رفقاً بالصائمين

بالصائمين , رفقا

رفقاً بالصائمين

تتسابق القنوات الفضائية هذه الأيام، وبشكل أجده مرعباً، في التفنن بطريقة بث إعلانات المسلسلات التي ستبدأ في شهر رمضان المبارك، وتتباهى في حصرية عرضها! فيما تتنافس البرامج من فئة أرسل رسالة نصية لتربح الألوف، برفع قيمة الجوائز المالية بشكل يغري المشاهد ويحفزه على الاستعداد لملء جيبه المثقوب بالبطاقات مسبقة الدفع، أو الاستسلام لاحقاً لمبلغ الفاتورة المستحق نهاية الشهر، كي يدخل اسمه في قائمة من سيشارك على الهواء فقط! ولن نغفل ذكر الشركات المنتجة للمشروبات والمواد الغذائية سريعة التحضير، التي تنشط لعرض بضاعتها عينياً في نقاط البيع، بعد أن رصدت ميزانية ضخمة لإنتاج إعلانات تبث أثناء عرض المسلسلات، وتدفع الكثير من المشاهدين للشراء دون تفكير!

حين ندقق فيما يحدث من حولنا تبدو الصورة تجارية بتجرد، تدفعنا لأن نهتف: رفقاً بالصائمين! فهي تصور هذا الشهر الذي لا يزورنا سوى مرة واحدة في السنة، ودون ضمانات مسبقة أننا سنلتقيه ثانية، وكأنه وُجد لقضاء الوقت في الاستهلاك المطلق مادياً وروحياً! حيث يتحول فيه البعض إلى روبوتات تقاد من قبل شركات الإنتاج لتصرف ساعات اليوم الثمينة في الأكل، بدءًا من وقت الإفطار وحتى السحور، وهي تتنقل بتكاسل بين المقاعد أمام التلفاز، أو تركض بين الأسواق والسوبر ماركت للحاق بالعروض وشراء ملابس العيد!

نحن في هذا الشهر بحاجة إلى الراحة النفسية والمادية، ولن يتحقق ذلك إلا بالتركيز على استغلال الوقت في التقرب إلى الله بالفعل الحسن والعبادات الصادقة، واستغلال الفرصة للأسرة الواحدة، التي يبقى أفرادها منشغلين عن بعضهم طوال العام، في الاقتراب واستشعار حميمية العلاقة بينهم، والمبادرة لفعل الخير مع القريب والغريب.

أختم مقالي بتحية من القلب لإحدى الشركات الرائدة في صناعة الألبان بالمملكة، التي أنتجت إعلاناً لا يسوق لمنتجاتها بقدر ما يلفت الانتباه لمبادئنا وأخلاقياتنا الإسلامية، التي تحث على الرحمة بالضعيف ومساعدة المحتاج، ورسم البسمة على شفاه الآخرين ممن تربطهم بنا صلة الإنسانية قبل القرابة، الذي يمنحك شعوراً غامراً بالفخر كونك ولدت مسلماً!


الكاتب: رندا الشيخ

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة