11-08-2015, 03:02 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56499 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (03:31 AM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
مطــاطيـــــة تــــــلك الأحــــــلام !!
قالوا نكتفي بجرعة ماء نسد بها الرمق ونطرد بها الظمأَ .. ولما شربوا قالوا نبتغي فقط كوباَ من الماء يكفي للحظات الموت والسكرة .. ولما تمكنوا قالوا نريد فقط حوضاَ من الماء يكفي لأيام المحنة والعسرة .. ولما تمكنوا قالوا نريد فقط نهراَ يذهب عنا نزعة الظمأ بالفطرة .. ولما تمكنوا قالوا نريد فقط بحراَ نتقي به ويلات الأعداء والغزوة .. ولما تمكنوا قالوا نريد فقط سحراَ يمنع عنا الموت ويمنع عنا عذاب الحفرة .. فهو ذلك الإنسان دائماَ يطلب المفقود وحين ينال لا يكتفي بالخطوة .. إنما يتبع الخطوة بالخطوة .. ولو ملك كل خيرات المعمورة لطلب خيرات السماء ََ.. ولو كان في وديان الأسقام لهرب لوديان الشفاء .. ولو بلغ وديان الشفاء لطلب وديان الخلود والبقاء !! .. ولو بلغ وديان الخلود والبقاء لأنكر الإحسان بالجفاء .. فهو ذلك المخلوق العجيب الذي لا يكتفي عند مرحلة بالقناعة والحمد والشكر والثناء .. ولا يحتسب نوازل الأقدار بالصبر والخضوع والانحناء .. إنما يقابل الابتلاء والامتحان بالسخط والغضب والازدراء .. وتلك الأقدار تأخذ مجراها في تفريخ الأغنياء والفقراء .. ثم من العجب أن أنفس الفقراء والأثرياء تتلهف شغفا وشراهة للمزيد والمزيد من العطاء .. ولا يتوقع الملوك والرؤساء والأولياء يوماَ أن الشعوب في الأرض سوف تبلغ حداَ من الاكتفاء .. إنما هي تلك السيرة المعهودة حيث الشكاوي والصيحات والبكـاء .. ولو ملئت وديان الأرض ذهباَ وألماساَ لما توقفت الشعوب عن البكاء والنداء والرجاء .. ومولود البشر معروف أنه يوم أن يقدم للحياة يبدأ بالبكاء .. وتلك خصلة لا يمكن حصرها في مواليد الفقراء دون مواليد الملوك والأمراء .. إنما الكل يملك بالفطرة نزعة البكاء والشكوى في السراء والضراء .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|