لتقوية الإيمان ثلاث مواد يحتاجها الإنسان مع وصفة الحظ

لتقوية الإيمان ثلاث مواد يحتاجها الإنسان مع وصفة الحظ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

المتفكر بحال الدنيا وتقلباتها وبهدف خلقها ومآلها ليسعد بدين الإسلام وبفرصه وقوة( استثماراته إن صح التعبير) المربحة والمسلم النبيه المحظوظ والذكي يعرف كيف يستغل كرم ربنا الذي بين ووضح حتى وقعت الحجة الدامغة...فهناك ممارسات بلغت الغاية بالسهولة والبساطة وترتب عليها ثمن عظيم قادنا التفكر بحالها إلى الجزم بحرمان من غفل عنها والجزم بتوفيق من طبقها في حياته وليس من عرفها فقط...فنشأ فريقان المحرومون والموفقون على الأقل في أثمانها الغالية...فهي لا تحتاج لسفر وطواف وسعي وصيام وقيام وذهاب للمسجد ولا وضوء ولا حتى استقبال قبله فلا تحتاج سوى تحريك شفتين مع نية العبادة... إنها الذكر وما أدراك ما الذكر.. أيها الأخوة هذه الحياة ليست بلعب ولهو فالأمر جد والأيام تمضي والأحوال تتبدل والحياة فرصة واحده...وعندما تتذكر الأمور الحاسمة في حياتنا الدنيا من موت وحوادث وأمراض ومصائب والأمور الهائلة والحاسمة في الآخرة من قبر وبرزخ ومصيرين لا ثالث لهما وخلود في حالين والإنسان بإسمه ورسمه ولوحده سيقابل كل هذا حتماً ليدرك أن ربنا منحنا(طبعاً مع الفروض المعلومة ) فرصاً بلغت الغاية في الكرم والسهولة في الأداء وترتب عليها فرصة النجاة والفوز وجبر الناقص من الفروض ...... فلا عذر والكل سيتحمل مسؤولية نفسه...ولكن من الموفق الذي استغل كرم ربه ؟ ... فالله المستعان...... اللهم اجعلنا ممن يعرف ويطبق ووفقنا لما تحبه وترضاه اللهم آمين....
والحق أن الأذكار منوعة وكثيرة ومتاحة للجميع بأشكال منوعة من القصاصات والكتيبات جزى الله القائمين عليها خير جزاء...بيد أننا هنا سنورد جزئا منها بشكل أكثر تنظيماً بطرح مغزى الهدف وآلية التطبيق ليكون ذلك أكثر دافعية للتذكير والتطبيق والاستمرار لتدخل حيز العادة حتى الممات فقسمناها إلى مواد بالشكل التالي :
مادة الشكر : قال تعالى " ولئن شكرتم لأزيدنكم...."فالشكر يوجب اثنتين الحفاظ على النعمة وزيادتها والمتفكر يرى أن الانسان منذ ولادته حتى وفاته وهو بحاجة للزيادة كحاجته للنعمة نفسها فحاجة الشاب أكبر من حاجة الطفل وهكذا تكبر الحاجة...والعبادة كلها سواء كانت فعلية أو قولية إذا وجهها العبد صارت شكراً للخالق عز وجل بشكل عام وتخصيص الشكر باللفظ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث " من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته
- المحدث: ابن القيم - المصدر: زاد المعاد - الصفحة أو الرقم: 2/ 339 خلاصة الدرجة: حسن
مادة التنظيف والتعطير : من أعظم الأذكار الواردة هو الأستغفار والتسبيح ولسهولة التصنيف وايجاد آلية التطبيق المعنوي نورد ما ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حينما سأل أيهما أنفع للعبد الإستغفار أمالتسبيح ؟؟؟ فأجاب : إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع ,وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !! فالتسبيح بخور الأصفياء والإستغفار صابون العصاة وعلى هذا الأساس نقول :
