامك ولم ترني ، قلت له : أنا آسف ، فقال لي: لقد كنت مع حبيبتك فكيف تراني ؟ فقلت له وقد ارتعشت أعصابي بعد أن هدأت :وهل رأيتني معها حقاً ، فقال لي : ما بالك يا بني فأنت كل أسبوع تقف معها بالساعات ، لا أدري ما هو سر تلك الشجرة معك ، تنفست ببطء وقلت له أراك لاحقاً ، وقبل أن أذهب قال لي انتظر أريد أن أسألك عن تلك الفتاه التي كانت تقف تحت الشجرة بلأمس ، فهرعت إليه مسرعاً هل كانت هنالك فتاه فعلا ؟ قال لي نعم ، قلت له وقد ملأت علامات الاستفهام مهجتي: من هي ؟ وأين ذهبت ؟ ولماذا أتت ؟ قال لي :مهلاً.. مهلاً.. هون عليك يا بني انها ابنتي (مريم) أحضرت لي الغداء لأنني لم أستطع الذهاب إلى المنزل يوم أمس فقط كنت أريد أن أسألك لماذا توقفت عندما رأيتها ، قلت له يا عم لقد رأيتها وقد كانت تتحدث إلى الشجرة ، ولم يكن على رأسها خمار ، قال لي : لا، لاشك أنك كنت تتخيل فتاه غيرها يا بني .


ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 02:14 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024