12-13-2023, 03:54 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
كثيرٌ ماتراودنا العديد من الأسئلة الجوهرية ، تخطر على أذهاننا، تتردد في مخيلتنا بين الحين والحين ، نقضي وقتًا طويلاً نفكر ملياً للحصول على إجابة حقيقية شافية ، ولكن لامحالة ! هل فهمنا ذواتنا جيدًا ؟ هل نعلم حقًا مانريده في هذه الحياة ؟ ماهو شغفنا، ماهي مميزاتنا ، وأين تكمن نقاط الضعف فينا ؟ هل حققنا النجاح الذي طالما نسعى إليه ؟ وهل وجدنا أنفسنا وصنعنا ذواتًا مبهرة حينما أحرزنا تلك الإنجازات وحققنا ذلك النجاح ؟ من وجهة نظري المتواضعة جدًا أن سر النجاح الحقيقي يكمن في فهم ذواتنا وصناعة بصمات متفردة في حياتنا . الذات وما أدراك ما الذات ؟ ذلك اللغز المحير والسر الغامض والموضوع المعقد الذي طالما شغل العقول ، وسعى الكثيرون من أجل كشف طلاسمها والوقوف على عوارض أسرارها وخفاياها . وإن "الذات" لمفهوم مذهل جدًا جعلنا نقضي معظم حياتنا للبحث -دون كلل أو ملل -عن شتى جوانبها للوصول إلى حقيقتها والتصالح معها، وذلك هو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه الشخصيات المتزنة السوية حقًا ؛ ليمكنها من تحقيق أهدافها في الحياة ، والعيش بأسلوب ناجح يميزها عن غيرها في مجتمعاتها . بادئ ذي بدء يجب علينا أن نحب ذواتنا ونتقبلها كما هي بغض النظر عما بها من عيوب ونقاط ضعف وسلبيات ونواقص ؛ فالتقبل يساعدنا كثيرًا على التواصل مع دواخلنا والسماح لأنفسنا بمواجهة مشاعر الحزن والألم واليأس والإحباط حتى نتمّكن من المضي قدمًا للتحرر منها ونقتلع أشواكها بأيدينا بكل قوة وعزم . لابد أن نبذل جهودًا حثيثة لسبر أغوار ذواتنا وخوض غمارها ، نقطع تذكرةً لرحلةِ تعمقٍ وتأملٍ فيها ، نبحث فيها ونفند كل تفاصيلها ، نسعى جاهدين لتحديد ملامحها ، نقتحم مرحلة إطلاق العنان للتأثير الإيجابي وترك الأثر الحسن ، نتحرر من مخاوفنا المختبئة بثنايانا وننطلق بكل تفاؤلٍ وإقدام ، نقوي يقيننا بالله ونستعين بخالقنا لنكشف قدرات ذواتنا الكامنة وننسج بها قصص النجاح ؛ فحياتنا رهن أفكارنا ، وثقتنا بأنفسنا وقوة إرادتنا رهن اعتقاداتنا، نقطع عهودًا على أنفسنا ونوفي بها ، نرسم رؤى واستراتيجيات لننير بها دروب المستقبل ، نعرف ماينقصنا ونأتي به ، نحدد اتجاهاتنا ونحقق مبادئنا وقيمنا الذاتية ، نبدأ بالأهم ثم المهم ولو كان صعبًا ، ندع المماطلة والميل لتأجيل المهام واللجؤ إلى التسويف ، ندير أوقاتنا بمهارةٍ واحترافية ، نستثمر جهودنا بتوازنٍ وفاعلية ، ننمي أفق تفكيرنا وإدراكنا للأمور ، نزن الأمور بمقاييسنا وليس بمقاييس الآخرين ، نمارس تمارين "حديث الذات الإيجابي" فأنفسنا تستحق أن نكون إيجابيين معها ، نجلس بهدوء برفقة أرواحنا ونترقب الأفكار التي تقرع أبواب عقولنا، نقضي وقتًا مع أنفسنا لنتعرف على طموحنا وشغفنا ، نبصر بقلوبنا ونشعر بعمق مشاعرنا ، نجتهد لنكون دائماً الإصدار الأول من أنفسنا ، ونخلق منها شيئاً فريدًا يصعب تقليده وتكراره ، نحتسب في كل خطوة نخطوها في طريقنا لله عزوجل. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: البرمجة اللغوية العصبية |
||||||||||||||
|
|
|