الحبة السوداء.. دلائل نبوية وحقائق علمية

الحبة السوداء.. دلائل نبوية وحقائق علمية

يحتوي زيت حبة البركة على العديد من الحموض الدهنية الأساسية والأحماض الأمينية والدهون و الكربوهيدرات والاستيرولات. كما تحتوي حبة البركة على مادة Nigellone وهي إحدى مضادات الأكسدة الطبيعية وكذلك الجلوتاثيون. وتعتبر مادة الثايموكينون هي المادة الفعالة وهي متواجدة في الزيت الطيار.

الحبة السوداء في الطب النبوي:
ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاءً من كل داء إلا السام) والسام: الموت. كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت وما السام؟ قال الموت). وفي رواية لمسلم: (ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء).
ولقد جاء عن الحبة السوداء في كتب بعض الأطباء المسلمين وغيرهم أن استخدموها في علاج كثير من الأمراض ومنهم على سبيل المثال ابن البيطار, والملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول الغساني التركماني (أعظم ملوك الدولة الرسولية التي حكمت اليمن من 626هـ إلى 803هـ) وكذلك ابن جزلة البغدادي، وداود الأنطاكي, وأحمد بن الجزار القيرواني, وابن قيم الجوزية.
وقال عنها ابن سينا صاحب القانون : "والشونيز (حبة البركة) حريف مقطع للبلغم جلاء ويحلل الريح والنفخ وتنقيته بالغة ويوضع مع الخل على البثور اللبنية ويحل الأورام البلغمية والصلبة ومع الخل على القروح البلغمية والجرب المتقرح، وينفع من الزكام وخصوصاً مسحوقاً ومجعولاً في صرة كتان، يطلى على جبهة من به صداع. وإذا نقع في الخل ليلة ثم سحق وأعطي للمريض يستنشقه نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس، ويقتل الديدان ولو طلاءً على السرة". وعالج بها الأنطاكي الاستسقاء واليرقان, ويضعها ابن الجوزية كمادة مدرة للحليب ومنشطة للجنس ومطمثة.

بعض الخصائص الطبية للحبة السوداء التي أظهرتها الدراسات العلمية الحديثة

الحبة السوداء.. والملاريا:
نشرت المجلة الأمريكية للسموم والعاقير الطبية والمجلة الماليزية للعلوم الطبية لهذا العام 2007 نتائج دراستين قام بهما باحث يمني من جامعة ذمار اليمنية (الدكتور عبدالإله حسين أحمد الأضرعي) والبرفيسور (زين العابدين بن أبو حسن) من الجامعة الوطنية الماليزية عن فعالية الحبة السوداء ضد طفيل الملاريا حيث أظهرت التجارب المخبرية التي أجريت على الفئران فعالية قوية للحبة السوداء في إخماد المرض وعلاجه والوقاية منه، مما يشير إلى أنها تحتوي على مواد فعالة قد يتم استخلاصها لتمثل قفزة جديدة في طريق العلاج ضد مرض الملاريا.

الحبة السوداء.. والجراثيم:
قام الدكتور مرسي من جامعة القاهرة بإجراء دراسة نشرت في مجلة Acta Microbiol Pol عام 2000م للتعرف على تأثيرات الحبة السوداء على الجراثيم، فأظهرت استجابة بعض أنواع الجراثيم لخلاصة الحبة السوداء.

الحبة السوداء وقاية من تخرب الكبد:
من المعلوم أن زيت الحبة السوداء يملك تأثيرات وقائية للكبد تحميه من بعض أنواع التسممات الكبدية، ومن المعروف أيضًا أن الحبة السوداء نفسها تستخدم في الطب الشعبي في علاج أمراض الكبد. ففي دراسة نشرت في مجلة (Phytother Res) في شهر سبتمبر 2003م أكد باحثون أن الفئران التي أعطيت زيت الحبة السوداء كانت أقل عرضة للإصابة بتخريب الكبد عند إعطائها المواد السامة مثل رابع كلور الكربون.

