صاحبهما في الدنيا معروفا

صاحبهما في الدنيا معروفا

* يقول : تزوجت أنا وأخي في نفس اليوم ،، كانت المقارنات قبل الزواج بين جهاز زوجتي وزوجة أخي لا تنتهي ،، حتي أنه قالت لي أمي بعد أن زّمت شفتيها ومصصتهما : عيني علي حظك ولدي ،، أرأيت بيت أخيك وجهازه ،، هذا نسب يُشّرفنا حقاً ،، هذا جهاز يليق بذلك بيت ،، أما زوجتك فجهازها تم توزيعه بالكاد ليملأ أركان البيت هل كانت تتوقع أن تسكن في جحر للفئران فاكتفيت بذلك الجهاز البسيط.. لم أرد عليها سوي بابتسامه وإماءة رأس فأنا أعرف أمي لن تقتنع بما سأقول....
عرفت من يومها أن المشاكل لن تنتهي ،، فطالما هناك سلفتين في ببتٍ واحد فلابد من معركه ولابد من تحيز لإحداهن علي حساب الآخري وللأسف كنت أعرف أطرافها....
تزوجت وكذلك أخي ،،، كانت زوجتي زميله لي في الدراسه وقد تضايقت أمي لأنها في نفس سني ،، حيث كانت تتمني أن أتزوج ابنة خالتي التي لم تتم العشرين بعد ....
فهي مازالت صغيره ولن تسوق تمرُداً عليّ وسأستطيع إحتوائها وكبح جماحها ،، وهذا ما فعله أخي لها حيث تزوج من إحداهن تصغره بسبعة أعوام... وكانت تري أن هذا سبب نجاح أي زواج وإستمراره....
اتخذت أمي من زوجتي عدواً لها ،، وأخذت تتربص لها في أي عمل تقوم به ،، فمثلاً أذكر بينما كنا نتناول أول إفطار في رمضان معاً ،، أخذت تلومها أنها قد أكثرت الملح في هذا ،، كما أن الأرز به تعجين لا يخفي علي شيف مبتدأ ،، وهذا العصير كان بارد جداً ،، نعم ماما كان لابد أن تتدخل في عمل الثلاجه أيضاً...
عرفت زوجتي ذلك ،، ولا أعرف ماذا أُسمي ما فعلته من أجل أن تنال محبة أمي... كانت تتقبل نقدها بإبتسامه وتعقُبها بحاضر ماما سأحذر في المره القادمه وكان ذلك يزيد أمي غيظاً.. فهي تريد لساناً يرد وليس قلباً يحتوي الموقف...
كانت زوجة أخي طباعها لا تفرق كثيراً عن طباع أمي تجاه زوجتي ،، مسبقاً كنت أعرف ذلك التحزب بأنه سيتم....
مرت الأيام ولم تشتكِ لي زوجتي قط من أمي ، وكنت في كل مره أنتظر تعنيفاً أو سُبه يقذفها غضبها ولو لمره ولكنها لم تفعل....
وفي مره اشتكت لي أمي منها كالعاده وهنا لم أتمالك نفسي من هذا الظلم البين وسألتها : لماذا تفعلين ذلك معها أمي!!!!
ردت قائله : لابد أنها ملئت صدرك تجاهي وزادتك حقداً عليّ..
قلت لها : بالله أمي هي تحبك ،، واسمك لا يأتي من جهتها إلا بالخير ،، فهي تناديك أمي حباً واحتراماً وليس تملُقاً...
قالت لي : هذه تصرفات ساحره ولدي ،، تريد أن تتمكن مما تريده ،، تريد أخذك مني بذلك الكُهن الذي أعلمه جيداً ،، تريد أن تكسبني في شباكها مثلك.. ولكن هيهات...
نظرت لها وقلت : فقط أريد حياه هادئه أمي تقّبلي الأمر هي زوجتي وستكون أم أولادي،، فإن لم يكن من أجل معاملتها الطيبه معك ،، فليكن من أجلي....
مرت الأيام علي هذا وذاك... ومرضت أمي مرض الموت وأوشكت علي مُغادرتنا كانت مستلقيه علي سريرها في بيتي فقد انتقلت إليه بعد شللها النصفي حيث أصبحت زوجتي هي المسئوله عن علاجها والإهتمام بشئونها.. أحبتها لمدة ستة أشهر وهي الأشهرالتي إنتقلت فيها للعيش معنا،،
وفي كل مره تردد لقد أخطأت في حقك ثُريا ابنتي ،،، لقد ظلمتك بصوره كونتها وإرتضيتها وهي بعيده عن الحقيقه،، سامحيني ثريا ابنتي.. كانت دائماً تُخبرها بأنها ظلمتها وأن هذا الشلل هو أفضل جزاء لها علي فعلته تجاهها.... ولكن أكملت زوجتي برها لأمي وأخبرتها قائله : تعرفين ماما ،، عندما ناديتك ماما هذا كان من قلبي ،، لأنني أؤمن بأن البيت الذي لا يُردد فيه تلك الكلمة يكون أشبه بالقبور ،،فارغ ،،، بعيد عن الرضا والبركه ،، قلتها لإني قررت منذ خطبتي لأحمد أن يكون هو زوجي وأمه ستكون علي رأسي ،، وتقصير الآباء لا يُبرر عقوق الأبناء ماما.....
وفي آخر كلام لأمي جلست ثريا بجوارها وأخذت تمسح لها وجهها حيث كانت درجة حرارتها تفوق الأربعين ، وأمي تُردد لها بدون وعي رضي الله عنكِ ثريا......
فازت ثريا في معركتها لكسب قلب أمي ،، وخسر الحقد والتربص في مواجهة قلب يحمل الكثير من الحب.....

صحيح تقصير الآباء لا يُبرر عقوق الأبناء..... (وإن جاهداك علي أن تُشرك بي شيئاً فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا).....

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة