العجرم

العجرم

تعتبر شجيرة "العجرم" شجيرة دائمة الخضرة تنتشر في الجبال الساحلية بشكل مميز فنراها متداخلة مع أحراش السنديان والصنوبر، وهي تزهر بحسب الظروف المناخية فتجذب النحلات العاملات لجمع العسل.

إن نبات "العجرم" أو ما يعرف بنبات "الشيحان" من الشجيرات المحببة أزهارها بالنسبة للنحل الجامع للعسل أو ما يعرف بعاملات النحل التي تختار أزهارها بكل عناية، وهنا يقول المربي "جورج عيسى" : «تعد شجيرات "العجرم" الصغيرة الحجم من الشجيرات الجاذبة للنحل برائحة أزهارها الجميلة والزيوت العطرية التي تطلقها تلك الأزهار في فترة الصباح، لذلك نبحث بين الغابات المنتشرة في الريف الجبلي للساحل السوري عن مواقع تنتشر فيها هذه الشجيرات بغية وضع خلايا النحل فيها والحصول على نوعية عسل جيدة مرغوب فيها جداً في الأسواق، فتركيبة أزهارها والخواص المغذية التي تحملها والناتجة عن الطبيعة القاسية التي يعيش فيها هذا النبات بشكل عام يجعلها كذلك، فتلتقطها النحلات العاملات خلال عملية جمع الرحيق وتنتج منها عسل ذي فوائد غذائية صحية جيدة مقارنة مع بعض أنواع الأزهار الأخرى المنتشرة في ريف الساحل السوري».

ويتابع فيقول: «يفيد هذا النوع من العسل في حالات فقر الدم، ويمكن أن يكون مقشعاً جيداً ومهدئاً لحالات السعال والتهاب المجاري التنفسية. تكاد تكون فترة أزهار نبات "العجرم" فترة قليلة ومميزة مقارنة مع مختلف النباتات والشجيرات الأخرى المنتشرة في الساحل السوري وخاصة منها الحمضيات المعروفة بنوعية عسلها، لذلك ترى أن تفرد فترة الخريف من كل عام بهذا النوع من الأزهار ينعكس بالنسبة لنا كمربي نحل على إنتاج نوع محدد وصافٍ من العسل».

وفي لقاء مع السيد "أيمن بلال" خريج معهد زراعي وموظف في "مديرية زراعة طرطوس" حدثنا عن نبات "العجرم" فقال: «نبات "العجرم" Erica verticillata أو "الشيحان" هو نبات معمر شجيري كثير التفرع دائم الخضر، يتميز بطول ساقه المتخشبة التي تصل إلى ما يقارب المتر والنصف في بعض الأحيان، في حين أن وأوراقه الرقيقة صغيرة جداً وناعمة تنتشر على جميع الأغصان والأفرع المتفرعة عن النبات الأساسي. أما بالنسبة لأزهاره الصغيرة الحجم فهي تتلون بلونين هما البنفسجي أو الزهري أو تكون متلونة بهما معاً، وتنمو في نهاية الأفرع بشكل كثيف».

ويضيف الأستاذ "أيمن" عن مكان انتشار "العجرم" في الساحل السوري فيقول: «ينمو نبات "العجرم" على سفوح الجبال الساحلية وينتشر في داخل الدغيلات السنديانية والصنوبرية المتدهورة، وهو نبات محب للنور يشاهد على أطراف الغابات والمنحدرات المكشوفة بشكل عام، أما من ناحية أزهاره فهي تزهر في فصل الخريف بين شهر أيلول وحتى شهر كانون الثاني، وذلك بحسب الظروف المناخية التي تتعرض لها المنطقة التي ينمو فيها، إلا أن شجيرات "العجرم" تتجه في وقتنا الحالي نحو الانقراض نتيجة عملية التحطيب غير المنتظمة والرعي الجائر، فأغلب الحيوانات تستسيغ طعمها وكأنها تدرك فوائدها».

أما عن عسل نبات "العجرم" من وجهة نظر علمية فيقول السيد "أيمن": «يعتبر عسل أزهار "العجرم" من أفضل أنواع العسل على الإطلاق، ويتميز بأنه عسل عطري أي إنه ذو رائحة زكية مميزة ولونه غامق، إضافة إلى أنه يتبلور ببلورات ناعمة بسيطة خلال فترة قصيرة بعد فرزه، وذلك بحوالي خمسة عشر يوماً إلى ثلاثين يوماً».

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: الأعشاب والغذاء