الحبة السوداء... في الوقاية من سرطان الكبد:
وفي دراسة نشرت في عدد أكتوبر 2003م في مجلة (J Carcinog) قام باحثون من جامعة (Kelaniya) في سريلانكا بإجراء دراسة على 60 فأرًا تم حقنهم بمادة مسرطنة. وأعطيت مجموعة من هذه الفئران مزيجًا من الحبة السوداء وأعشاب أخرى، فوجد أن شدة التأثيرات السرطانية كانت أقل بكثير عند الفئران التي عولجت بهذا المزيج المذكور، واستنتج الباحثون أن هذه المواد يمكن أن تسهم في وقاية الكبد من التأثيرات المسرطنة.

الحبة السوداء.. وقاية من سرطان القولون:
هل يمكن للحبة السوداء أن تقي من سرطان القولون؟ سؤال طرحه باحثون من جامعة طنطا بمصر، ونشر بحثهم في مجلة (Nutr Cancer) في شهر فبراير 2003م. فقد أجرى الباحثون دراسة على 45 فأرًا أعطوا مادة كيميائية تسبب سرطان القولون، وأعطي ثلاثون فأرًا زيت الحبة السوداء عن طريق الفم. وبعد 14 أسبوعًا لاحظ الباحثون عدم وجود أية تغيرات سرطانية في القولون أو الكبد أو الكلى عند الفئران التي أعطيت زيت الحبة السوداء.

الحبة السوداء.. ومرض السكر:
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة (Tohoku J Exp Med) في شهر ديسمبر 2003م قام الباحثون من جامعة (يوزنكويل) في تركيا بإجراء دراسة على خمسين فأرًا أحدث عندهم مرض السكر، وقسمت الفئران بعدها إلى مجموعتين: الأولى أعطيت زيت الحبة السوداء الطيار داخل بريتون البطن يوميٌّا ولمدة ثلاثين يومًا، في حين أعطيت المجموعة الثانية محلولاً ملحيٌّا خاليًا من زيت الحبة السوداء. ووجد الباحثون أن إعطاء زيت الحبة السوداء للفئران المصابة بمرض السكر قد أدى إلى خفض في سكر الدم عندها، وزيادة مستوى الإنسولين في الدم، كما أدى إلى تكاثر وتنشط في خلايا بيتا (في البنكرياس) المسؤولة عن إفراز الأنسولين، مما يوحي بأن الحبة السوداء يمكن أن تساعد في علاج مرض السكر. وفي جامعة الدمام بينت دراسة تم شرحها في المؤتمر العلمي العاشر للإعجاز في القرآن والسنة والذي انعقد في تركيا بأن الحبة السوداء أظهرت تأثيراً مخفضاً للسكر ومضاداً للأكسدة.

الحبة السوداء... والأمراض التحسسية:
وفي دراسة أخرى من جامعة (Charite) في برلين (ألمانيا) قام الباحثون بإجراء دراسة على 152 مريضًا مصابًا بأمراض تحسسية (التهاب الأنف التحسسي، الربو القصبي، الإكزيما التحسسية) وعولج هؤلاء المرضى بكبسولات تحتوي على زيت الحبة السوداء، وقد طلب من المرضى أن يسجلوا وفق معايير قياسية خاصة شدة الأعراض عندهم خلال التجربة. وقد أكدت نتائج الدراسة تحسن الأعراض عند كل المرضى المصابين بالربو القصبي أو التهاب الأنف التحسسي أو الإكزيما التحسسية.

الحبة السوداء.. والربو القصبي:
قام باحثون من جامعة الملك سعود بالرياض بدراسة تأثير الثيموكينون (وهو المركب الأساسي الموجود في زيت الحبة السوداء) على قطع من القصبة الهوائية للخنزير الوحشي وأظهرت نتائج الدراسة أن الثيموكينون يرخي عضلات القصبات ويوسعها، وهذا ما يساعد في علاج الربو القصبي.

