أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > موضوعات عامة
موضوعات عامة ويحتوي على مواضيع عامة متنوعة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2011, 10:53 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56490
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (06:54 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
وصية والد لأولاده 




عندما أوشكت على الخروج من البيت إلى المستشفى لإجراء عملية القلب الخطيرة، لم أكن في الواقع أتوقع العودة للبيت حيا. طافت في ذهني شتى الأفكار السوداوية. منها ما الذي سيفعلونه بجسمي؟ الدفن هنا مكلف ولا يصح لي أن ألقي بعبئه على أولادي. أستطيع طبعا كعراقي أن أطالب حكومة المالكي بتولي مسؤولية دفني. خطر لي في النهاية أن أتبع ما فعله صديقي شيمعون صبار. أوصي بجثتي للمستشفى لأغراض البحث العلمي. ولكنني تساءلت ما الذي سيتعلمونه من جثة هذا الرجل العربي المسلم؟ فإذا فتحوا رأسي فلن يجدوا فيه غير خلايا أفكار فاسدة. وإذا فتحوا بطني فستهب جراثيم الأمراض الاستوائية في وجوههم. وإذا فتحوا صدري فسيجدون قلبا مثخنا بالجروح.
صرفت فكري عن الموضوع، ففكرت في كتابة وصية من نوع آخر لأولادي. كتبتها ووضعتها في مظروف أخضر كتبت عليه «إليكم جميعا». وضعته على مكتبي ليقرأوه بعد موتي. ولكنني لم أمت كما لا بد أن حضرة القارئ قد لاحظ. كنت أتوقع، وقد بقيت حيا، أن يقرأوها ويضحكوا عليها، ولكن ما حصل كان العكس. قرأوها ثم بكوا:

يا أولادي..
أنا أعرف أنني قد حمّلت قلبي ما فوق طاقته من عذاب وشجون الحب التي تدفقت إليه ومنه، وفي أولها حبي للإنسان وأنثى الإنسان. ولكنني لم أتصور أن هذا القلب سيكون في الأخير قاتلي. قال لي الدكتور إن كثرة الأدوية التي تناولتها تسببت في سد الشرايين. قلت له، كلا يا سيدي. بل هو الحب الذي زحمها عبر السنين ودمرها.
لدينا في تراثنا العربي حكاية فولكلورية عن شيخ أدركه الموت مثلي. دعا أولاده وطلب منهم كومة من الحطب. أخذها وشدها في حزمة، وقال اكسروها. تناولوها وعجزوا عن كسرها. استعادها منهم وفكها وأعطاهم عيدانها متفرقة فكسروها بسهولة. قال كذا البشر.
عندما يقفون متحدين متآزرين لا أحد يستطيع كسرهم. ولكنهم عندما يتفرقون ويتنازعون يسهل كسرهم.

يا أولادي قفوا هكذا دائما سوية ولا تتفرقوا كما كنا في هذه الأسرة. من كل حسب قدرته إلى كل حسب حاجته. وتذكروا شعار عائلتنا القشطيني. نتخاصم ونتشاتم ولكننا نقف سوية عندما تلم بنا النوائب.
استغربت أمكم من هدوئي في طريقي للعملية. كان هذا طبيعيا مني. لقد أنجزت رسالتي معكم ولم يبق ما ينبغي لي فعله. لقد سهرت على تعليمكم وتثقيفكم والوصول بكم إلى حالتكم المشرفة الآن. ولكن يا للأسف! يا ليتني أستطيع أن أقول نفس الشيء بالنسبة لأمتي العربية والمجتمع الإنساني عموما.
ما أمتع تلك السنين الطويلة التي قضيتها معكم. شكرا لكم. لم تلقوني بأي مشكلة وأنجزتم كل ما تمنيته لكم. وفي أول ذلك حرصكم على استخدام كل ما تعلمتموه في مساعدة الضعفاء والمقعدين وكل المعذبين على الأرض. ما زلت أتذكركم تمسكون بأياديكم الصغيرة على آلاتكم الموسيقية تعزفون لي ما كتبه باخ وموزارت من ألحان. سأحمل ذكريات تلك الأنغام حيثما سيأخذني الله تعالى. فشكرا لكم.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة:
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 08:20 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024