12-04-2011, 11:01 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 57003 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (07:12 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
تحد قردك المتجول
يعد التشتت الذهني و اضطراب التركيز من أصعب التحديات الواضحة لحياتنا العقلية ، ففي كثير من الأحيان أحاول استجماع شتات التفكير لأركز في موضوع معين فأجد عقلي عاجزا عن ذلك و مصابا بحالة فرط حركة تجعله يقفز من فكرة إلى أخرى مثل القرد المتجول ، فالأفكار تتأرجح من غصن إلى غصن، من الماضي البعيد إلى المستقبل المجهول و يلامس عقلي عشرات الأفكار بلا سرج ولا قيد ، و أنا ألهث خلفها متأرجحة بين موجات المد و الجزر العاطفية، فالأفكار السعيدة تضفي علي البهجة ، و لكن قردي المتجول سرعان ما ينتقل إلى فكرة قلقة فيسوء مزاجي، ثم يقفز فجأة إلى موقف حزين فأشعر بالأسف وهكذا بلا توقف ..
إن مشكلة هذا التأرجح عبر أغصان الأفكار هي أنك لست قط حيث أنت الآن، فإما تنبش في الماضي أو تبحث بفضول في المستقبل ، و نادرا ما ترتاح في اللحظة الحاضرة ، فأحاسيسك هي عبد لأفكارك و أنت مسير بحسب عواطفك ..
إن تشبيه العقل بالقرد المتجول من غصن إلى غصن هو طريقة مجازية لوصف حالة معينة من حالات العقل تنشأ بحسب ما يقول علماء النفس من " ثرثرة الحديث الداخلي"، أي الحديث الذي يتم بين المرء و نفسه مثل التعليق على الأشياء ، أو التفوه بكل فكرة تدور داخل أنفسنا، أو استرجاع كل ما سمعناه أو قيل لنا ، كأن تلك الأفكار الداخلية تثرثر دون توقف .. ويساهم التلفزيون و الراديو في تعزيز تلك الثرثرة، حيث يتبرمج عقلك بأنه من المفترض أن يثرثر بلا توقف مثلهما .. وهو بذلك يسلب قدرا كبيرا من الطاقة الثمينة التي يمكن أن تستغل في تطوير اللياقة الذهنية، ما يجعل الصمت أو السكون من العوامل المهمة في إسكات هذا الصخب الداخلي و تحويل الطاقة الذاتية إلى التركيز على تطوير القدرات العقلية في التأمل العميق و استجلاء معان أعمق للحوادث .
يوجد قدر كبير من الفوضى داخل عقولنا يعوق النشاط الطبيعي لقدراتنا العقلية ، و تتضمن هذه الفوضى سلسلة من المفاهيم العشوائية ، الأحكام على الآخرين ، الغيبة و النميمة، الثرثرة بلا هدف، التوتر و الغضب الشديد، الذكريات السلبية .. وتخيل لو أن هذا الحطام العقلي يطفو على سطح بحيرة .. فهل سيكون من السهل علينا السباحة فيها أو التمتع بالنظر إلى مياهها الرقراقة؟ مما يجعل أول تدريب للصفاء الذهني تعزيز اللياقة الذهنية هو في تدبر الحديث الشريف " قل خيرا أو اصمت"، فهل كلمتك التي ستتفوه بها الآن ستملأ فضاءات الكون بالحب والإيجابية أو بمزيد من التلوث و السلبية اللذين ستكون أنت أول من يتضرر منهما؟ ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|