09-08-2015, 06:39 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56619 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (03:06 AM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
يــــــا أخـــــي أفردهــــا ولا تكــــــن عبوســـــاَ !!
إصلاح البين إذا كان أطرافه الأجاود فذاك إصلاح مرقع .. حيث الترضية التي تفقد السند من العمق .. والنفوس ما زالت مغلقة في دواخلها .. وما زالت تلتف حولها سياج المآخذ .. أما إذا كان الإصلاح نابعاَ من القلب إلى القلب فذاك صدق يذيب تراكمات المآخذ .. ولا تفيد المرء تلميحات البسمة إذا كانت مبذولة تكلفاَ .. فهي مجرد صدقة من الصدقات .. والقلوب الصادقة تبكي حزناَ حين تفترق وتبكي فرحاَ حين تعود .. والنوازل الجارحة هي واردة مهما كانت عدة الحرص .. ولكن العلة فيمن يتسامح وفيمن يتمسك .. وعندها يتجلى معدن الإنسان .. فإنسان يغفر رغم الجرح والخدش .. وإنسان يلتوي حول الزلة ويجعلها نهاية المطاف .. فهو يريد الحياة بنزاهـة الملائكة .. وذلك من سابع المستحيلات .. وقد اختلفت وتباينت قلوب الناس .. قلوب سمحة مرحة مفتوحة متسامحة في كل الأوقات .. وقلوب حريصة حذرة تترقب الأحداث حتى تخلق ألوان العتاب .. فيقال فلان كثير اللوم والعتاب .. وكثرة اللوم تجلب التنافر والجفاء .. كما تعقد عروة الإخاء .. يا أخي افردها ولا تكن دائماَ عبوساَ معكراَ لماء الصفاء .. وما أعظم ذلك القلب الذي يرقص طرباَ كلما يتجدد اللقاء .. أناس نحبهم في حضرة المعية ونحبهم في حال الغياب .. وأناس كلما طالت غيبتهم كان في ذلك الأمن والسلام .. هؤلاء الذين يريدون الكيل بالكيل .. والند بالند .. والسلام بالسلام .. والمجاملة بالمجاملة .. والزيارة بالزيارة .. وإذا انفلت حبل المناسك نجدهم في خضم اللوم والعتاب ثم الخصام !! .. وعندها تتمنى النفوس أن تنتهي تلك الصلة التي تجلب النكد والهم .. والعلاقات الاجتماعية تفقد مذاقها إذا جرت بمعدلات الجمع والطرح والقسمة والدقة في كل صغيرة وكبيرة .. وتكون ممجوجة كئيبة إذا توفرت فيها أنفس لحوحة تطالب بالوفاء متى ما قدمت .. ثم تشتكي للقاصي والداني .. وتطيب تلك العلاقات الاجتماعية حين تتسم بالعفوية والتسامح .. وحين تتوفر تلك الأنفس الكريمة التي تبذل كيف تشاء وتواصل متى تشاء وهي تبتغي من ذلك وجه الله تعالى .. وتبتغي الأجر والثواب .. والمجتمعات لا تخلو من ذلك الإنسان الذي يشتهر بكثرة اللوم والعتاب .. فهو مهما كان كريماَ ووفياَ فإنه يعكر العلاقة البينية بثرثرة اللسان .. ومثل ذلك الإنسان فإن الناس عادةَ يتجنبون التعامل معه . وذلك حتى لا يدخلوا في ارتباطات تطلب الحرص والند بالند في كل الأوقات .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|