ناسا تطور نظام تحكم مروري جوي للطائرات بدون طيار

ناسا تطور نظام تحكم مروري جوي للطائرات بدون طيار

إن كنت تظن أن الطائرات بدون طيار ليست مشكلة اليوم فعليك أن تقرّ أنها*ستصبح*مشكلة قريباً. بينما تصبح أرخص وأسهل في الطيران (خصوصاً أن قيادتها لنفسها في تزايد مستمر) سيصبح بمقدرة أي شخص أن يمتلك واحدة. الأسوأ من ذلك هو تلك الشركات -التي اخترعت حيل دعائية خاصة بالطائرات المستقلة- والتي ستبدأ بالتفكير بأن “مهلاً، ربما*هذا*سينجح!”


أنا شبه متأكد أن نظام التوصيل المدني الخاص بالطائرات بدون طيار لن يعمل أبداً (أو تقريباً لن يعمل) لكن تحت ظروف معينة سيبدو من المنطقي لبعض جوانبه (كالتوصيل المتكرر من نقطة لنقطة) أن يوضع محل التشغيل. إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية متأخرة قليلاً في هذا الشأن لكن ناسا تعمل على التقدم إلى الأمام عن طريق تطوير برنامج مستقل لإدارة حركة مرور الطائرات.


المجال الجوي على إرتفاع أعلى من 500 قدم (152.4 متر) يتم تنظيمه من قبل إدارة الطيران الفيدرالية لكن هناك فجوة قد تكون خطيرة على وشك الإزدحام بين إرتفاع 500 قدم وإما جمجتك أو الأرض، أيهما يأتي أولاً. في مركز أبحاث أميس التابع لناسا في منطقة موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا في قلب وادي سيليكون (جنوب منطقة سان فرانسيسكو) يعمل مهندسو وباحثو ناسا على طريقة للتحكم بتلك الفجوة والنظام الذي يحاولون تطبيقه سيساعد الطائرات المستقلة بعدد من الطرق:

محظورات المجال الجوي
بالنسبة للطائرات ذات الطيارين معظم ما يحتويه التحكم بالمرور الجوي هو عبارة عن إخبارك أين يمكنك أن تذهب وأين لا يمكنك أن تذهب. خصوصاً أنه بالقرب من المطارات يكون المجال الجوي مليء بالمحظورات على مدى سلسلة متلاحقة من الإرتفاعات المتزايدة وفي حال تواجدت أي عمليات طيرانية خاصة (مثل ما يحدث في العروض الجوية أو حرائق الغابات) تظهر تحذيرات لمناطق ممنوع الطيران فيها. سيتحتم على الطائرات المستقلة (وتلك التي بها طيارون بالمرة) أن تتكيف مع قواعد الطيران سريعة التغير وأن تحترمها. بالنسبة للطائرات بدون طيار التي تعمل على مقربة من الأرض سيتضمن المجال الجوي المحظور أشياء بديهية كالتي لن تريد الإصطدام بها كالمباني.

ممرات الطيران
لا أعتقد أننا سنرى نوع التوصيل بالطائرات المستقلة الذي تعِدْ به شركة أمازون في نطاق السنوات القليلة القادمة ويبدو أن جوجل لن تفي بهذا أيضاً مع إقتراح الشركة أنه “سيمر عدة سنوات لكن أقل من عَقد” قبل أن يرى المستخدمون أي إستخدام ملموس لتلك التقنية. تخميني هو أن المرة الأولى التي سنرى فيها طائرة مستقلة تقوم بعمل أي شيء مفيد ستكون نوع توصيل مكرّس من نقطة لنقطة حيث يمكن تحديد وتنظيم مناطق الهبوط بعناية. سيحل هذا كمية كبيرة جداً من المشاكل التي تعَرّفنا عليها مع طائرات التوصيل لكنها تهمل المشاكل المتعلقة بالطيران نفسه: بالتحديد، الإصطدام بالأشياء. بعد تصميم ممرات الطيران سيكون بإمكان مشغّلين طيارات التوصيل أن يحددوا بعناية مسارات الطيران وأن يتحكموا بها ضامنين بذلك أنه لا توجد عواقب أو طائرات أخرى يمكن للطائرات بدون طيار أن تصطدم بها.


مناطق العمل
تقترح ناسا أننا قد نبدأ في رؤية طائرات بدون طيار في مجال المسح والتفاتيش الزراعية في خلال سنة تقريباً. سيكون من المفيد والآمن أن يتم جدولة وقتٍ ومنطقةٍ ما حيث يُراد للطائرة أن تطير في المكان منجزةً الأعمال مع وجود كمية من التأكد أنك لن تشعر بالإزعاج.
مجدداً نحن نريد أن نشدّد على أن التبني المحتوم لنظام كهذا سكون رائعاً بالنسبة للطائرات المستقلة الصغيرة وقد يكون أيضاً ضروري لحفظ أمانهم في حال إستخدامهم تجارياً على المدى الطويل كما إقترحت شركتا جوجل وأمازون. لكن هذا لن يحل كل المشاكل المتعلقة بهم وشركات مثل أمازن وجوجل يمكن أن يكون لديهم أعمال مستحيلة للقيام بها قبل توصيلهم للطرود البريدية إلى عتبة بابكم.
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة