ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-19-2014, 09:35 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
لعلك سمعت – أخي القارىء – عبر الإذاعة أو التلفاز أو قرأت عبر الصحف المحلية مناداة بعض الإعلاميين والمثقفين ب" القراءة " ووسمهم للمجتمع بأنه مجتمع لا يقرأ، قد يكونوا محقين في وصفهم ولكني أختلف معهم بعض الشيء في ندائهم بالقراءة، فلي وجهة نظر أردت إبداءها، فقد أبى ضميري إلا أن يبوح بما يدور بين حناياه. إن الدعوة إلى القراءة دعوة ربانية، وهي أول ما نزل من كتاب الله - تبارك وتعالى – يقول الله - تبارك وتعالى - مخاطبا نبيه الكريم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ونحن ندرك جميعا بأن القراءة وسيلة للوصول إلى الحقيقة، وليست القراءة وحدها هي الغاية، فالغاية عند كل مؤمن مسلم هي رضا الله - تبارك وتعالى – والقراءة معنى يشمل التعلم بالبصر والسمع، فقد يكون التعلم عند طريق العين، وقد يكون عند طريق السمع، وهذا أمر مسلم به عند الجميع، ولما كانت القراءة وسيلة لا غاية وجب أن نسلكها مسلكا يكفل لنا السلامة، ويحيد بنا عن طريق الملامة، وإذا اتفقنا أنا وأنت أيها القارىء على أن القراءة وسيلة للوصول إلى غاية فلنأتي الآن إلى الدعوات التي مج بها الإعلام للقراءة، ولنلقي عليها نظرة فاحصة نستطيع أن نخرج من خلالها بنتيجة. كثرت النداءات للقراءة، ولكن مع هذا كله لم نجد صوتا واحدا يبين للجمهور الكريم ما الذي يجب أن نقرأه؟ وما الذي يجب الحذر عند قراءته؟ وما هي العقبات التي تواجه القارىء؟ وكيف يمكن له التخلص منها؟.. نعم ليس كل شيء ينفع للقراءة، وليس كل شيء يعود علينا بالخير عند قراءته، فكم من قارىء مسلم الهوية أضحى ما بين غمضة عين وانتباهتها ملحدا حتى النخاع، ونادى بأعلى صوته أنا ليبرالي حر، وأنا علماني مثقف، وأنا ضد هذا الدين، خسر الدنيا والآخرة، ولو أنه كان جاهلا لكان ذلك أجدى وأنفع له مما آل إليه، نعم إنه قرأ لملحدين نادوا علانية بالإلحاد، وقرأ لمنفلتين نادوا علانية بالانفلات، وهنا وجد الشيطان طريقه أمام هذه النفوس الضعيفة المريضة فأرداها في الكفر - والعياذ بالله - . كل هذا غفل عنه من نادى بالقراءة، وكذلك غفلوا عن وضع الدواء لمن سلك طريق القراءة، كثيرا ممن قرؤوا النزر اليسير من الكتب اعترتهم أمراض نفسية، اعتراهم الغرور بأبشع صوره، وأخذوا يوهمون أنفسهم بأنهم مثقفين، وأن الناس إن لم يكونوا كلهم فأغلبهم جهلاء، وأن ليس هناك صوت يعلو على صوتهم في الثقافة، وهذا مرض خطير يعتري الكثيرين من المثقفين، لم تضع له هذه النداءات بالقراءة الدواء الناجع، وهذا من وجهة نظري أمر كان ينبغي أن يأخذ في الحسبان. كذلك نحن نجد أن أغلب المثقفين قراءتهم في الروايات فحسب، فترى الإعلام صاخبا بالروايات، وكأن الروايات هي أول العلم وآخره، أنا لست ضد الروايات ولكن هل الروايات هي كل العلم؟! بالطبع لا فالروايات فن من فنون العلم الحديث، ولكن لا ينبغي أن يدعي كل من قرأ رواية أو روايتين بأنه مثقف، الثقافة أن تأخذ من كل بستان من بساتين العلم زهرة وأنى لك أن تستطيع ذلك إن لم تكن شاحذا للهمة قوي العزيمة. ختاما ما أريد قوله بأنه ليس من المهم أن نوجد جيلا يقرأ، ولكن المهم أن نوجد جيلا يدري ما الذي يقرؤه. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|