المحاور الأربعه للتغذيه النبويه

المحاور الأربعه للتغذيه النبويه

إعلم يرحمك الله أن صاحب الشرع صل الله عليه وسلم كان أعدل الناس جسداً وأزكاهم نفسا وأوفرهم قوة .. ولانقول ذلك مجازاً أو توريه لنرفع من شأنه إذ هو صاحب أرفع منزله وهو الذي زكاه ربه وجعله في أبهي صوره وأقوم نفسا صلوات ربي وسلامه عليه

والأشياء التي تدل علي قوته أكثر من أن تحصي فهو الذي صارع (رُكَانَه) ثلاثاً وصرعه.. وهو القائد الحربي الوحيد من لدن آدم الذي قد انفك جيشه بتمامه من حوله وتصدي هو بنفسه لجيش كامل يوم أُحُد وكان في مواجهةِ جيشٍ بأسره ولم يكن ليدفع عنه يومئذ غير طلحه بن عبيد الله عليه من الله الرضوان

ونذكر ذلك علي سبيل المثال فقط إذ أن المواقف الداله علي قوته لا يحدها العدد ولايسع لها المقام

وإن أردت أن تعرف بعض أسباب وفور قوته فاعلم أن لها محاور أربعه أري أن يُعَوَّل عليها في أمر صحته صل الله عليه وسلم

المحور الاول..الجوع وقلة الغذاء

- فكل ماورد عنه في أمر الغذاء يدل علي أنَّ تغذيته إنَّما كانت تَتَسِم دائما بالجوع وقله الغذاء علي الدوام
فهو الذي اخبرت عنه عائشه رضي الله عنها أنه ماشبع من خبز الشعير ثلاث ليالٍ تباعاً قط ولا أكل مرققاً قط منذ أن قَدِمَ المدينه وهو الذي أخبر عنه أصحابه أنه لم يري شاة مصلية قط..

- ونحن هنا نذكر كل محور باختصار شديد كإشارةٍ تدلنا علي الطريق ذلك لان كل محور يحتاج منا الي مجلدات لشرحه..

المحور الثاني.. الحركه وترك السكون

- فحياته كلها إنما كانت مبنيةٌ علي الحركه والجُهد لا علي السكون والدعة.. فهو الذي كان يمشي من مكه الي الطائف وهو الذي كان يجوب الاسواق دعوة لدين ربه وهو الذي كان في مهنة أهله وهو الذي كان يربط حجرين ويغطي جسده التراب في حفر الخندق بأبي هو وامي ونفسي وروحي.. فقد كان من أول ما أُنزل اليه من ربه (قم)

المحور الثالث.. تعديل الغذاء وإصلاح المزاج

- فقد صح عنه أنه كان يأكل الرطب بالقِثَّاء ويقول (ندفع حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا) حتي لاتَغلُب طبيعه بذاتها علي الجسد فتتكيف بها الأعضاء حرارةً أو برداً فتقع المضره

المحور الرابع.. التمــــــــر

- فقد صح عنه كما عند (مسلم) أنَّه كان يعتمد في غذاءه علي التمر شهرين متتابعين..
ولك أن تعلم أنَّه ثَمَّةَ اتفاقٍ بين الجوع والإعتماد علي التمر

فإن الجوع علي الرغم من منافعه التي لاتحصي والتي صُنِّفَت فيها الصِّحاف الطوال إلا انه قد يفقر البدن لبعض مواده النافعه وقد ييبس الكبد ويجففها أكثر من المطلوب فكانت تَتِمَّة المنفعه هي وجود التمر
فمهما أرهقك الجوع ويبس كبدك فاعلم أن التمر يأتي فَيُعوِّض الناقص ويرطب الكبد علي نحو غايه في الاعتدال إذ أنه أول الاغذيه الكبديه علي الإطلاق وبيت لا تمر فيه جياع أهله

فإن أردت أن تكون أعدل جسداً وأوفر صحةً وأزكي نفساً فدونك هذه الأربع..طَبِقها وتعايش بها.. ودع عنك كلام المدعين فالعبره بالترك وليست بالاخذ

- فهذا هو الحل الوحيد ومن التمس حلولاً أُخري فَليَطُل في الزمان سعيه ولتتشتت مذاهبه وهيهات هيهات أن يصل الي غرضه.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: الطب النبوي