موضوعات عامة ويحتوي على مواضيع عامة متنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-23-2013, 07:30 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
المـــرأة والرجــــــل أيهم أكثر نسياناً وأقوى حباً... يجيب الكاتب السعودي المعروف الاستاذ عبد الله الجعيثن على هذا التساؤل بالقول: اعتقد ان الرجل أكثر نسياناً في الشئون العاطفية والوجدانية.. وان المرأة أكثر نسياناً في الأمور المجردة والخارجية.. فحياة المرأة تتركز إلى حَدّ كبير في ذاتها وعواطفها، حبها وكرهها، شئونها اللاصقة بها من زوج وأهل وأولاد، دون اهتمام يذكر بالأمور المجردة والأحداث الخارجية التي ليس لها مساس بقلبها أو بيتها أو عواطفها وشئونها الخاصة.. للرجل فَهم العقل.. وللمرأة فَهّم القلب.. وما يُقلِّل من فَهم القلب وأهمية العواطف إلا غبي قاصر النظر محدود الآفاق.. فكثير من الأمور الهامة والعميقة في وجودنا وحياتنا تسير على جناح العواطف لا على حسابات القلب.. ونستطيع أن نقول: أكثر تلك الأمور.. وليس الكثير منها.. ولا نكون مبالغين.. فالحب عاطفة. والكره عاطفة.. والأمومة والأبوُة عواطف بالدرجة الأولى.. كذلك الكرم، والأريحية، والمروءة، والتضحية، والإيثار.. والمودة والرحمة.. والفرح والابتهاج.. كلها عواطف.. وعلى الجانب الآخر، والمؤثر جداً أيضاً، نجد أن معظم الأمور السيئة التي قد تتحكم فينا وقد تغيّر مصائرنا تعود إلى العواطف بالدرجة الأولى.. الغضب والحسد.. الغيرة والحقد.. الهياج والاكتئاب.. كلها عواطف بالدرجة الأولى.. ونعتقد ـ كما أسلفنا ـ ان المرأة أقوى ذاكرةً من الرجل في شئون العاطفة وخلجات القلب.. وأشد حساسية وفهما.. بل إن لها ـ في هذا الشأن ـ حساً قوياً ليس من المبالغة الكبيرة اعتباره بمثابة حاسة سادسة عند المرأة.. فالمرأة لا تنسى أمواتها بالسرعة التي ينساهم بها الرجل، رغم انها حين يموتون تذرف الدموع الغزار وتنفس عن عوالجها وعواطفها بالبكاء والعويل الصريح مما قد يوحي بأنها نفست عن نفسها وتحررت من آلامها ومهدت سبيل النسيان لغزو ذاكرتها.. بعكس الرجل الذي يحبس دموعه في هذه المواقف ويكبت عواطفه ويكتم ضعفه ويتظاهر بالقوة والجَلَد مخفياً أحزانه.. وأقءتَل الحزن دفينه.. أقول: بالرغم من أن هذا قد يوحي بأن المرأة أسرع نسياناً لأمواتها من الرجل بحكم انها أخرجت عواطفها وأطفأت حرائق أحزانها بدموعها وحررت نفسها من الداخل بينما ظلت الحريقة تشتعل في أعماق الرجل بدون دفاعٍ مدني ولا إسعاف. بالرغم من هذا فإن العكس هو الصحيح.. الرجل أسرع نسياناً لأمواته ومواجعه القلبية من المرأة.. فالرجل يعمل على أن ينسى فعلاً، ويشغل نفسه ـ عامداً أو غير عامد ـ بعمله وطموحاته فيضع الحواجز الكثيفة بينه وبين أحزان القلب الماضية حتى ينسى أو يتناسى.. أما المرأة فهي حريصة على بقاء الذكرى ولو كانت موجعة، وكثيراً ما تحتفظ بتذكارات شخصية لأمواتها الأعزاء.. تذكارات مادية ملموسة بما في ذلك بعض ملابسهم وأشيائهم الخاصة.. ومن النادر أن يفعل الرجل هذا.. والمرأة هنا أكثر وفاءً وإخلاصاً.. وإذا تركنا قضية الموت وتحدثنا عن قضية قلبية أخرى هي الحب، وجدنا المرأة ايضاً أقوى ذاكرةً من الرجل في الحب.. وأقل نسياناً.. إذا تحاب رجل وامرأة حباً صحيحاً لاشك فيه، وحالت ظروف قاهرة دون نجاح ذلك الحب، واتضح انه لا فائدة، فإن الرجل هنا يطبق مبدأ (اليأس احدى الراحتين) أما الراحة الأخرى فهي الموت، وهو هنا يعتبر أن ذلك الحب مات دماغياً فلا جدوى من محاولة استذكاره وبعث الأمل الكذوب فيه، فينساه أو يتناساه حتى ينتهي.. ويعمل على استبدال الحب بحب آخر قدر الإمكان.. فإن لم يجد حباً بذلك المستوى ـ والحب مع الأسف لا يباع في السوق ـ فإنه يختار امرأة أخرى تنسيه بوجودها وحنانها حبه القديم وكأنه بشعورٍ أو بدون شعور يطبق المبدأ القديم الذي يقول: "داوِ المرأة بالمرأة.." ومع العائلة الجديدة والأعمال والطموحات يصبح حبه القديم مجرد نسمة صيف باردة هبت واختفت في رمضاء الحياة.. المرأة ـ في الغالب ـ لا تفعل هذا.. إذا أحبت حباً صحيحاً صريحاً فإنها تظل تذكر هذا الحب مدى الحياة، ومهما حالت الظروف دون حياته وازدهار شجرته على أرض الواقع.. بل انها تظل تسقي تلك الشجرة الذابلة بدموعها كل يوم، حتى لا تموت.. ومرة أخرى تظل المرأة هنا أكثر وفاءً وإخلاصاً.. وكل إنسان يتأذى من أن ينساه عزيز عليه في أمر مهم.. ولكن المرأة هنا يؤلمها ذلك النسيان أكثر من الرجل.. حين يتعلق أمر النسيان بموعد أو عاطفة أو مناسبة غالية.. لأن النسيان هنا يدل على الإهمال وعدم الاهتمام.. وذلك يؤلم المرأة والرجل معاً، ولكنه أشد إيلاماً للمرأة بكثير، لأن المرأة لا تستطيع أن تعيش ـ بمعنى العيش ـ في ظل الاهمال، فشعارها مع رجلها: "اقتلني ولا تهملني.." وإذا كنا قلنا ان المرأة أقوى ذاكرة من الرجل في شئون القلب والعواطف وبذلك صارت أكثر منه وفاءً وإخلاصاً في كثير من المواقف.. فإن كل خصلة في هذه الدنيا لها جانب آخر قد يكون سيئاً بل هو كذلك مع التطرف، كل خصلة كالعملة ذات الوجهين.. فالكرم مثلاً خصلة محمودة ولكنه يقترب من الإسراف وكثيراً ما يؤدي بصاحبه إلى الإفلاس.. والشجاعة خصلة محمودة ولكنها تصل بصاحبها إلى حد التهور وقد تنتهي به إلى الموت.. قديماً قال المتنبي: لولا المشقة ساد الناسُ كُلُّهم الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتَّالُ كذلك قوة الذاكرة عند المرأة في أمور القلب وشئون العاطفة.. خصلة جيدة تلد الوفاء والإخلاص.. ولكنها لها وجه آخر مظلم يلد الحقد لأنه يحفظ الإساءات.. فالمرأة إذا غضبت من رجلها جداً، أنكرت كل ما فعله لها، وذكرته بمواقف سيئة له قديمة جداً يكون قد نسيها، وربما ذكرته بالتفصيل المخيف بما فيه الكلمة نفسها وتعابير الوجه ونحو هذا.. ليس كل النساء ولكن الكثيرات منهن، في رأس الواحدة منهن (صندوق أسود) يشبه (الصندوق الأسود) في مقدمة الطائرة يحفظ كل ما حدث ودار ولو سقطت الطائرة واحترقت ثم غرقت! يظل الصندوق الأسود صامداً يتحدى! والمرأة بنت لحظتها.. وأسيرة عاطفتها ـ حين يغضبها رجلها بشدة، أو يقهرها.. أو يرفض لها طلباً هاماً تعلق عليه آمالها وتتعلق به جداً ـ والنساء كذلك أحياناً ـ فإن طائرة الحسنات هنا تتحطم.. تحترق.. تفرق.. حسنات الرجل.. وتخرج سيئاته من الصندوق الأسود في أعماق ذاكرتها.. محفورة.. محفوظة بالتفصيل الذي يخيف الرجل.. وقد يضحكه ولكن على غرار "شرُّ البلية ما يُضحك..". وقد ورد في الحديث الشريف أن النساء كفَّارات العشير، وكفَّارات الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيتُ منك خيراً قط". أو كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري.. وكثيراً ما تكون الصغائر عند الرجل كبائر عند المرأة! وقد شرحتُ هذا بالتفصيل في كتابي "دليل الحب والبغض بين الرجل والمرأة". أما في الشئون المجردة والعامة والتي لا تمسُّ حياة الإنسان مباشرة فإن الرجل هنا أقوى ذاكرة والمرأة أسرع نسياناً، ولعله لهذا قال الله تبارك وتعالى: ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجلٌ وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضلَّ إحداهما فتذكِّر احداهما الأخرى..) (الآية: 282من سورة البقرة). والله أعلم ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة |
||||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: |
|
|