2- مادة التنظيف :لاشك أن للأستغفار آثار عظيمة من جلب الرزق والولد والمال والقوة ودفع للبلاء وغيرها مما لا يتسع المقال لذكره...فالإستغفار دواء لكل داء لاسيما أمراض العصر الحالية المتنوعة والمعقدة و الخفية ...والمتفكر بحال الانسان يراه مقسم من روح ومادة متحدتين للحياة والموت يعني افتراقهما وكلاهما يتعرضان للدنس والنجاسة بطبيعة حال الدنيا والناس...وكما لمادة البدن طرق وأنواع للتنظيف فهناك عدة صيغ للأستغفار وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم منها استغفر الله العظيم وأتوب إليه ومنها سيد الأستغفار لكننا هنا اخترنا صيغة نراها سهلة وقوية التأثير كما هو ظاهر من معنى الحديث وهي ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف
الراوي: زيد مولى النبي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3576
خلاصة الدرجة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
3-مادة التعطير: وكما أن للجسد حاجة لتعطيره مما اقتضته طبيعة الحياة فالروح كذلك بحاجة للتعطير بالتسبيح...وكما أن هناك أنواعاً من العطور للجسد فهناك أنواعاً من صيغ للتسبيح منها سبحان الله وبحمده مائة مره وثمرتها تغفر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر ومنها أيضا كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان للرحمان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ونحن هنا اخترنا صيغة عظيمة تظهر من نص الحديث وهي ما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لأن أقول سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله و الله أكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5037
خلاصة الدرجة: صحيح
وفي الختام لم يبق لنا إلا طرح بعض المقترحات لوقت ومكان التطبيق وكيفية حساب مئة مره من الأدعية في كل يوم فطريقة الحساب باليد كالتالي : معروف أن لليد الواحدة خمسة عشر مفصل يعني ثلاثة لكل إصبع فالعد يبدأ باليمنى بالفواصل واليسرى تحسب بالأصابع عدد المرات فخمس أصابع نضربها في خمس عشر الناتج خمس وسبعون ثم نكمل السادسة واليد اليسرى تظل مقبوضة ومجرد ما ننتهي من السادسة نطلق اليد اليسرى وبذلك انتهت مهمتها وصار المجموع تسعين ونكمل المئة بأصابع اليد اليمنى قبضة اليد خمس واطلاقها خمس وبذلك عددنا مئة بأعضائنا التي ستشهد لنا بإذن الله كما نص القرآن والسنة ولذلك لا تحبذ المسبحة....أما وقت ومكان التطبيق فيجب أن يكون ثابتاً على حسب ظروف كل شخص وهنا نورد بعض المقترحات مثل أن يوزع الإنسان الأذكار بعد الصلوات الخمس...أو قبلها...أو بالطريق للمسجد إذا لم يكن ملاصقاُ للمنزل أو بالطريق للعمل...أو عند اشارات المرور...أو بالطريق للسفر أو عند استخدام الحاسب كما يجدر الإشار هنا إلى استخدام معطيات التقنية للتذكير كمذكرة الجوال ...أو الحاسب ... والشاهد أن يحرص الإنسان إلى ايجاد منهج ثابت على حسب ظروفه يلتزم به حتى يصبح جزءاً من حياته وعاداته ويكون سهلاً وبمنتهى السهوله وان كان سيواجه بعض الصعوبه في بداية التطبيق.... والحمد لله رب العالمين ....
المحظوظون
هم قوم حرصوا أشد الحرص على البحث عن الأجور العظيمة بأقصر الطرق وايسرها ووجدوها وطبقوها بكل حرص ومنها على سبيل المثال لا الحصر : 1- في يوم الجمعة ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
من غسل و اغتسل يوم الجمعة ثم بكر و ابتكر فدنا و استمع و لم يلغ له بكل خطوة يخطوها عمل سنة أجر قيامها و صيامها رواه الأربعة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم .... (منقول)

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة