مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-05-2015, 04:13 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته " ثمــار التـوكـل " * التوكل على الله تعالى يحقق الإيمان ويرسخ العقيدة ، قال تعالى : ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (سورة المائدة آية 23) . * كما أنه يطمئن القلب ويشرح الصدر ويعظم الثقة بالله تعالى وهو سبب التأييد والنصرة من الله عز وجل قال تعالى : ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾ (سورة الأنفال آية 62) . * وهو من أقوى الأسباب لدفع أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ، فمن تعرض للأذى والظلم فلجأ إلى الله تعالى وقال : حسبنا الله ونعم الوكيل أتاه العون من الله تعالى والنصر مهما طال زمن أو قصر وقد أرشدنا الله إلى الاعتصام به والتوكل عليه إذا ادلهمت علينا الخطوب وضاقت علينا الأمور وبين أن العاقبة للمتقين فقال تعالى : ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ ( سورة آل عمران آية 173-174 ) . * كما أنه يورث محبة الله تعالى، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (سورة آل عمران آية 159 ) . * والتوكل يورث الصبر الذي بهما معا يكون ملاك الأمور كلها، فما فات أحدا شيء من الخير إلا لعدم صبره وبذل جهده فيما أريد منه ، أو لعدم توكله واعتماده على الله (تيسير الكريم الرحمن) . * كما أنه يورث التمكين والثبات وقوة العزيمة ، قال تعالى : ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (سورة آل عمران آية 160 ) . * كما أن التوكل يقي من تسلط الشياطين، ويدفع الحسد والسحر والعين ، قال تعالى : ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (سورة النحل آية 99). * وهو يورث الرضا بقضاء الله وقدره ، ويورث سعة الرزق قال صلى الله عليه وسلم : « لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تعدوا خماصا وتروح بطانا » (رواه أحمد) . * وأعظم من ذلك كله أنه سبب لدخول الجنة بلا حساب ولا عذاب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل الجنة سبعون من أمته بلا حساب ولا عذاب ، ولما سئل عنهم قال : « هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون » (رواه البخاري) . أمور معينة على التوكل : * من الأمور المعينة على التوكل على الله معرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ لذا فُسر التوكل بأنه المعرفة بالله.. فمن عرف أن الله هو القوي المتين القهار الجبار القادر فسوف يتوكل عليه؛ لنصره على الأعداء ودفع الظلم عنه مهما كانت قوة خصمه، ومن يعلم أن الله هو الرزاق الوهاب الجواد الكريم فسوف يتوكل عليه في طلب الرزق بعد بذل الأسباب، ومن يعلم أن الله هو المعز والمذل والخافض والرافع والمحيي والمميت فسوف يتوكل عليه في كل شؤونه، ولن يُذل نفسه إلا لله ومن يعلم أن الله سميع قريب مجيب فسوف يتوكل عليه في إجابة دعوته وتفريج همه، ومن يعلم بأن الله هو العفو الغفور الرؤوف الرحيم فإنه سوف يتوكل عليه في مغفرة الذنوب والتجاوز عن السيئات . * ثقة العبد بربه وحسن ظنه به فمن وثق بربه سلّم أمره إليه واعتمد عليه في كل أموره، وخرج من حوله وقوته القاصرة إلى حول الله وقوته التامة . * علم العبد بضعفه وقلة حيلته وعجزه فهو لا يملك لنفسه موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا يملك أن يدفع عن نفسه المرض والفقر والموت، ولا يملك أن يهدي من يحب أو يدفع عنه المرض أو الموت، ولا يملك لأحد نفعا ولا ضرا إلا بإذن الله، ولو أراد الله أن يعذبه بذبابة أو بعوضة لما استطاع أن يدفع ذلك عن نفسه. * معرفة العبد بأهمية التوكل وفضله وثماره اليانعة التي يجنيها العبد منه في الدنيا والآخرة، وقد قيل لحاتم الأصم: على ماذا بنيت أمرك في التوكل؟ قال: (علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلوا من عين الله فأنا مستحي منه). أدعية مأثورة في التوكل : «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت». «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا أقل من ذلك». من قال -إذا خرج من بيته- : «بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هُديت، وكُفيت، ووُقيت، وتنحى عنه الشيطان» . «حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات؟ كفاه الله همه، وأراحه مما أهمه » ، وكان الإمام سعيد بن جبير يدعو فيقول : (اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك) . " التـوكـل " التوكل على الله زاد المؤمن الروحي الذي يقوي عزيمته، ويثبت أقدامه، ويدفع عنه التردد والحيرة والقلق، فبه يعلم أنه أوى إلى ركن شديد، فلا يفزع من المستقبل ويرضى بما كتب الله له، ويظل ثابت القلب مطمئن النفس لا يحزن على ما فات؛ بل يجد ويجتهد ويطلب العون من الله تعالى، ويفوض أمره إلى الله فهو حسبه وكافيه . فحقيقة التوكل هو : صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، وكلة الأمور لله وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه..وما من مقام يجتمع فيه العلم والعمل من أعمال القلوب إلا التوكل فهو آكد أعمال القلوب وأشرفها، و به تتحقق المنازل العليا في الجنة، و به يدخل أقوام الجنة بلا حساب ولا عذاب . وهو مقام لا يستغني عنه الإنسان فإما أن يتوكل على الله تعالى الذي بيده تصريف الحياة وبيده النفع والضر ، وهو الذي يجير ولا يجار عليه ويقهر ولا يُقهر ، القادر على شيء وإما أن يتوكل على مخلوق ضعيف مثله لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا ولا يملك موتا ولا حياة ولا نشورا ، وقد كان السلف y يعظمون أمر التوكل ويهتمون به ، وقد قال سعيد بن جبير : التوكل نصف الإيمان. وقال الفضيل بن عياض : التوكل قوام العبادة ، والتوكل هو : اعتماد القلب على الله تعالى وهو سبب لقوة القلب وثباته ، كما أنه يدعوا إلى حسن الظن بالله تعالى ، ومن يتوكل على الله حق التوكل يكفيه الله همه ويريحه مما أهمه ، كما قال تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾(سورة الطلاق آية 3 ) أي كافيه . والتوكل على غير الله مذلة ومهانة، فإن الناس إذا أعطوا منّوا، وإذا منعوا أهانوا وكل ذلك مما يحزّ في نفس المؤمن ويدخل عليه الهم والغم ويحط من قدره ومن كرامته، كما أنه يقدح في توحيده فكيف يلجأ إلى عبد مثله يحتاج إلى من يعينه وينصره، ويترك القوي القادر على العون والنصرة في كل أمور الحياة، كما أن التوكل لا يعني التواكل والكسل وترك الأسباب بل لا بد من أخذ الأسباب مع الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار، وقد قال ابن القيم : التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، فإن الله حسبه أي كافيه ومن كان الله كافيه فلا مطمع فيه لعدوه ولا يضره إلا أذى لا بد منه كالحر والبرد والجوع، وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبدا. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|