أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > مدونات - خواطر - إبداعات الأعضاء
مدونات - خواطر - إبداعات الأعضاء خواطر ومدونات و أفكار إبداعية خارج إطار العلاجات

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-27-2019, 05:21 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56490
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (06:54 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي رشفة من زمن سائل 




الزمن.. روح ميتافيزيقية تخترق الإنسان و العالم... فتحيل البعض ذكرى.. و البعض لاشيء. نلعنها و نأمل فيها.. و نحن إليها.. فيما تمر هي غير آبهة بتضرعاتنا.. مثل بقرة جامحة لسعتها بعوضة منذ الأزل.. ترفس التاريخ و تلكز كل من انقذف في سبيلها فتحيله إنسانا.
بقايا جسد.. مد رجليه بتكاسل مثل مريض يتحسس الألم في كل حركة ممكنة بعدما أسلم مؤخرته لأقرب كرسي بارد دون تعارف.
راح يحرك أصابع قدميه كأنه يتأكد من عددها.. أو يعيد ترتيبها داخل حذاء غدت لتجاعيده ملامح عائلية بعدما اخترقته روح الزمن.. و تآكلته بقايا رصيف.
حك أرنبة أنفه بظهر سبابته دون داع و هو يتساءل إن كانت الأحذية من أكلت الرصيف.. أم أن الرصيف الذي يتحرش بالأحذية. !! و لماذا نعتقد أن الحذاء الضيق أو المتصلب سيتمدد مع الزمن.. و يلين و يتمطط و شكل القدم.!!! ربما كانت أرجلنا التي تتكيف مع الحذاء في تصور اسكافي لنظرية التطور.
يكفي أن الزمن يعري.. يعري الأرصفة و الناس.. فيمشون حفاة عراة يتلمسون لخطوهم موضعا نحو الانعتاق.
تملكته رغبة في التعري.. في الغناء.. في الرقص.. في البكاء... في تحرير أصابع قدميه.. لكنه لا يكن حميمية تجاه جواربه.. كما الحال تجاه ملابسه الداخلية.. فهي وقحة نتنة تذكره بتمزقه الداخلي.
نخاف من تسريحة شعر.. و نجزع من صفيحة جعة.. نمارس الحب في الظلام.. و في عز الظهر نطفئ الشمس..
هي فقط مسألة زمن...
الزمن الذي خلق العفة هو الزمن الذي خلق الفجور.. الزمن الذي خلق المقدس هو نفسه الذي خلق المدنس... و هو نفسه الزمن الذي يخترقه داخليا في انتظار قهوة سوداء.. و هذا الانتظار هو الزمن الذي يتمثله النادل احتراما و لباقة.
أما القهوة.. فهي زمن سائل.. أسود.. و مر.
في انتظار ذلك الزمن مد رجليه كاشفا عن سوءة قدميه.. و هو يرتشف آخر جرعة من زمنه الأسود.. على أنغام عبد الحليم يغني قارئة الفنجان.. انفلتت منه ابتسامة بلهاء و هو يرتمي في زمن آخر في قراءة ما حثل من قهوة بالقاع.. هاربا من أرصفة العنف.. باحثا عن حذاء مريح في عالم آخر...

راق لي


ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 08:20 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024