مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-04-2014, 07:47 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على سيد الأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:: إخوتي في الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إخوتاه كثيرًا ما نسمع ونقرأ، في مختلف الوسائل الإعلامية بعض الإعلانات والدعايات التجارية، عن عقارات أو معارضَ أو مُجمّعات تجارية فيها من التنزيلات والعُروض والتخفيضات التي تلفت الأنظار لا سيما إذا رافقها بعض العبارات الجذابة كقولهم: (لا تدع الفرصة تفوتك) وقولهم: (فرصة العمر) وقولهم: (آخر فرصة) وقولهم: (فرصة لا تعوض) وقولهم: (حقق أحلامك ولا تدع الفرصة تفوت) وقولهم: (اغتنم الفرصة الأخيرة) وقولهم: (اغتنم الفرصة وتسوَّقْ قبل انتهاء فترة العرض) ونحوها من كلمات وعبارات تجارية رنانة. نعم إخوتاه إننا نجد كثيرًا من الناس قد قَصَر، وحجرَ استخدام كلمة الفرصة على النواحي المادية، فقلَّما تستخدم هذه الكلمة في مكانها الحقيقي لتمثل فرصة العمر على حقيقتها. (وأقصد أن تستخدم كلمة الفرصة لأمر الآخرة). تلك هي الفرصة إخوتاه إن في حياة المسلم فرصًا كثيرةً لكسب الخير لا تعوض البتة طَوال الحياة؛ وكثير من الناس لا يلتفتون إلى ذلك. فهناك فرص قد لا تتكرر في حياتنا فهلا انتبهنا لذلك! نعم فرصة ولعل فرصة تذهب فلا تعود روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((اغتنم خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمِك، وصحتَك قبل سقمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبلَ شَغَلِك، وحياتَك قبل موتِك)). قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس)) معناه: اظفر على وجه المغالبة وقهر النفس خمسَ نِعَم قبل خمس مِحَن؛ فإن النعمة لا تدوم على ما هي عليه في جميع الأحوال؛ لأنه كما يقال من المُحال دوامُ الحال فالشباَب يَبلى ويذبل، والصحة تضعُف وتذوي والمال ظل زائل، سرعان ما يذهب ويزول، وينتقل من مورث إلى وارث والفراغ نعمة من النعم التي يُغبن فيها الإنسان، وسرعان ما تأتي الشواغل، على حين غفلة، فيجدُ المرء نفسه عاجزًا عن تحقيق مآربه وأحلامه؛ بل وحتى الواجبات التي عليه؛ لِفَواتِ وقت الفراغ، وضياع الفرصة التي لم يَغتنمْها. نعم فرصة تذهب فلا تعود نعم إخوتاه فالحياة أنفاسٌ معدودة تنقطع بالموت في وقت ربما لا يكون في الحسبان، فيندم المرء على ضياع العمر فيما لا ينفع؛ ولا يُجْدِيه ذلك الندمُ شيئًا، فالفرصة إذا لم تُنتهَز فهي غُصّة. وكما قال خالد بن معدان رحمه الله::: فإذا فُتح لأحدكم بابُ خير؛ فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلَق عنه. نعم إخوتاه وكما قلنا وعذراً إن تكلمنا بالعامية لو فتح لك باب خير إوعى تسيبه لا يقفله في وشك وتبقى فرصة ذهبت فلا تعود فاغتنم كما يقول لك من جعله الله رؤوفًا رحيمًا بالمؤمنين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((اغتنم خمسَ فرص قبل فواتها)) يُتبع بإذن الله رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم وصلى الله على نبينا محمدا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراا ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
04-04-2014, 08:45 PM | #2 | |||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
أول تلك الفرص أن تغتنم
