أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > موضوعات عامة
موضوعات عامة ويحتوي على مواضيع عامة متنوعة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-19-2010, 10:55 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56634
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (01:17 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي المحنة و المنحة 




الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلو الناس أيهم أحسن عملاً، والصلاة والسلام على خير صابر على البلاء، وخير مبلغ عن ربه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:
فالمرء مبتلىً ما عاش، فالخير الذي يصيبه بلاء ليُنظر أيشكر أم يكفر، والضر الذي يلحق به بلاء ليُنظر أيصبر أم يضجر، والله _تعالى_ يقول: "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء: من الآية35). والمؤمن هو الذي يخرج من البلاء رابحاً فائزاً، وكما في الحديث إن أصابته نعماء فشكر فكان خيراً، وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن. وأنبياء الله _تعالى_ هم أعظم الناس إيماناً، وأكثرهم عرضة للبلاء، ومنهم كان يوسف _عليه السلام_ تعرض لمحن عديدة كان من أشدها محنة المراودة التي انتهت به لمحنة ثانية؛ محنة السجن، ففي قوله _تعالى_: "وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ" (يوسف: من الآية32) تقول امرأة العزيز للنساء: إنها راودته، وقالت: فاستعصم، أي: طلب العصمة من الله _جل وعلا_، وهي وقفة تربوية بابها احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله.

وما أحوجنا إلى الاستعصام بالله في الشدائد "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ" (النمل:62) إذا أصبت يا أخا الإسلام بشدة فالجأ إلى الكريم، وقل: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" (الفاتحة:5). الجأ إلى الله _جل وعلا_ كما لجأ إليه الأنبياء، ولجأ إليه الصالحون.

ثم قالت: "وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ" (يوسف: من الآية32). وهنا لطيفة ذكرها بعض المفسرين، وهي أن امرأة العزيز قالت في موضوع السجن، قالت: "لَيُسْجَنَنَّ"، لكن في الثانية قالت: ليكونا، ما قالت ليكونن. لماذا؟ ما الفرق؟ قال العلماء: إن السجن القرار بيدها أو بيد زوجها، تستطيع أن تأخذه كما حدث، وضعوه في السجن.

أما الصغار فهو قضية معنوية لا تستطيع هي أن تجعله صاغرا أو غيرها، ولذلك جاءت على استحياء، وليكوناً مخففة، وتحقق السجن؛ لأنها تملك القرار، وزوجها يملك القرار، لكن هل تحقق الصغار؟ كلا وحاشا.

فمنذ دخول يوسف _عليه السلام_ السجن وإلى يوم الناس هذا يذكر الكل سجنه في مناقبه، فكان سجنه سبب علو له وفخار ومجد، بل أصبح يواسى به الناس.

وهذا يدلك على أن السجن إذا لم يكن لأمر يخل بالشرع، إذا لم يكن بسبب ارتكاب معصية ومحرم، فلن يكون صاحبه من الصاغرين، فقد يسجن المصلحون، وقد يسجن من يخدم أمته، ولكن لايناله الصغار، فصاحب القرار يملك أن يسجنه لكنه لا يملك أن يجعله من الصاغرين، وكم من سجن كان سبباً لعلو صاحبه.

إذا ذكر الإمام أحمد _رحمه الله_ تذكرنا سجنه وثباته فيه، فكان شرفاً له وعزة وقوة.
وإذا ذكرنا شيخ الإسلام ابن تيمية تذكرنا سجنه ثلاث مرات، بل تذكرنا موتته في سجنه وهو يقرأ "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ" (القمر:54، 55)، ولذلك قال: "ما ينقم مني أعدائي، أنا جنتي وبستاني في صدري،أنا سجني خلوة".

وهذا المعنى يغيب عن بعض النفوس فتتنازل وتتساهل وعندها يكون السجن صغاراً، وكذلك إذا كان السجن بسبب ارتكاب معصية أو محرم.
أما إذا كان بسبب التزامه بدين الله واستمساكه بحبله فهو شرف وعز وفخر للشخص في حياته وبعد مماته، وها نحن نرى مصداق ذلك في حياتنا، نراه مع من يسجن من العلماء ومن الدعاة ومن المصلحين، شرف وعز لهم في الدنيا في السجن وبعد خروجهم من السجن، وهو _بإذن الله_ أجر ورفعة في الآخرة.

وعوداً على بدء لقد اجتمع هؤلاء النسوة وقرروا قرارهم الذي أحدثه الفراغ فسوله الشيطان وأمضاه ضعف التربية، ولو اشتغلن بطاعة الله والتزمن منهجه، لابتعدن عن مثل هذه الفواحش الممقوتة، ولكنها حال البشرية يوم تنبذ منهج الله، وتسبح بحمد الجبابرة.

