وقفة مع"لَيَقُولُنَّ"و"لَيَقُولَنَّ"

وقفة مع"لَيَقُولُنَّ"و"لَيَقُولَنَّ"

يقول تعالى في سورة "هود":(ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة لَيَقُولُنَّ ما يحبسه).

وقال في نفس السورة:(ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته لَيَقُولَنَّ ذهب السيئات عني) فقال في الآية الأولى "ليقولُن" بضم اللام وفي الآية الثانية "ليقولَن" بفتحها فما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين وهذين اللفظين؟

اولا لابد من الإشارة إلى أنه بين هذين الفعلين فروقات وعوامل مشتركة.

فمن العوامل المشتركة أن كلا الفعلين مضارعان وايضا من العوامل المشتركة أن كلا الفعلين دخلت عليه أدوات التوكيد اللام في أوله ونون التوكيد في آخره.

اما الفروقات بينهما فهي أن الآية الأولى قال تعالى "ليقولُن" بضم اللام القائل هنا جمع كما قال تعالى:(ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولُن ما يحبسه) فالقائل هنا جمع أما قوله "ليقولَن" بفتح اللام فالقائل مفرد كما قال تعالى:(ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولَن ذهب السيئات عني).

ومن الفروقات أيضا أن "ليقولُن" أصله يقولون ثم اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فحذفت منه نون الفعل الأصلية ثم التقى ساكنان نون التوكيد الثقيلة مع واو الجماعة في الفعل فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فأصبح الفعل "ليقولُن".

واما قوله تعالى "ليقولَن" فأصله يقول اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فأصبح الفعل "ليقولَن".

ومن الفروقات أيضا هناك فرق نحوي وهو أن "ليقولُن" هو فعل معرب وهو فعل من الأفعال الخمسة يقولون.

اما قوله "ليقولَن" فهو فعل مبني اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فبني الفعل على الفتح فصار "ليقولَن".

هذا هو الفرق بين الفعلين "ليقولُن" و "ليقولَن" كل واحد منهما جاء في الموضع اللائق الخاص به حسب الإعراب المناسب له فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة