أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-2010, 12:53 AM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56518
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (03:24 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
الغموض في الشعر بين الإبداع والتعقيد 




ان اللغة العربية بحر خضم عظيم ساحله خصبة تربته، واللغة بطبيعة الحال اداة للتواصل بين البشرية بعضها مع بعض، فالكلام صادر وموجه الى الآخر لايصال فكرة او لطلب شيء او لاي غرض يقصده المتكلم، فالغرض من ذلك هو ان يفهم السامع عليك، وان يعي ما تقول لكي يتحقق لك بذلك ما تريده من ايصال معلومة او تصحيح فكر او غيره، وعندما قالوا ان البلاغة هي ايصال المعنى للسامع دون اي غموض فهذا هو المقصود الذي ذكرناه قبل. وفي اللغة العربية تتعدد اساليب الخطاب الموجه في طرقه وكيفياته فتستطيع ان توصل فكرة بالمقالة او بالمسرحية او بالشعر او بالنشر او بالقصة بانواعها وهكذا. وايصال فكرة او معالجة موضوع لكي يتم القصد منه لابد من ان يكون مفهوما للسامع دون تعقيد لفظي او معنوي او لغوي.
وقد شارع كثيرا هذا الغموض وادخال الفلسفة في هذه الاغراض الادبية، مما تأباه اللغة وتنكره القريحة. فاصبح من الابداع ان تأتي بشيء لا يفهمه غيرك، ومن الابداع ان تتكلم كلاما يحار الناس في تفسيره، وتضطرب الافكار في فك رموزه وكل ذلك كان من التأثر بالفلسفات الغربية والادب الغربي.
وقد طلع علينا مذهب غريب من الغرب واحدث في العالم ضجة وهو مذهب اللامعقول (Absurd) وراج هذا المذهب في فرنسا وقد لفت انظار المثقفين اليه وتأثر به البعض في انتاجهم الادبي. وهذا المذهب يعبر عن السخرية المريرة من منطق الحياة التقليدي وعدم الثقة فيه. وانما كان ذلك الخيال المتسع عندهم ومحاكاة اللامعقول ووصف الامور الغيبية ـ ناتجا عن التعلق بالماديات، حيث انهم ينكرون ـ كما هو فكر الفلاسفة ومن نحا نحوهم ـ الامور الغيبية والروحية، ولا يعتقدون الا بما يشاهدونه عيانا، وبما هو محسوس. وهذا فكر سقيم ولذلك احتاجوا اللجوء الى اللامعقول والخيال الفسيح لكي ينفسوا عن ارواحهم التي تعبت من التعلق بالماديات والانسان بطبيعته يحب الامور الروحية، وتنطلق بها روحه وتجوب ساحات المعاني الاخرى التي تنفس له عن تعب الحياة ومادياتها المملة. من اجل ذلك كله كان اللجوء من الغربيين واللادينيين والفلاسفة الى هذه الاغراض في اللامعقول ومحاكاة الغيب والخيالات وربما كان هذا هو الدافع لنشوء المذهب الرومانتيكي الذي يهدف الى الخيال والتحرر الوجداني والفرار من الواقع والتخلص من التقيد بالاصول الفنية التقليدية للادب بشتى مجالاتها القواعدية والفكرية. وكذلك من يطالع الادب الغربي يجد فيه كثيرا من هذا الخيال وما روايات دون كيشوت وخيالاته الواسعة عنا ببعيد اما نحن وفي لغتنا العربية فليس ثمة شيء من هذا ابدا بل هي مبنية على الوضوح والابداع في الاداء والتعبير واختيار الكلمات المناسبة للجمل المناسبة والمجيء بالمعنى الصالح للواقع الحاضر بحيث لا يدخل شيء في شيء ولا يلتبس معنى بمعنى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة:
قديم 10-03-2010, 12:57 AM   #2


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56518
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (03:24 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي  



صحيح انه قد ورد عن بعضهم في الازمان الفائتة بعض الشعر الغامض الذي لا تجد له حلا ولا تستطيع ان تعرف له مخرجا فهذا كذلك قد لاقى انكارا من بعض اهل الادب وقالوا بتركه وتسليم معناه لقائله. فاذن يبقى الوضوح مع دقة المعاني وفصاحة الالفاظ هو الرائد المعتمد والاساس في الادب العربي. وربما نشوء الادباء حديثي السن وانبهارهم بهذا وهذا التشوش هو الذي اخصب انتشاره فيما بيننا وجعله فنا يتسابق الادباء الى تحقيقه. وعليهم ينطبق قول نزار قباني:
شعراء هذا اليوم جنس ثالث
فالقول فوضى والكلام ضباب
فليس الافراط بمقبول ولا التفريط بمرتضى بل ان قوة المعاني وسباكة الالفاظ وابداع الصور في العمل الادبي هو الذي يعطي العمل رقيا وابداعا. فعندما نقرأ لشوقي مثلما:
وروض كما شاء المحبون ظله
لهم ولاسرار الغرام مديد
تظللنا والطير في جنباته
غصون قيام للنسيم سجود
تميل الى مضنى الغرام وتارة
يعارضها مضنى الصبا فتحيد
فانك تفهم ما يقوله الشاعر وسرعان ما ترتسم هذه الصورة الرائعة في ذهنك وقد جمع بين معنى واضح ولفظ قوي وصورة بديعة. فهذا ما يسمى ادبا.
اما اذا قرات عملا ادبيا ـ وكنت اديبا فضلا عن كونك غير اديب ـ ولا تفهم منه شيئا الا ألما في الفكر من زحمة الكلمات وتشتت المعنى فلا اظنه الا عملا جديرا به البحر ان يتلقفه ليخبئه عن اعين الحاسدين. فمثلا كتب بعضهم يقول:
وقفت كل الموت في الطابور
لم يسمع خطاي سواك
والان في فوضى الهلاوس تخبزين الماء
حتى يعرف التنور ارغفتي البريئة
وغير ذلك الكثير
وعابوا قديما على حسان بن ثابت قوله:
ولو ان مجدا اخلد الدهر واحدا
من الناس ابقى مجده الدهر مطعما
وعابوا على الفرزدق قوله الغامض والمعقد:
وما مثله في الناس الا مملكا
ابو امه حي ابوه يقاربه
وقول المتنبي
كيف يكون ابا البرايا ادم
وابوك والثقلان انت محمد
فانك تجد في هذه الابيات من الغموض ما يحجب عنك معناه ويصعب النطق به والوصول للغرض الذي قيل هذا الكلام من اجله. وفي أخرةٍ نستخلص مما مر ان الابداع كائن في فصاحة اللفظ وابداع الصور وقوة التركيب وجزالة المعنى. وان المجيء بالغموض سواء في التركيب او في المعنى او في اللفظ غير موافق لما عليه الادب العربي وتستهجنه الافكار السليمة وان نادى به المنادون وصفق له الناس ورحبوا فلا يعبأ به ولا يلتفت اليه.


جعفر عبدالله الوردي


 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة:
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 04:27 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024