((شبابك قبل هرمك)). أن تغتنم هذا القَدْر من العمر فيما ينفعُك في دينك ودنياك و لا تضيّعه في اللهو واللعب والشهوات، وإن الشباب هو زمن العمل الجاد؛ لأنه فترة قوة بين ضعفين: ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، والشباب هو وقت القدرة على الطاعة على تمامها، والشباب ضيف سريع الرحيل؛ فإن لم يغتنمْه العاقل؛ تقطّعت نفسُه بعدَه حسراتٍ. إن المرء منا يمر بعدة مراحلَ طَوال حياته؛ مرحلة الطفولة، ثم مرحلة الشباب، ثم مرحلة الكهولة، ثم مرحلة الشيخوخة. ولقد رغب النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بأن تكون مرحلة الشباب في حياة الفرد مليئة بالطاعات. (ومرحلة الشباب هي التي لا يتجاوز فيها العمر ثلاثين سنة). وما زاد عن ذلك حتى أربعين أو خمسين سنة يسمى المرءُ فيها كهلاً؛ فالذي تجاوز الثلاثين سنة، ولم ينشأ على طاعة الله فاتته فرصة عظيمة هي الاستظلال تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة؛ يوم تدنو الشمس من الخلائق بمقدار ميل؛ فيغرق الناس في العرق على قدْر أعمالهم؛ قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ـ وذكر منهم ـ شابّ نشأ في عبادة الله))؛ فيا حسرة الرجل منا الذي تجاوز الثلاثين عامًا ومرت عليه مرحلة الشباب ولم ينشأ على طاعة الله، إنها لفرصة فاتت ولن تعوض. أخي المسلم............ فإذا فاتتك هذه الفرصة، التي لن تعوض البتة فلا يفوتك أن تعلِّقَ قلبك بالمساجد، وأن تخفيَ صدقتك؛ كي لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك، وأن تفيض عيناك عند ذكر الله خاليًا؛ كي لا تحرم من الاستظلال تحت ظل عرش الرحمن. أما الفرصة الثانية: فهي أن تغتنم ((صحتَك قبل مرضِك))؛ أي: أن تظفر بالوقت الذي تكون فيه صحيح الجسم لتقضيه في ميدان العمل الصالح، وأن لا تؤخر فضيلة من الفضائل، وتقول: حتى أكبر وأتفرغ، فإنك لا تدري هل تظل صحيحًا معافى؛ أم يعتريك ما يُعِلُ صحتك ويقلل نشاطك؛ فتقول: يا ليتني صليت من الليل، ويا ليتني صمت من النوافل؛ ويا ليتني بذلت جهدي وقت قوتي، في الدعوة إلى الله، ونحو ذلك. كما إنها لفرصة عظيمة أن تكثر من الأعمال الصالحة وقت صحتك؛ لكي يكتب لك الثواب كاملاً في حال مرضك؛ فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال: ((إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا)). وأما من لم يستغل صحته قبل مرضه بكثرة الأعمال الصالحة، فسيفوته الخير الكثير وسيندم في حين لا ينفع الندم؛ فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((ما من مسلم يُصاب في جسده إلا أمر الله تعالى الحفظة: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير، ما كان يعمل ما دام محبوسًا في وَثاقي)). فاغتنام فرصة صحتك قبل مرضك، هو أن تبادر إلى شتى الطاعات قبل حلول المفاجآت؛ ولهذا رغب النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أيضًا بالتعجل بالحج خشية مفاجأة المرض فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة)) رواه أحمد، والبيهقي . روى شقيق رحمه الله قال: مرض عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ فعدناه فجعل يبكي فعوتِب. فقال: إني لا أبكي لأجل المرض؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: ((المرض كفارة))؛ وإنما أبكي أنه أصابني على حال فَتْرَةٍ، ولم يصبْني في حال اجتهاد؛ لأنه يكتب للعبد من الأجر إذا مرض ما كان يُكتب له، قبل أن يمرض فمنعه المرض. رواه رَزِين (مرقاة المفاتيح 4/57)؛ فاغتنم صحتك قبل مرضك. لسه فيه فرص ؟ أيوة بإذن الله أمامك فرص كتير بس ياترى هاتلحقها ولا هاتمشي وتسيبك وأبواب خير كتير بس ياترى هاتدخلها ولا هاتتقفل في وشك إلحق بقى !! ماهو لو ملحقتش دلوقتي هاتلحقها إمتى ؟؟ فلعل فرصة تذهب فلا تعود |
|||||||||||||
|
04-04-2014, 08:47 PM | #3 | |||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
أما الفرصة الثالثة
