الجمود الفكري وسيلته التناقض وهدفه التباغض

الجمود الفكري وسيلته التناقض وهدفه التباغض

نسمع ونشاهد كثيرا عبر الفضائيات رجالا تعجبك مناظرهم وتغتر بملابسهم يشهدون الله على ما في قلوبهم وهم في الحقيقة اشر خلق الله يسعون للفتنة بين المسلمين باجترار احداث تاريخية طوتها السنين مشوهة تقوم على التناقض وتهدف الى خلق التباغض بين افراد المجتمع. ان الانسان حين يعيش في مجتمع ما ترتبط مجريات حياته بمسيرة ذلك المجتمع وحينها يتكون لديه شعور بالامن والامان والانتماء والاطمئنان مع من حوله يشاركهم الافراح والاحزان.
تلك الايجابية في الشعور تجعل منه شخصا مبدعا قادرا على قهر المستحيل وصنع المعجزات له مكانة مميزة وقيمة كبرى في تاريخ ذلك المجتمع كونه صانع حضارة اعتمد على روحه المبدعة فقام بأعمال ايجابية مؤثرة بعيدا عن اجترار التاريخ المعقول منه وغير المعقول والنياحة على الاطلال والعيش في جلباب اهل الهوى والمصالح الشخصية يلبس لباسهم ويتغنى بدعواهم.
ان المخرجات الفكرية الايجابية الابداعية الخلاقة في مختلف فنون المعرفة البشرية مطلوبة في ساحة الانجازات من اجل تحقيق الانتصارات الحاسمة على مخرجات الجهل والظلام السلبية الهدامة. فالابداع الفكري والتقني ليس حكرا على انسان دون اخر من البشر ولكن ومع شديد الاسف هناك من نصب نفسه بالباطل وصيا على عقول الناس.
موحيا لهم انهم سوف يضلون من بعده فهم من سائر المخلوقات دونه في المكانة القدسية ينظر اليهم نظرة تعال وكبر لا تحده حدود شرعية اسلامية او قيم اخلاقية انسانية فهم عبيده وهو سيدهم.
حجر عليهم حريتهم من التفكير في كلامه ونقاش افكاره واتهامه في حججه وبرهانه واوهامه التي لا يمكن لعاقل ان يصدقها ولكنه السيف المسلط على رقبة كل من فكر وتدبر في رد كلامه عليه .
فالجمود الفكري وانعدام الابداع الذي يحاول اصحاب الهوى ممن لبس عباءة الدين ان يصموا الناس به يقف سدا امام الابتكارات المثمرة لتسلب الانسان انسانيته وتهز ثقته بنفسه وتعدم قدرته على التفكير المعتبر والتغيير المبتكر والتجديد المستمر والحركة الدائمة التي تكفل له ولجميع افراد المجتمع من حوله الوصول الى وضع افضل باستمرار فلابد من ان نسعى جميعا لتحطيم ذلك الجمود الفكري وازالته من اذهاننا بالدليل والبرهان ولا نسمح لاحد ان يسيطر على عقولنا ويسيرنا كيفما يشاء يقدر لنا مجريات حياتنا وفق مصالحه الشخصية.
فقراءة كتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين وسيرة الصحابة الميامين تضمن عدم تسلل اصحاب البدع والضلالات والخرافات باي صورة وبأي اسلوب الى عقولنا للسيطرة عليها مهما طالت السنين ما دمنا في عصر العلم والمعرفة الذين نعيشه وسوف تعيشه اجيال عديدة قادمة باذن الله تعالى.

علي بن عيسى البويت
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة