التصلب اللويحي و الحمية

التصلب اللويحي و الحمية

تتكون الخلية العصبية ( وهي وحدة بناء الجهاز العصبي) من جسم الخلية cell body و طرف محوري axonيغلفه طبقة من صفائح الميلين النخاعينmyelin sheat والتي تُشبه بالمادة التي تغطى الأسلاك الكهربائية وتمر الإشارات العصبية عبر محور الخلية, و تحمي طبقة الميلين هذه الاشارات, ولدى تلف طبقة الميلين تكون الاشارات العصبية بطيئة أو معطلة خاصة عندما يشمل هذا التلف الغلاف و المحور الذي يغلفه .


يتظاهر التصلب العصبي العديد(اللويحي) على شكل بقع أو لطاخات patches or plaques من تحطم أو تلف في غشاء الميلين ) النخاعين scared myelin وقد يتجاوزتلف الميلين إلى المحاور العصبية axons المغلفة به, وتتواجد هذه البقع في العصب البصري للعين و المخ و النخاع الشوكي. لا يوجد سبب معروف لهذا المرض ولكن تتوفر أدلة لدى العلماء و الباحثين تقترح مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة بالجسم autoimmune reaction كسبب مرجح.


الحمية والتصلب:

تقترح أدلة عديدة وجود تأثيرات للحمية في بدء وتطور التصلب و تشيرالكثير من البحوث العلمية إلى الصلة بينهما فقد وجد في دراسة امريكية أن استخدام زيت السمك لفترة طويلة مع حمية منخفضة الدسم يساعد في الوقاية من التصلب, كما وجد آلاف المصابين بالتصلب فائدة في اتباع حمية الدكتور سوانك منخفضة الدسم لمعالجة التصلب وإستفاد غالبية المرضى من الحمية بشكل كبير في معظم الدراسات بينما لم يلاحظ القليلون فرقاً و كان للحمية دور كبير عند البعض تصل أحياناً الى درجة الشفاء.
يساهم النقص في اوميغا 3 وفيتامين د مع وفرة اوميغا 6 مع الشحوم المشبعة لدى البعض في اتلاف الوظيفة المناعية في الجسم. فنلاحظ أن التصلب غير شائعاً ومنخفضاً كثيراً في المناطق التي تسود فيها حمية معتمدة على الألبان والحبوب والذرة بشكل رئيسي مع محتوى منخفض جداً من الدسم المشبعة أو حمية معتمدة على لحوم السمك الحاوية على اوميغا3 وتبين لدى دراسة التصلب ووبائيته دور العوامل البيئية في الوقاية من المرض بشكل أساسي حيث وجد أن الإصابة بالتصلب نادرة جداً في أجزاء العالم المتعرضة للشمس مثل المناطق المدارية و الاستوائية تبطئ الحمية الجيدة عدوانية المرض وتؤخر التغيرات المؤدية الى العجز والموت نتيجة التصلب كما أثبت في دراسات عديدة.


تقسم حمية التصلب إلى قسمين أساسيين:


الأول: الأطعمة المسموحة و الممنوعة:



اللحوم:
لحوم الدجاج: يُسمح بلحوم الدجاج البيضاء مقشورة الجلد بينما بنبغي تجنب اللحوم الغامقة و القلوبات و اللحوم المعالجة مثل لحم الحبش الأسود ولحوم المرتديلا بانواعها والمعلبات .


السمك :
يُسمح بكافة أنواع السمك الأبيض والمحار. يحتوي السمك على حموض دسمة غير مشبعة ويجب حساب كميتها في الحمية اليومية حيث يُسمح بخمسين غراماً في اليوم أي 10ملاعق.


التونا المعلبة في الزيت:
تحتوي 1 اونصة من التونا ملعقة زيت بعد تصفيتها من الزيت



اللحم الاحمر:

لايُسمح به خلال السنة الأولى من الحمية على الاطلاق ويتضمن اللحوم الغامقة من الدجاج, و يُسمح به بعد السنة الأولى مرة واحدة في الأسبوع بكمية لا تتجاوز 3 أونسات بعد الطهي, و تفضل اللحوم قليلة الدسم مثل فخذ الغنم المقشور و لسان العجل و لحم العجل و الأرنب و الغزال و الابل.


الدسم:

تعد الدسم مصدراً أساسياً للطاقة في جسم الانسان يُستقلب الدسم في الجسم لينتج 3 انواع من الحموض الدسمة و هي:
ـ الحموض الدسمة المشبعة: وهي الليبيدات الحاوية على حموض دسمة أساسية, موجودة بشكل رئيسي في دهون الحيوانات والزيوت النباتية المهدرجة وزيت النخيل وزيت جوز الهند, تكون الدسم المشبعة أو دهون الحيوانات صلبة في حرارة الغرفة.
ـ الحموض الدسمة عديدة اللا اشباع: توجد في زيت عباد الشمس والعصفر والذرة وفول الصويا وكذلك في لحوم السلمون والسلمون المرقط .
ـ الحموض الدسمة أحادية اللااشباع: توجد بشكل رئيسي في الزيوت النباتية والفستق ويعتبر زيت الزيتون مصدر رائع للحموض الدسمة غير المشبعة الأحادية..


الهدرجة :

تحوي الشحوم غير المشبعة كيميائياً عدداً من الروابط المتعددة، تكون الهدرجة بإضافة ذرات الهيدروجن لانقاص عدد الروابط المتعددة وتؤدي هذه المعالجة إلى تجمد الزيت وأخذه شكل السمنة وتتأكسد الدهون المهدرجة عندما تتعرض للهواء وتصبح كريهة الطعم والرائحة وهي مركبات ضارة جداً و ممنوعة في الحمية
يجب ان تحوي حميتك على3 ملاعق صغيرة من الدسم المشبعة (15غ) يوميأ و يجب ان تحوي على الأقل 4 ملاعق صغيرة من الدسم غير مشبعة (20غرام)وان لا تتجاوز 10ملاعق كل يوم.
يلاحظ جفاف الجلد والشعر مع ميل للتعب في الحميات منخفضة الدسم عندما يصبح المدخول من الحموض الدسمة غير المشبعة ضئيلاً.
يجب أن يعتمد نمط حياتك على الحموض الدسمة غير المشبعة كحاجة ضرورية في الحمية.
يمكن أن تستخدم الزيوت التالية في حميتك (بذور عباد الشمس-بذور القطن- زيتون -عصفر-سمسم-بذر الكتان -الصويا -الفول السوداني)..


تحظر المنتجات التالية :
الزبدة والسمنة و دهن الخنزيرو زبدة الكاكاو وزبدة جوز الهندو زيت النخيل والزيوت المهدرجة..


البيض:
لايحوي بياض البيض على دسم بينما يحتوي الصفار على 5 غرام من الدسم المشبعة
يُسمح بـ 3 بيضات في الأسبوع ولا يُسمح بأكثر من بيضة في الوجبة.


الحليب و مشتقاته:
الحليب خال الدسم والمقشود والجبنة غير الحاوية على دسم والكريما غير الحاوية على دسم واللبن غير الحاوي على دسم والبوظة غير الحاوية على دسم كلها مسموحة دون تحديد للكمية.



البقول والحبوب:
يشجع المريض على تناول البقول و الحبوب الكاملة غير المقشورة ويُسمح بكل منتجات الخبز متضمنة الخبز الأبيض وخبز القمح الكامل والخبز الإنكليزي وكل المنتجات الأخرى المحضرة من الحبوب و البقوليات و تنتج البقوليات كتلة برازية جيدة وتساعد على التخلص من الفضلات علماً ان الحبوب و البقوليات تحتوي كميات قليلة من الدسم المشبعة و لا تحسب ضمن الحمية.


يجب الابتعاد عن بعض المنتجات الغنية بالدسم (حلويات, كاتو, فطائر) أو المحضرة من زيت النخيل المهدرج أو زيت جوز الهند المهدرج ودهن الخنزير والزبدة والسمنة والزيوت النباتية الأخرى يُسمح بالحبوب الحارة(المطبوخة) والباردة في الحمية بشرط احتوائها على كميات قليلة من الدسم المشبعة، يُسمح بالمعكرونة والرز دون التقيد بالكمية ولكن تُفضل المعكرونة بالحبوب الكاملة أكثر، يُسمح بالمقرمشات غير الحاوية على الزبدة أو السمنة أو زيوت أخرى في الوجبات بينما يجب تجنب كافة أنواع البطاطا المقلية المحضرة صناعياً.


ينبغي تجنب كل الأغذية المعلبة في علب وصناديق بسبب إحتوائها على زيت مهدرج.


البهارات او التوابل:

يسمح باستخدام الكتشب و الباربيكيو والصلصة الحارة والحلوة والتوابل الحارة و مهما كانت الكمية بينما لا يُسمح بالمايونيز الا بكمية محدودة (يحوي المايونيزعلى دسم غير مشبعة ويجب حسابها في الحمية اليومية المسموح بها)..


الكافئين:
تزيد المركبات الحاوية على الكافئين من الأرق والعصبية إضافة الى زيادة عدد مرات التبول ولذا تُحدد هذه المشروبات الى3 فناجين يومياً كحد أقصى (3 فناجين يعني1 قهوة و1 شاي و1 كولا يومياً أو 3 شاي أو 3 قهوة أو 3 كولا), ويوقف الكافئين في حال تفاقم الأعراض..


المكسرات والبذور:
تعد مصدراً جيداً للزيوت النباتية إضافة إلى الحموض الأمينية الأساسية وتحوي نصف أونصة من أي نوع مكسرات (10حبات لوز, كاجو, فستق) ملعقة زيت واحدة, بينما تساوي 3 ملاعق من بذور عباد الشمس ملعقة زيت واحدة, وتساوي3 ملاعق من بذور اليقطين ملعقة واحدة أيضاً..


الفواكه والخضار :

يسمح بالفواكه بأنواعها وتكون الفواكه الطازجة مهمة بسبب إحتوائها على عناصر غذائية هامة وتأتي المجمدة بعدها بالجودة ومن ثم المعلبة و يجب تناول حصتي فاكهة في اليوم على الأقل. تحوي الفواكه التالية على حموض دسمة غير مشبعة ويجب حسابها بالكمية اليومية:
ـ تحوي ثمرة الافوكادو متوسطة الحجم 40غرام زيت
ـ تحوي 3 حبات زيتون وسط سوداء ملعقة أو 5 غرام
ـ تحوي 6 حبات زيتون خضراء ملعقة أو 5غرام
و الخضار الطازجة ضرورية جداً في الحمية و يجب تناول ما يعادل كوبين كبيرين من الخضار يومياً و تعتبر مصدر جيد للألياف و الفيتامينات و المعادن.



ثانيا :تناول الفيتامينات والمعادن والمكملات العشبية:

فيتامين د 3: هو الخط العلاجي الأول في الحمية (كولي كالسيفرول 2000وحدة في الصيف و4000وحدة شتاء) ويجب قياس مستوياته كل 25يوم لتحديد المستوى المناسب في كل حالة.
الكالسيوم: الجرعة الموصى بها بين 1200-800مغ \يوم ويمكن ان تزداد في حال هشاشة العظام وهي مشكلة شائعة في التصلب.
المغنزيوم:يجب ان تكون النسبة بين الكالسيوم والمغنزيوم 12أو 11لذلك يجب أخذ مغنزيوم بين 1000-500 مغ يومياً عند أخذ 1000مغ كالسيوم في اليوم.



فيتامينات أخرى وزيوت ومعادن ومضادات أكسدة:

يلعب كل من :زيت السمك المحتوي على أوميغا 3 و فيتامين ب المركب و ب 12وفيتامين س والزنك و فيتامين ي و النحاس و السيلينيوم والمنغنيز و جينكو بيلوبيا و خلاصة بذور العنب وطليعة الأنزيمQ10 دوراً واضحاً في الوقاية من المرض و تأخير الهجمات و منع تطور المرض و يجب التأكد دائماً من عدم وجود نقص في هذه العناصر الهامة و تعويضها بشكل سريع في حال وجود العوز .



الخلاصة:

أثبتت الدراسات العالمية مثل حمية سوانك ودوغان وغيرها فرقاً كبيراً بين متبعي الحمية والذين لم يتبعوها ففي نتائج لدراسة إستمرت 34سنة أجريت على 150مريض وجد أن نسبة العجز لدى المرضى الذين اتبعوا الحمية كانت ضئيلة مع نسبة وفيات لا تتجاوز %5مقارنة بالذين لم يتبعوا الحمية حيث كانت نسبة العجز لديهم كبيرة وكذلك نسبة الوفيات كانت %85وكان المرضى الذين اتبعوا الحمية أكثر شباباً وحيوية ٍمن غيرهم.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: علاجات تكميلية و فيزيائية