أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-20-2021, 06:13 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 57003
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (07:12 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي الشاعر العُماني (ولد وزير) ماذا تعرف عنه؟ 




تتميز السلطنة بإرث حضاري كبير ومتميز يشمل جوانب مادية ومعنوية مختلفة، تكونت على مدى سنوات طويلة من العطاء الحضاري المتدفق، وتمثلت شخوصها في مئات المخطوطات والكتب والأسفار، وأنواع الفلكلور والفنون المختلفة، إضافة إلى الشواهد المعمارية والهندسية المختلفة من قلاع وحصون وأبراج وأفلاج وغيرها.



ويُعد الشعر الشعبي أحد أبرز مكونات الإرث الثقافي العماني الذي يتضمن كذلك الحكايات الشعبية والأهازيج وفنون الرقص والغناء والألفاظ والأمثلة الشعبية.



وفي الوقت الذي نرى فيه عددا من الدراسات والندوات التي تتناول حياة مجموعة من رموز الشعر الفصيح، إلا أن الأمر يكاد يختلف عند الحديث عن الأدب الشعبي ورموزه الذين لم يلقوا حظا مشابها من الاهتمام، فأسماء كعامر بن سليمان الشعيبي (المطوع)، وبنت غفيل، وسويري، وحافظ المسكري، ومبارك بن خاطر، ومحمد بن جمعه الغيلاني ، وراشد بن حمد الدهمشي العريمي، وسالم بن مالك السلطي، هي أسماء كان لها تأثيرها البارز على الحياة الفكرية والاجتماعية في المجتمع العماني على امتداد عقود طويلة، وما يزال الكثيرون يتداولون أشعارهم وقصصهم المختلفة التي ارتبطت كذلك بعدد من الفنون الشعرية المختلفة.



ويعد الشاعر سعيد بن عبد الله ولد وزير الفارسي أحد أبرز الشعراء الشعبيين في المائة سنة الأخيرة في السلطنة، وتعد تجربته الشعرية الغزيرة بكل محاورها المختلفة نموذجا ثريا للدراسة والتوثيق من قبل القائمين والمهتمين بالشعر الشعبي في السلطنة.



وقد تمثلت كثير من الصفات والسمات الإيجابية في شخصية شاعرنا، فهو الشاعر الموسوعة، وهو الإمام والمؤذن والخطيب، وهو التاجر في بعض مراحل حياته، وهو الناصح والمرشد والمصلح الاجتماعي من خلال كثير من قصائده الاجتماعية والنصحية، وهو المؤرخ والجغرافي من خلال قصائده العديدة التي أرخت ووصفت لكثير من الأحداث والمواقع.

وقد عمدت إلى تجميع بعض الشذرات عن سيرة الشاعر، وأنا على يقين تام بأن ما سأقدمه في هذه السطور لا يفي حق الشاعر ومكانته وغزارة تجربته وإنتاجه الأدبي.



حياته ونشأته :



وُلد الشاعر سعيد بن عبد الله بن وزير الفارسي في حارة (المصفية) بالقرب من المسجد الجامع الكبير بولاية صور في سنة 1332هـ بحسب ما يذكر الشاعر في مذكراته التي كتبها.

وعندما بلغ من العمر عشر سنوات دخل مدرسة القرآن كحال بقية أقرانه في المدينة وختم المصحف الشريف، ثم بدأ في ممارسة الأسفار البحرية من خلال السفن الشراعية، وبدأ يتنقل بين الموانئ التجارية المختلفة كمصيره وبر الجازر وساحل الصومال وممباسه ودار السلام.



وفي حوالي سنة 1367 هـ (1947م) سافر الشاعر إلى الجزيرة الخضراء التي بقي فيها لمدة سنة ونصف تقريبا والتقى هناك بعدد من الشعراء والأدباء أمثال شاعر الجزيرة سعيد بن خميس الذي دارت بينهما محاورات شعرية عديدة.



وبعد عودته إلى مسقط رأسه صور عاد إلى العمل بالتجارة كتاجر متنقل قبل أن يسافر في حوالي سنة 1382هـ (1961م) إلى دولة الكويت، التي بقي فيها لمدة (22) عاما، حيث درس بعض مبادئ علوم الدين من قراءة وتفسير وتجويد وفقه وخطابة في (دار القرآن) الأمر الذي أهله للعمل في وزارة الأوقاف الكويتية كإمام ومؤذن وخطيب.



وخلال فترة إقامته في الكويت لم ينقطع تواصله مع الشعر والأدب الشعبي، حيث شارك في عدد من البرامج الإذاعية الأدبية كبرنامج (ركن البادية)، وكانت له محاورات عديدة مع عدد من الشعراء الشعبيين الخليجيين، كما لم تنقطع صلته بالمحافل الأدبية والأوضاع السياسية والاجتماعية في السلطنة، حيث نلاحظ ذلك في كثير من القصائد الوطنية والاجتماعية التي كتبها الشاعر في فترة وجوده في الكويت.



وفي حوالي سنة 1404هـ (1984م) عاد الشاعر إلى أرض الوطن، حيث عمل كإمام وخطيب في عدد من الجوامع بولاية صور كجامع النعيمي وجامع الفوارس.



علاقته بالشعر :



من خلال سيرته الذاتية المختصرة التي كتبها الشاعر في سنواته الأخيرة يُمكن لنا أن نوجز بعض الجوانب المتعلقة ببداياته مع الشعر:

· من خلال الفنون التي كانت تمارس على ظهر السفن التي كان الشاعر يسافر فيها بعد فراغه من تعلم القرآن الكريم، حيث يقول الشاعر ” والمحمل كبير يحمل عدد أربعين رجلاً، ومعهم الطبول والقصائد المسلية، ولهم طبل كبير وطبل صغير، وأنا معهم أسمع قولهم”.

· من خلال الفنون التي كانت تمارس في المناسبات المختلفة عند العودة من الرحلات التجارية ” وإذا انتهينا من السفر نرجع إلى الوطن صور من الرجال المطربين الرزافين مع قصائد الرزحة والهنابل والقصفيات والعازي، وعندنا صفين متقابلين وشاعرين متحاورين واحد يتكلم والثاني يجاوب وأنا عندهم لا أفارقهم”.

· تمتع الشاعر بذاكرة شعرية قوية في حفظ الأشعار التي كانت تقال في المناسبات المختلفة التي يحضرها” ومعي ذاكرة قوية في حفظ كلام الشعراء، وقال الشاعر حافظ بن محمد المسكري الذي يحفظ الشعر هو الشاعر، وبالفعل سماني الكنز لقوة حفظي، ولو ضاع الكلام من حافظ ومن بن همش ومحمد الغيلاني لم يضيع من عندي حتى اليوم”.

· حرصه على الاحتكاك بالشعراء الكبار والاستفادة من توجيهاتهم: حيث نلمح ذلك من خلال ما ذكره الشاعر في سيرته ” وفي مبدأ شعري أنا وراشد بن حمد الدهمشي وأكثر الغلط يسير من عندي حتى سرت أتابع أهل القصيد أحفظ وأشعر مثلهم”.

· في سن الرابعة عشرة كتب الشاعر أولى قصائده بينما كان مسافرا في رحلة تجارية على متن إحدى السفن الشراعية، وكانت قصيدة غزلية تحمل معاني الغربة والبعد عن الوطن، ومطلعها يقول:

طلبت ربي كريم ما خاب طلابه قال الفتى أخو علي وتسمعوا جوابه

يا طير بطرشك شل خبري وأعنى له إن كان روح دليل وبتجي على صوابه



روافده الأدبية:



كان هناك العديد من الروافد والعوامل التي أسهمت في صقل موهبة الشاعر، ومقدرته الكبيرة في مجال الشعر الشعبي، ولعل من بين هذه العوامل:

· حفظه وتلاوته للقرآن الكريم، ونرى هذا التأثير واضحا وجليا في كثير من قصائده الدينية والنصحية.

· وجوده في جو أدبي مليء بالشعراء الشعبيين، حيث صادفت الفترة التي ظهر فيها الشاعر وجود شعراء كبار في صور أمثال الشاعر حافظ بن محمد المسكري والشاعر محمد بن جمعه الغيلاني والشاعر راشد بن حمد الدهمشي.

· تنقلاته الداخلية والخارجية، ويظهر ذلك من خلال مجاراته المختلفة مع عدد من الشعراء الشعبيين كالشعراء سالم بن مالك وحافظ بن محمد الصلتيين في وادي بني جابر، وراشد المصلحي (سويري) في وادي بن خالد، ومظعون ومسعود في جعلان، وخلفان بلوه، ومبارك بن خاطر، وخلفان الحراصي في الباطنة، وشاعر الجزيرة الخضراء في أفريقيا سعيد بن خميس.

· اطلاعه على التراث المحلي بمختلف أنواعه.

· حياة الغربة التي استمرت لمدة (22) عاما، والتي اطلع من خلالها على كثير من الأحداث السياسية والقومية التي أثرت على ثقافة الشاعر وفكره القومي، ونلمح ذلك في كثير من القصائد القومية، والقصائد التي تناولت قضايا اجتماعية كانت جديدة على المجتمع العماني وقت طرحها.



من خصائص شعره:



· بروز الملامح الدينية في كثير من قصائد الشاعر: حيث إن كثيرًا من قصائد الديوان مليئة بالإشارات والاقتباسات والملامح الدينية، كما أنها تبدأ بذكر الله أو صفاته، أو مظاهر قدرته، أو لطفه بخلقه، أو بالثناء والحمد لله وغيرها، وفي بعضها يتبع ذلك الصلاة على الرسول، ويكون ختام جل القصائد بالصلاة والسلام على رسول الله، وذكر الصحابة، إضافة إلى طرحه لكثير من القصص والقضايا الدينية المختلفة. ولعل ذلك يعود إلى حفظه وتلاوته للقرآن الكريم صغيرا، ودراسته في (دار القرآن) بالكويت، وعمله إماما ومؤذنا وخطيبا لفترة طويلة.

· بروز الحس الوطني والقومي في كثير من أشعاره: وبرغم أن الشاعر كان مقيما خارج السلطنة طوال فترة النهضة المباركة عدا السنوات الست الأخيرة قبل وفاته، إلا أنه كان متعايشا بفكره ووجدانه من كثير من القضايا والمواقف والمناسبات الوطنية المختلفة والقومية، ونلاحظ ذلك في قصائد مثل: قصيدة ميدان بمناسبة نهضة عمان، قصيدة ميدان بمناسبة النصر، قصيدة بمناسبة العيد الوطني العاشر، مربوعة بمناسبة العيد الوطني الثالث عشر، قصيدة بمناسبة عام الشبيبة، قصيدة بمناسبة رجوع السفينة صحار من السفر، كقصيدته بمناسبة اجتماع القمة العربية الذي عقد بالإسكندرية سنة 1946 إثر تحويل نهر الأردن من قبل إسرائيل، وقصيدته بمناسبة حرب أكتوبر 1973، وقصائد مختلفة تناولت قمم مجلس التعاون الخليجي المختلفة.

· بروز الجانب الوعظي والإرشادي: وبخاصة في القصائد التي كتبها في الفترة الأخيرة من حياته، ولعل ذلك يعود إلى التجربة الحياتية الثرية التي عاشها الشاعر، وعمله كإمام وخطيب، واطلاعه بحكم غربته الطويلة على سلوكيات اجتماعية مختلفة.

· توظيف بعض المفردات غير العربية في قصائده: مثال : يقول في إحدى قصائده من فن الميدان : “أحسنت (سانا) يا مولانا”، وكلمة (سانا) كلمة سواحلية تعني جداً أو كثيراً.

· مراعاة القوالب التقليدية : مطلع القصيدة – بنية القصيدة – الخاتمة.

· استنطاقه للجماد: ( محاورة بين النوى والتمر – محاورة الشاعر للمسجد الجامع )

· الحديث عن ثنائيات متضادة: (المقارنة بين الماضي والحاضر – المحاورة بين الشتاء والصيف).

· وصف الأماكن وجغرافيتها: حيث إن هناك عددًا من قصائد الشاعر قد تناولت وصفا للأماكن التي زارها الشاعر مما يدل على كثرة التنقل، ولعل أوضح دليل على ذلك قصيدة رزحة وطنية للشاعر يصف فيها المدن والموانئ العمانية الساحلية من ظفار حتى مسندم في متوالية جميلة مرتبة حسب مواقعها الجغرافية مع وصف ما تتميز به هذه الأماكن.

· وصف الأحداث : نظرًا لأن الشاعر من بيئة بحرية يعتمد أهلها على الأسفار التجارية كوسيلة مهمة من وسائل طلب المعيشة، ونتيجة لعمل الشاعر كتاجر متنقل بين الموانئ فقد صادف كثيراً من المواقف المختلفة من خلال هذه الرحلات البحرية الشاقة، الأمر الذي جعله يحاول وصفها في عدد من قصائده.


يتبع..

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 12:37 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024