ولما كان الأمر كذلك قال يوسف _عليه السلام_: "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (يوسف:33)، وكما فَرَّ في السابق من امرأة العزيز واستبق الباب، ها هو الآن يفر إلى ربه، باختياره السجن، لقد التجأ إلى الله _جل وعلا_ وتضرع بين يديه، وقال: "رَبِّ" تسمع في هذه الكلمة أثر الأسى والاستعطاف وطلب الرحمة، ممن رباه بالنعم وامتن عليه بجزيل المنن "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ"(يوسف: من الآية33). أي: أمِل إليهن.

وقد قال بعض المفسرين _رحمهم الله_ ما حاصله أن يوسف قد أخطأ هنا، عندما قال: "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ" ولو أنه قال: "رب إن عافيتك أوسع لي" لم يقع له السجن، وهذا القول خطأ بين، فيوسف لم يطلب السجن ولم يتمنّه، بل إن قوله: "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ" متعلق بخيارين وضعا أمامه، فإذا لم يكن إلا السجن أو فعل الفاحشة فالسجن أحب إليّ، وأفعل التفضيل هنا لايقتضي حب المفضل، وإلاّ للزم القول بأن الفاحشة كانت حبيبة إليه غير أن السجن أحب، بل غايته أن السجن أفضل وأقرب إلى النفس من الوقوع في الفاحشة، وتلك منزلة رفيعة لايصل إليها كل إنسان، وهذا معنى بليغ ودقيق غفل عنه البعض.

وهنا أنبه إلى أن الأصل أن يفر المرء بنفسه من الفتن، فالمؤمن لايطلب البلاء، وقد قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا" وهذا ما صنعه يوسف _عليه السلام_، فيوسف لم يطلب السجن ولكن المرأة وضعته في حصار إما أن يستجيب لها أو يسجن هكذا، قالت: "وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ" (يوسف: من الآية32) فقال: "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ".

وهذا أمر معروف ومشاهد فقد تجد إنساناً يقول لآخر إما أن تفعل هذا أو أضربك، فيقول الضرب أحب إلي، ولا يعني هذا أنه يحب الضرب.

فالذين قالوا: إن يوسف لما قال: "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ" ابتلاه الله؛ لأنه طلب السجن أخطؤوا وأساؤوا فهم الآية، ولم يتأملوا سياقهاالدال على أن يوسف _عليه السلام_ لا يريد السجن، فرحم الله أولئك المفسرين.

ومن جملة التجاء يوسف لربه دعاؤه بقوله: "وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (يوسف: من الآية33) فأكرمه الله واستجاب دعوته فأنقذه من كيدهن، وقال: "فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (يوسف:34).

حقاً "إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" وما أحوجنا إلى الإيمان بأسماء الله وصفاته، فكلما ازداد إيمان العبد ومعرفته بأسماء الله وصفاته ازدد لجوءاً إليه، وهذا يوسف _عليه السلام_ عرف وعلم وآمن بأن الله سميع عليم، فاستحضر ذلك والتجأ إليه فأنقذه الله _جل وعلا_.

وهكذا من أثبت أسماء الله وصفاته كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وعلم معانيها وما تدل عليه ومايلزم من ذلك، لم يغتر كما اغتر الجاهل بالله.

والخلاصة هي أن السجن كان منحة ليوسف _عليه السلام_ أولاً؛ لأنه خلصه من بلاء المراودة والفتنة، وثانياً؛ لأنه فتح له باباً عظيماً من أبواب الدعوة، ثم مُكِّن له في الأرض، وصدق الله _جل وعلا_: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ" (البقرة: من الآية216)، "فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً" (النساء: من الآية19). قال _صلى الله عليه وسلم_: «جبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير له، وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له»، فالحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان






التعديل الأخير تم بواسطة مجموعة انسان ; 10-20-2010 الساعة 12:15 AM

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة:
قديم 10-20-2010, 02:02 PM   #2


الصورة الرمزية هنيدة
هنيدة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 العلاقة بالمرض: مصابه
 المهنة:
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 2064
 مشاركات: 5683
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : 10-05-2022 (12:44 PM)
 التقييم :  145
 مزاجي
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 17,104
تم شكره 13,418 مرة في 5,950 مشاركة
مقالات المدونة: 1
افتراضي  



مشكوره عزيزتي على هل الموضوع
اللهم صلي وسلم على رسول الله


 
 توقيع : هنيدة

لنا ما يكتبه الله وكل ما يكتبه جميل


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هنيدة على المشاركة المفيدة:
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024