أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > موضوعات عامة
موضوعات عامة ويحتوي على مواضيع عامة متنوعة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2019, 03:41 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56644
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (07:03 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي حكاية الفنون في متنزهات المدن المعاصرة 





حكاية الفنون متنزهات المدن المعاصرة

يتزايد الاهتمام بنشر الأعمال الفنيَّة في أنحاء المدن، وذلك بالدرجة الأولى انطلاقاً من الاقتناع العميق بأهمية الفن في حياة المجتمع وفي سعادته وازدهاره. وقد اتسع هذا الاهتمام ليأخذ أشكالاً متطوّرة مثل إنشاء متاحف الهواء الطلق ومتنزهات الفنون، حيث تكرَّس مساحات من الأراضي ذات الجمال الطبيعي لنشر أعمالٍ فنيَّة في أرجائها، فتصبح مقصداً للنزهة والاستمتاع بالفنون في آنٍ معاً.

إقامة مجسَّمات فنيّة في مواقع محورية في المدن ليست ممارسة جديدة، بل تعود إلى آلاف السنين، لا سيما في البلدان التي شهدت حضاراتٍ مزدهرة. إلا أن إقامة هذه المجسّمات كانت في معظمها لتخليد مناسبة أو شخصية وطنية أو روحية، وكان نمط الأعمال الفنيّة ملحقاً تماماً بنمط العمارة السائد والفنون الكلاسيكية.

لم يكن يُنظَر إلى هذه الأعمال أو إلى وجودها على أنه نشرٌ للفن أو تشجيعٌ له، بقدر ما كانت هذه الأعمال تُعَدُّ جزءاً لا يتجزأ من عمران المدينة التقليديّة. وكثيراً ما كانت تُسمَّى الساحة باسم مجسم ما يتوسطها. ومن نافل الذكر، أن بعض المدن العريقة نمت ضمن حركة حضارية ناشطة في الفن، جعلتها كلها متحفاً فنياً مترامي الأطراف، في الهواء الطلق، مثل روما، العاصمة الإيطالية، حيث يقع نظرك على منحوتة أو عمل فني، كيفما تلفتّ. ومثلها بعض المدن الأخرى كمدينة الأقصر المصرية.



لكن الوضع اليوم اختلف تماماً. فالمدينة الحديثة التي تطوّرت، وطُوِّرَ معها الفنُّ الحديث، انتقلت إلى الاهتمام بنشر الفن في أرجائها من منطلق آخر تماماً، ومن نوع الفن نفسه. أصبح حجم الاهتمام شهادةَ انتماءٍ إلى العصر ودرايةٍ بأهمية الفن في تطوير الوعي الاجتماعي والمستوى الثقافي. لكن بقدر ما يجد هذا التوسع في الاهتمام، ما يستحقه من الحماسة والتشجيع الكبيرين، إلا أنه يواجه أحياناً، بسبب بعض توجُّهات الفن الحديث، بعض التحديات التي لا بد من الاعتراف بها والتعامل معها.


المدينة مُتحفٌ في الهواء الطلق

بدأ هذا المنحى في الستينيّات من القرن العشرين، وأخذ يتوسع محققاً خطوةً جديدة كل بضع سنين. وكان ذلك نتيجة التقاء حاجتين: الأولى توسع المدن نفسها وازدياد ظاهرة المتنزهات العامة في أرجائها، مما زاد من حاجتها إلى أعمال تعزِّز ما يُسمَّى خارطة المدينة الذهنيّة. وأما الحاجة الثانية فهي رغبة مزيد من الفنانين في إخراج أعمالهم من محابس الغاليريات والمعارض، ووضعها في الفضاء الحر أمام الناس العاديين. وجل هذه الأعمال لا يدخل صالات العرض ولا حتى المتاحف.
وهكذا بدأ يزداد انتشار الأعمال الفنية في الطرق وعند المستديـرات، كما في الحدائـق العامـة. ولا تكاد تخلو مدينة معاصرة اليوم من عشرات، بل مئات الأعمال الفنية في مختلف أرجائها، وليس بالضرورة في مواقع محورية مهمة من المدينة. وهي أعمال يتّضح انتماؤها إلى الفنون الحديثة المعاصرة، على تنوّعها.



كذلك انتشرت ظاهرة المتاحف في الهواء الطلق، إلى أن وصلت إلى متنزهات الفنون الآخذة في التزايد وأصبحت مقصداً لمحبي الطبيعة والفن في آنٍ معاً. لا بل هناك مدن عديدة تتباهى بأن المدينة بأسرها هي أشبه بالمتحف المفتوح في الهواء الطلق. وتتوزّع الأعمال الفنية فيها بين منحوتاتٍ مقتناة أو مُكلَّفٍ بها نحاتون، وبين أعمال جداريّة، بعضها ينفَّذ حسب أسلوب الجداريات المعروف، وبعضها الآخر بأسلوب الجرافيتي المنتشر بتزايد هذه الأيام. وفنانو الجرافيتي، الذي هو في الأصل فن تلقائي يقوم فيه الفنان بالرسم على جدار متاحٍ عند ناصية شارع، أصبحوا جمعاً من المتخصِّصين بهذا الفن، فصار يُحسَب لهم حساب.


نزهة الكورنيش الفنية في جدّة

لا شك في أن من المدن التي تستحق بجدارة أن تعتزّ بانتشار الأعمال الفنيّة في أرجائها، مدينة جدةّ. فمنذ فترة، قامت مبادرةُ مؤسسة "فن جميل" لترميم عدد من الأعمال النحتية لبعض كبار الفنانين العالميين. وجرى على نحوٍ موازٍ إعداد كتاب يواكب عملية الترميم التي انتهت إلى متحف في الهواء الطلق من جهة، ومن جهة أخرى أحصت الأعمال الفنيّة التي بلغ عددها ما يقارب الأربعمئة، بعضها لفنانين عرب مقيمين أو غير مقيمين، وبعضها الآخر لفنانين سعوديّين. المعروف طبعاً أن هذه الظاهرة تحقَّقت بشكل رئيس خلال إدارة الدكتور سعيد الفارسي لأمانة المدينة، ثم أضيفت أعمال أخرى في المراحل التالية لأمانته. والحقيقة أن ما يميّز هذه التجربة، ليس العدد الكبير للمنحوتات، ولا حتى كون بعضها لأسماء عالمية بارزة، بل الروحية التي أُنجِزت بها. إذ كان من الواضح لأي إنسان تأخذه الصدفة إلى كورنيش جدة، إحساسه فعلاً أنه في مدينة تحب احتضان الفن. فقد يمشي مسافة طويلة جداً، وهو ينتقل خلالها من منحوتة إلى أخرى بلا نهاية.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024