مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-07-2013, 03:39 PM | #1 | |||||||||||||
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
|
الأيام الاخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم شاءت حكمة الله تعالى أن يكونقضاؤه في تجرع الموت بشدته وآلامه أمرا عاما لكل أحد، مهما كانت درجة قربه من الله،حتى يدرك الناس أنه لو سَلِمَ أحدٌ من الموت لسلم منه خير البشر وأفضل الخلق صلواتالله وسلامه عليه، فقد عانى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من وجع وشدة المرضوآلام وسكرات الموت، كما عانى من قبل إخوانه من الأنبياء، قال الله تعالى: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }(الزمر:30)، وقال: { وَمَا جَعَلْنَالِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّنَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةًوَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }(الأنبياء 35:34) . وتصف أم المؤمنين عائشة ـ رضيالله عنها ـ مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول: ( ما رأيت رجلا أشد عليهالوجع (المرض) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) رواه مسلم ، وعن عبد الله بنمسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ( دخلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يوعكفمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدًا، فقال رسول الله ـ صلىالله عليه وسلم ـ: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين،فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أجل . ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: مامِن مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها ) رواه البخاري . والأيام الأخيرة من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حملتالكثير من الوصايا والعبر، ولا ريب أن حياته وأقواله كلها موضع للعبرة والعظة، لكنهـ صلوات الله وسلامه عليه ـ اختص أمته ببعض النصائح وهو في مرض موته وآخر أيامحياته، وهو مقبل على الآخرة مدبر عن الدنيا .. وصيته بالأنصار: عنأنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( مرَّ أبو بكر والعباس ـ رضي الله عنهما ـبمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي ـ صلىالله عليه وسلم ـ منا، فدخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر،ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهمكرشي وعيبتي (بطانتي وخاصتي)، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا منمحسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ) رواه البخاري . وقبل الوفاة بخمسة أيام اشتدالوجع برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمرهم بأن يحضروا أدوات الكتابة، فعن ابنعباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( لما حُضِر رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيالبيت رجال، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده،فقال بعضهم: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن،حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابالا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول اللهـ صلى الله عليه وسلم ـ: قوموا . قال عبيد الله (الراوي): فكان ابن عباس يقول: إنالرَزيَّة (المصيبة) كل الرزية ما حال بين رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ وبينأن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم ) رواه البخاري . وكان ـ صلواتالله وسلامه عليه ـ قد صلى بالناس مغرب هذا اليوم وقرأ بالمرسلات، فعن أم الفضل بنتالحارث قالت: (سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا،ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله ) رواه البخاري . وقبل موته ـ صلى اللهعليه وسلم ـ بثلاثة أيام أوصى بإحسان الظن بالله، وإخراج المشركين من جزيرة العرب،قال جابر ـ رضي الله عنه ـ: ( سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول قبل موتهبثلاث: أحسنوا الظن بالله عز وجل ) رواه مسلم . وعن عبيد الله بن عبد اللهأن ابن عباس وعائشة أخبراه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما حضرته الوفاةجعل يلقي على وجهه طرف خميصة، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: ( لعنةالله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) تقول عائشة: يحذر مثل الذيصنعوا ) رواه مسلم . قال الحافظ ابن حجر: " وكأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ علمأنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى، فلعن اليهود والنصارىإشارة إلى ذم من يفعل فعلهم " . الصلاة الصلاة : عن أم سلمة ـ رضيالله عنها ـ قالت: كان من آخر وصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( الصلاةالصلاة، وما ملكت أيمانكم، فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه ) رواه ابن ماجه،وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كانت عامة وصية رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه: الصلاة وما ملكت أيمانكم ) رواه ابن ماجه . قال السندي: " (الصلاة): أي الزموها واهتموا بشأنها ولا تغفلوا عنها، (ما ملكتأيمانكم): من الأموال أي أدوا زكاتها ولا تسامحوا فيها، ويحتمل أن يكون وصيةبالعبيد والإماء، أي أدوا حقوقهم وحسن ملكتهم، (حتى ما يفيض بها لسانه): أي ما يجريولا يسيل بهذه الكلمة لسانه " . اليوم الأخير : روى أنس بن مالك ـرضي الله عنه ـ: ( أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصليبهم لم يفجأهم إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كشف ستر حجرة عائشة فنظرإليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه، ليصل الصف، وظنأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس: وهمّالمسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرِحا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهمبيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر ) رواه البخاري، ثم لم يأت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقت صلاة أخرى . ( ولما ارتفع الضحى، دعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاطمة ـ رضي اللهعنها ـ فسارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها، فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة ـ رضي اللهعنها ـ: فسألنا عن ذلك - أي فيما بعد - فقالت: سارني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعهفضحكت ) رواه البخاري . وبشر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاطمة ـ رضي اللهعنها ـ بأنها سيدة نساء العالمين، وتدل بعض الروايات الأخرى أن هذا الحوار لم يكنفي آخر يوم بل في آخر أسبوع ـ من حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ودعا الحسنوالحسين قبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن . ورأت فاطمة ـرضي الله عنها ـ ما برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الكرب الشديد الذييتغشاه، فقالت: ( واكرب أباه، فقال لها: ليس على أبيك كرب بعد اليوم ) رواه البخاري . وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: ( ياعائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري منذلك السم ) رواه البخاري . وبدأت ساعة احتضاره ـ صلى الله عليه وسلم ـفأسندته عائشة ـ رضي الله عنها ـ إلى صدرها وكانت تقول: ( إن من نعم الله علىَّ أنرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تُوفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْرِي ونَحْرِي (على صدري)، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن بن أبي بكروبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرأيته ينظر إليه،وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه،وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمرَّه (استاك به)،وبين يديه ركوة أوعلبة - شك الراوي- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه يقول: لا إلهإلا الله إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قُبِض فمالتيده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) رواه البخاري . وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهوفي سكرات الموت ولحظات احتضاره يدعو قائلا: ( اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقنيبالرفيق الأعلى ) رواه أحمد . وقع هذا يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأولالسنة الحادية عشرة من الهجرة وقد تم له ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام ـ علىالأصح والأشهر، فقد جمع الإمام النووي بين الأقوال المختلفة في عُمْر النبي ـ صلىالله عليه وسلم ـ فقال: " تُوفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصح وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة فيالصحيح . قال العلماء: الجمع بين الروايات أن من روى ستين لم يعد معها الكسور، ومنروى خمساً وستين عدَّ سنتي المولد والوفاة، ومن روى ثلاثاً وستين لم يعدهما،والصحيح ثلاث وستون " . وقال ابن حجر: " وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف منربيع الأول، وكاد يكون إجماعاً .. ثم عند ابن إسحاق والجمهور أنها في الثاني عشرمنه " . وهذا اليوم لم يُرَ في تاريخ الإسلام أظلم منه، قال أنس بن مالك ـ رضيالله عنه ـ: " ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول اللهـ صلى الله عليه وسلم ـ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسولالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " . إن وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليستكوفاة سائر الناس أو الأنبياء، إذ بموته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ انتهت النبوات،وانقطع الوحي عن الأرض، وقد نبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عظم هذه المصيبة،فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (فتح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بابابينه وبين الناس أو كشف سترا فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر فحمد الله على ما رأىمن حسن حالهم رجاء أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم فقال يا أيها الناس أيما أحد منالناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيريفإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي ) رواه ابن ماجه . قالالسندي: " (فليتعزّ) يخفِّف على نفسه مؤونة تلك المصيبة بتذكّر هذه المصيبةالعظيمة، إذ الصّغيرة تضمحلّ في جنب الكبيرة فحيث صبر على الكبيرة لا ينبغي أنيبالي بالصّغيرة ". اِصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ وَاعْلَمْبِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ وَإِذَا أَتَتْكَ مُصِيبَةٌ تَشْجَى بِهَافَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
|||||||||||||
|
|
|