الحبة السوداء.. والمعدة:
وللحبة السوداء دور وقائي لغشاء المعدة، فقد أجرى الخبير العالمي الكبير في مجال الحبة السوداء الدكتور محمد الدخاخني بجامعة الإسكندرية بحثاً تبين فيه أن زيت الحبة السوداء قد مارس تأثيرًا واقيًا فعالاً ضد التأثير المخرش الذي يحدثه الكحول لمعدة الفئران، كما أظهرت دراسة في جامعة الدمام تم نشرها في المجلة السعودية لطب الجهاز الهضمي بأن الحبة السوداء استطاعت القضاء على جرثومة المعدة بنسبة 67.7% عند المرضى المصابين بهذه الجرثومة.

الحبة السوداء.. واعتلال الكلية:
أجرى باحثون من جامعة الأزهر دراسة حول تأثير الثيموكينون (المادة الفعالة في الحبة السوداء) على اعتلال الكلية عند الفئران، فتبين أن الثيموكينون قد أدى إلى تثبيط طرح البروتين والزلال في البول، وأن له فعلاً مضادٌّا للأكسدة يثبط التأثيرات السلبية التي حدثت في الكلية.

الحبة السوداء.. وقاية للقلب والشرايين:
من المعروف أن ارتفاع مادة تدعى (هوموسيستين) في الدم يحدث ارتفاعاً واضحاً في مستوى الدهون الثلاثية والكولسترول ويزيد من فرص حدوث مرض شرايين القلب وشرايين الدماغ والأطراف. ومن هنا، قام باحثون في جامعة الملك سعود بإجراء دراسة لمعرفة تأثير الحبة السوداء على مستوى هوموسيستين الدم، ووجد الباحثون أن إعطاء مادة ثيموكينون للفئران لمدة ثلاثين دقيقة خلال أسبوع قد أدى إلى حماية كبيرة ضد حدوث ارتفاع الهوموسيستين (عندما تعطى للفئران مادة ترفع مستوى الهوموسيستين). ولا شك أن الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات في هذا المجال.

الحبة السوداء.. وارتفاع ضغط الدم:
ومن الدار البيضاء في المغرب خرج بحث نشر في مجلة (Therapi) عام 2000م أظهر انخفاض معدل ضغط الدم الوسطي بمقدار 22% عند الفئران التي عولجت بخلاصة الحبة السوداء، في حين انخفض بنسبة 18% عند الفئران التي عولجت بالأدلات (وهو دواء معروف بتأثيره الخافض لضغط الدم)، كما ازداد إفراز البول عند الفئران المعالجة بالحبة السوداء.

الحبة السوداء.. والروماتيزم:
وجد باحثون من جامعة آغا خان في باكستان في بحث نشر في شهر سبتمبر 2003 في مجلة ((Phytother أن خلاصة الحبة السوداء تقوم بتثبيط إنتاج الخلايا البالعة في الجسم Macrophages لأكسيد النتريك الذي يلعب دورًا وسيطًا في العملية الالتهابية. وربما يفسر ذلك تأثير الحبة السوداء في تخفيف التهابات المفاصل وآلامها، مما يفسح المجال أمام المزيد من الدراسات للتعرف على الآلية التي تقوم بها الحبة السوداء بهذا التأثير.

الحبة السوداء.. وسيولة الدم:
قام باحثون في جامعة الملك فيصل بالدمام في المملكة العربية السعودية (جامعة الدمام حالياً) بدراسة تأثير زيت الحبة السوداء على عوامل التخثر عند الفئران التي غذيت من دقيق يحتوي على زيت الحبة السوداء، وقارنوا ذلك بفئران غذيت بدقيق صرف. وكانت النتيجة حدوث تطاول عابر في زمن التخثر، مما يوحي بأن استعمال زيت الحبة السوداء يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغيرات عابرة في عوامل التخثر عند الفئران، ويحتاج الأمر إلى دراسة هذه التأثيرات عند الإنسان.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: علاجات عامة لحبة البركة