ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-01-2021, 06:29 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
أول ما يعلق في وجدان كل زائر إلى السعودية، هو كرم الضيافة وحسن الاستقبال والحفاوة بالنازل الكريم، وهذا شعور أجمع عليه كل من تيسر له التعبير عن الانطباع الذي تَكوّن لديه عقب زيارته المملكة. الحفاوة والضيافة يلفت كرم الضيافة -كمكون ثقافي واجتماعي أصيل- نظر كل من زار المملكة، وهو ما أشار إليه رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب، في كلمة له إبان إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية في سبتمبر الماضي، إذ قال «إن المملكة في هذه اللحظة التاريخية تفتح أبوابها للعالم، وإننا شعب من طبعه الترحاب بالزائر وإكرام الضيف، ومن هذا المنطلق سيرى السياح أن الحفاوة والضيافة والكرم وجمال الطبيعة والعمق الحضاري مفردات مهمة في بلدنا». رغبة ملحة يختلف شكل الضيافة الذي حصل عليها كل زائر إلى السعودية، بين بشاشة أهلها، وإغداقهم بالكلمات الحارة النابعة من القلب، مرورا بموائد الطعام المتنوعة، لا سيما الشعبية التي اكتسبت أسماءها من رغبة ملحة في إظهار الفرح بوصول الضيف ونزوله لديهم، فضلا عن انتفاء الشعور بالغربة، إذ يفضل المضيف العربي أن يشعر نزيله بغياب الكلفة والتبسط إلى جلسائه والحفاوة بقدومهم، حتى إن واحدا من أكثر بيوت الشعر العربي شيوعا وامتثالا، هو قول «يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا، نحن الضيوف وأنت رب المنزل». إذ من تمام الضيافة أن تفرح بمقدم ضيفك، وتظهر له البشر، وأن تلاطفه بحسن الحديث، وتشكره على تفضله ومجيئه، وتقوم بخدمته، وتظهر له وبشاشة الوجه، فقد قيل: البشاشة في الوجه خير من القرى«. كرم القهوة اقترن الكرم بالقهوة التي تكون أول ما يقدم للضيف، والتي يقوم بإعدادها صاحب البيت. ويقدم له الطعام ساعة حضوره حتى لو كان في وقت متأخر. وهي عادة جرت في البادية، ويسمى هذا الطعام»القرى»، وهو من الطعام الموجود في تلك الساعة. وفي الوجبة التالية يتم عمل وليمة يدعى إليها الجيران، والبدوي مهما بالغ في إكرام ضيفه في الطعام والشراب، فإنه يعتذر عن التقصير حتى لو لم يكن هناك تقصير. وقد قال في هذا المعنى بشار بن برد: إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ حتى تَراهُ غنيا وهو مَجْهودُ عادات كريمة إذا كانت الجزيرة العربية احتفظت بصفرة صحرائها وزرقة مياهها وحِدّة مناخها، فإن أهلها متمسكون بعاداتهم الكريمة في إنزال الضيف منزلته الرفيعة، وإكرام وفادته والإحسان إليه، والفخر بقدومه والفرح بخدمته. وما تزال الطباع الفاضلة في التعامل مع الضيوف مغروزة في نفوس أهل الجزيرة العربية، منذ قال المقنع الكندي: إِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًا وحتى قال الشاعر الشعبي المعاصر فرج بن خربوش: مرٍ نعشي ضيفنا من جلا الصيد ومرٍ نعشي ضيفنا من يدينا ... شيمة عرب ما نردد الهرج ترديد حنا نعرف العرف لو ما حكينا ... الضيف ما نوذيه بكثر التناشيد ولا ننشده يا كود ينشد حدينا ...والضيافة والكرم يكسوان السلوك العربي، ويتناسل مع كل جيل يعقب سلفه على هذه الأرض، وهو تقليد تربّت الأجيال على إكباره واحترامه. إستراتيجية السياحة المملكة التي أطلقت إستراتيجية السياحة الوطنية مؤخرا تنتظر أن تستقبل 100 مليون زيارة سنويا بحلول 2030، لتكون واحدة من بين أكثر 5 دول تستقبل السياح على مستوى العالم. ولا شك أن سحر حسن الضيافة والبشاشة والكرم السعودي الأصيل، ستكون من العلامات الفارقة للوافدين لأغراض السياحة واكتشاف المكان، عند عودتهم إلى بلادهم. أنشطة تقليدية لا يشك أحد في أن السياح في المملكة سيحظون بوفادة لافتة، فأهل القرى والمدن في المملكة -بلا استثناء- شغوفون بالتعريف بتاريخ أرضهم، وتعريف الوافد بتقاليدهم، وتفسير بعض طبائعهم، يفعلون ذلك وهم في قمة البشاشة والراحة والاسترسال، ويظهرون أريحية تامة لشرح أدق تفاصيل حرفهم التي تعود إلى قرون مضت، في حين يظهر رعاة الإبل والصيادون بالصقور اهتماما غير مسبوق بشرح رياضاتهم للزائرين، مانحين إياهم الفرصة لتجربة ممارسة هذه الأنشطة الخارجية التقليدية. أما فنانو الرسم بالحناء، فلا يتردّدون لحظةً في شرح دقائق فنهم، وتاريخ هذا التقليد المنبثق عن الرغبة في إحياء المناسبات الاحتفالية، وهكذا يفعل السعوديون في كل شؤونهم مع زوارهم وضيوفهم، من واقع حرصهم على راحتهم، ورغبتهم في إسعادهم وحسن ضيافتهم. قيم متوارثة إن كرم الضيافة العربية ليس من القيم المتوارثة عبر الأجيال فحسب، بل هو نمط حياة في السعودية، فحفاوة الترحيب وكرم الضيافة اللذان تولّدا عن استضافة المسافرين في الصحراء منذ أجيال عدة مضت، هما اليوم جزء لا يتجزأ من أسلوب التعامل الطبيعي، بدءًا من الضيافة التقليدية بالقهوة العربية، وحتى التكريس التام لأعلى مستويات الخدمة العصرية. بعض أبيات العرب في الكرم إِذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بها على الناسِ طرا إِنها تَتَقَلَّبُ فلا الجودُ يفنيها إِذا هي أقبلتْ ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ مرٍ نعشي ضيفنا من جلا الصيد.. ومرٍ نعشي ضيفنا من يدينا شيمة عرب ما نردد الهرج ترديد.. حنا نعرف العرف لو ما حكينا الضيف ما نوذيه بكثر التناشيد.. ولا ننشده يا كود ينشد حدينا ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|