تجارب مع التصلب اللويحي تجارب المرضى من علاجات مختلفة مع التصلب المتعدد |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-06-2018, 03:09 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
هذه قصة واقعية لرجل أصيب بمرض عضال، لكنه قاومه بإيمان وصبر كبيرين، متسلحا بعزيمة ماضية وإرادة صادقة فكُتب له الشفاء! إن قصته تستحق أن تروى وأن يتأملها الناس؛ ففيها عبر ودروس. وصاحبنا اسمه سعيد جبران، كان موظفا في شركة أرامكو، وفي يوم من أيام عام 2001م عاد من عمله عصرا وخلد إلى النوم ليأخذ قسطا من الراحة، لكنه عندما صحا من النوم حاول النهوض من السرير، إلا أنه وجد نفسه يهوي إلى الأرض. وبعد محاولات عدة استغرقت ساعتين من الزمن يصحبها ذهول كبير منه وعدم قدرة على استيعاب الموقف، استطاع أن يتنقل بين أرجاء منزله مستندا إلى الجدران والأبواب. وكانت أقسى اللحظات عليه عندما شاهدته حرمه، التي ظنت في البدء أنه يمازحها، بيد أنها سرعان ما أيقنت أن ما تشاهده هو حقيقة؛ لأنها رأت رأسه ترتطم بالأرض والأثاث، عند ذاك أسرعت بإبقائه في مكان آمن وإبقاء بناتهما داخل غرفهن. وبعد نحو خمسة أيام من بداية الإصابة توجّه سعيد إلى المستشفى، ومنها بدأ مشوار زياراته إلى تخصصات طبية عدة، حتى استقر به الحال بعد أربعة أشهر في قسم الأعصاب. وأتى تشخيص الأطباء بعد إجراء اختبارات عدة، منها الفحص بأشعة الرنين المغناطيسي MRI، بأنه مصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد multiple sclerosis. وهو عبارة عن بقع من تحطم أو تلف في غشاء الميلين النخاعين، وقد ينال التحطم كذلك المحاور العصبية التي يغلفها هذا الغشاء، وتكون هذه البقع موجودة في العصب البصري للعين والمخ والنخاع الشوكي. وكلمة تصلب sclerosis تعني الندوب التي يتركها تحطم النسيج الذي يغلف الألياف العصبية myelin sheath الموجودة في الجهاز العصبي، وهذا التحطم يسمى بنزع الميلين demyelization، وأحيانا يحدث تلف أو تحطم في الألياف العصبية ذاتها، التي تنقل الإشارات العصبية. وسببه غير معروف، لكن العلماء يميلون إلى تفسير المرض كتفاعل مناعي. ولا يوجد علاج موحد لكل الحالات. فمركبات الكورتيكوستيرويد corticosteroids تستخدم في العادة لتثبيط الجهاز المناعي، وهي تعطى لفترة بسيطة للتلطيف من المرض أثناء نشاطه، وبالرغم من أن هذه المركبات تقلل من فترة نشاط المرض وتبطئ من تقدمه، إلا أنها لا تمنع تقدم المرض كما تعطى هذه المستحضرات وتوقف حسب الحاجة، ولا تعطى لفترات طويلة أو ممتدة؛ وذلك لتأثيراتها الجانبية. وقد بدأت هجمات المرض تتنقل في جسد سعيد من جزء إلى آخر. وخلال ست سنوات تفاقم وضعه الصحي حتى وصل إلى مراحل متقدمة، إذ اجتمعت عليه الأعراض التالية: شبه شلل نصفي أيمن، عدم اتزان أثناء المشي، اضطراب القولون، البول والبراز اللاإرادي، ارتفاع في دقات القلب تصل إلى 120 دقة في الدقيقة، ارتفاع في أنزيمات الكبد وصلت إلى 115، بينما المعدل الطبيعي 45، التهاب في المريء، انقطاع التنفس أثناء النوم، صداع متواصل، أما أصعب اللحظات عندما فقد 60 في المائة من قوة النظر، فأصيب بحالة اكتئاب حاد! على أثر ذلك قررت الإدارة الطبية في شركة أرامكو إحالته إلى برنامج التقاعد الناتج عن العجز غير المهني، والتوصية بإكمال مراحل العلاج في المستشفى التخصصي في جدة. ثم دخل في دورة علاج تعتمد أخذ جرعات شهرية من الكرتزون عن طريق الوريد لإيقاف هجمات الآلام. وبعد مسيرته مع المرض وفقدانه الأمل في أن يجد له الطب الحديث علاجا نهائيا لحالته، غير مهدئات لأعراض المرض، قرر مصارحة نفسه بأنه يجب أن يعتمد على إرادته في إنقاذها مما يقاسي منه. وبعد تفكير وجد أن ليس أمامه لمواجهة حالته المستعصية على الطب سوى أن يقوم بثلاثة إجراءات كمحاولة أخيرة، أسماها مثلث الإنقاذ: العقل، واللياقة البدنية، والصداقة! اقتنع سعيد بأن عليه أن يتحلى بقوة إرادة عالية عن طريق إعادة برمجة العقل باستبدال الخيال والتفكير السلبي إلى سلوك إيجابي مع ذاته ومع الآخرين، وكذلك مع الحيوانات والنباتات والطبيعة. وكانت هذه المرحلة هي أصعب مراحل العلاج، بيد أنه تمكَّن من التخلص من حالة الاكتئاب الشديدة التي عانى منها طويلا. ثم آمن بأن عليه الانخراط في برنامج رياضي يومي بسيط داخل المنزل بتحريك اليدين أو الرأس لمدة خمس دقائق، حتى وصل إلى 20 دقيقة يوميا. فمن شأن الرياضة تحسين المظهر العام وتعزيز القدرات الداخلية لعمل جميع أعضاء الجسم، وكذلك تحفيز الدماغ على إنتاج هرمونات فاعلة وسليمة ضرورية لاستعادة توازن الجسم. وأخيرا شعر بأن الحياة لا تصفو دون رفيق وصديق يشد من أزره ويؤنس وحشة المرض، ويكون سندا له في استثمار الوقت وتبادل المشورة، فبدأ برنامجه أولا مع رفيقة دربه، ثم مع أصدقاء إيجابيين عبر الإنترنت. وكانت محصلة ذلك تحسنا إيجابيا في صحته، بدأ في أوائل عام 2008، وكلما حقق شيئا يسيرا من التقدم في العلاج، شعر بقوة خفية تدفعه بقوة للاستمرار في برنامجه، حتى تحقق له الشفاء الكامل في منتصف ذلك العام. د. مقبل صالح أحمد الذكير ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: تجارب مع التصلب اللويحي |
||||||||||||||
|
|
|