أن تغتنم فرصة ((غناك قبل فقرك))؛ بأن تكثر من الصدقات، وبذل المال في وجوه الخير، قبل تغير أحوالك الاقتصادية، أو قبل تغير أحوال المجتمع، الذي من حولك؛ فإن أعظم الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح؛ تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغتِ الحلقوم قلتَ: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان. إنها فرصة أن تتعرف على الله في الرخاء؛ ليعرفك في الشدة؛ كما ويحتمل أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((وغناك قبل فقرك)): أن يكون هذا إنذارًا للغني من الفقر؛ إذا لم يُنفقْ من ماله في وقت الغنى؛ لا سيما وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أخبرنا بأن مَلكيْن يدعوان كل صباح: ((اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، وأعطِ ممسكًا تلفًا)). لقد أخبرنا الله عز وجل بأن المسلم؛ ليتمنى إذا مات؛ لو أنه أعطي فرصة أخرى للعودة إلى الحياة؛ لا ليتمتع فيها، أو يلهو فيها، وإنما ليتصدق ويكون صالحًا؛ ويبادر إلى الفرص التي فاتته طَوال حياته؛ قال الله تعالى: وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ * وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:10، 11]. الفرصة الرابعة: أن تغتنم ((فراغك قبل شَغَلك))؛ أي: أن تغتنم أوقات الفراغ في شَغْلِ النفس بما ينفعك؛ فالنفس إن لم تشغلْها بالحق شغلتك بالباطل؛ أن تغتنم فرصة فراغك لتصرفه ليس في سياحة ولا في لهو؛ وإنما فيما ينفعك في أمر دينك ودنياك؛ أن تستغل هذا الفراغ ـ الذي يكثر في مرحلة الشباب، وقبل تحمل المسؤوليات ـ، أن تستغله في حفظ كتاب الله وتعلم العلم الشرعي؛ لأنك إذا كبرت قد تخجل أن تتعلم، وقد يصعب عليك الحفظ؛ بل ولا تجد الوقت الكافي للتعلم؛ لأنك ستكتشف؛ أن الواجباتِ أكثر من الأوقات؛ ولهذا صدَق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: (تعلموا العلم قبل أن تسودوا)؛ أي: تعلَّمْ قبل أن تصبح مسؤولاً، وتنشغل، فلا تجد الوقت للتعلم؛ كما وإن الاستفادة من العلماء، والتعلم منهم عن قرب قبل موتهم فرصة لا تعوض، وقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((إن الله لا يَقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يَقْبضُ العلمَ بقبْضِ العلماء؛ حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفْتَوا بغير علم، فضِّلوا وأضَلُّوا)) مسلم. ففرصة عظيمة أخي المسلم أن تغتنم ((فراغك قبل شَغَلِك)). الفرصة الخامسة والأخيرة في هذا الحديث: أن تغتنم ((حياتك قبل موتك))؛ بأن تقدم لنفسك ما ينفعك بعد موتك، ولا تسوِّف؛ حتى إذا جاء الموت قلت: يٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى [الفجر:24]، يا ليتني تصدقت، ويا ليتني صمت، ويا ليتني صليت، ويا ليتني فعلت...؛ فيكون حالك كحال الذين قال الله تعالى عنهم: يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذّكْرَىٰ * يَقُولُ يٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى [الفجر:23، 24]. إن وجودك في هذه الحياة أعظم فرصة لجمع الحسنات وَللرُّقِيِّ في الجنة إلى أعلى الدرجات؛ فاغتنامُ حياتك قبل موتك؛ يكون بالمبادرة إلى التوبة قبل حلول الأجل، وقبل أن تغرغر فتلتف الساق بالساق. فقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)). فإن اغتنام فرصة الحياة قبل الممات؛ هو أن تغتنم وقتك فلا تضيعْه في لهوٍ بَلهَ معصية. فكم من مستقبلٍ يومًا لا يستكملُه، وكم من مُؤمِّل غدًا لا يدركُه وقد صحَّ عن الحسن البصري أنه قال: "ما من يوم ينشق فجرُه إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزودْ مني بعمل صالح؛ فإني إذا مضيت؛ لا أعود إلى يوم القيامة". |
|||||||||||||
|
|
|