مع اسم الله الوكيــــــــل

مع اسم الله الوكيــــــــل

مع اسم الله الوكيــــــــل

نلتقى مع أسم من أسمائه تعالى وهو أسم الله

(الوكيل)

وهو اسم يدل على ذات الله تعالى ورد ذكره فى القرآن الكريم ما يقرب من (14) مرة
قال تعالى ((وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا))

الاحزاب ايه

يقول ابن فارس: فى مقاييس اللغه(6\136

الواو والكاف واللام) , أصل صحيح يدل على أعتماد غيرك فى أمرك,ومن ذلك الوكلة, والوكل. الرجل الضعيف يقولون: وكلة تكلة.والتوكل منه وهو إظهار العجز فى الأمر والأعتماد على غيرك وواكل فلان أذا ضيع أمره متكلا على غيره وسمى الوكيل لأنه يوكل إليه الأمر





ويقول القرطبى: فى القول الأسنى 1\504

((الوكيل)
على وزن فعيل من الوكاله. تقول وكلت أمرى إليه أكله ووكلت فلان أى صيرته وكيلا
فالوكيل هو القائم المستقل بجميع ما يحتاج إليه الموكل

قال تعالى ((وكفى بالله وكيلا)) النساء اية 18

فإذا قلت وكلت أمرى لفلان أشعرك ذلك بعجزك عن الأمر وتفويضك الأمر إليه لإقامته
وأذا قلت وكلت فلان فإنما معناه أقمته مقامى لم يشعرك ذلك بالعجز
وأذا قلت توكلت على فلان أشعرك ذلك بالاستسلام التام فى الحال وبما لايبلغك علمه فى المآل
قال تعالى:{ وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }آل عمران(173

وهى أشارة إلى عدم الاستقلال من حيث التقدير ومن حيث التدبير فهو تفويض فى المحسوس والمعقول للوكيل الحق المستقل بجميع ما يحتاج إليه جميع الخلق من الكفاية والوقاية والغياث والنصرة والرزق والإقامة والحفظ والرعاية إلى ذلك من معانى التدبير
وأختلف أهل اللغه فى معنى الوكيل فقالوا
الوكيل بمعنى الكفيل ,والحفيظ ,والمقسط الكافى

**وقال البيهقى :عن الفراء

قال تعالى :{ألاتتخذوا من دونى وكيلا} الأسراء (2)
أى رباً وكافياً ومدبراً غيرى

وقالوا فى قوله تعالى:{ والله على ما نقول وكيل }يوسف (66

أى كفيل وهذه المعانى كلها صحيحه فى معنى وصف الوكيل, لأن الله تعالى تسمى بالوكيل لأنه وكل أمور خلقه إلى نفسه ,ووكل عباده المتوكلون عليه أمورهم إليه فكان وكيلهم وهؤلاءالذين وصفهم الله فى كتابه الكريم فقال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناوقالواحسبنا الله ونعم الوكيل} فطورا يكون وصفا ذاتيا لله وطورا يكون وصفا فعليا له سبحانه وتعالى وجل وعلا .أما أذا كان الوكيل الذى وكل عباده أمورهم إليه وأعتمدوا فى حوائجهم عليه فهو وصف ذاتى اذ لايكل أمره إليه من عباده إلا قوم خاصة وهم اهل الإيقان وذوو العرفان

وأذا كان الوكيل الذى وكل أمور عباده إلى نفسه وقام بها وتكفل بالقيام عليها كان وصفا فعليا مضافا إلى الوجود كله

**

يقول ابن العربى

فأذا علمتم معنى الوكيل فلله فى ذلك منزلته العلياء أحكام يختص بها أربعة
*
الأول. أنفراده بحفظ الخلق
* الثانى . أنفراده بكفايتهم
* الثالث . قدرته علىذلك
الرابع . أن جميع الأمور من خيرو شرونفع وضر, كل ذلك حدث بيده سبحانه وتعالى

وأن المنزله السفلى للعبد وله فى ذلك ثلاثه أحكام

الاول .أن يتبرأ من الأمورإليه ليحصل له حقيقة التوحيد

الثانى

. ألا يستكثر ما يسأل فإن الوكيل غنى ولهذاقيل من علامة التوحيد كثرة العيال على بساط التوكل




الثالث . أنك إذا علمت أن وكيلك غنى وقادر ملى فأعرض عن دنياك وأقبل عبادة من يتولاك

القول الاسنى للقرطبى1\50

ويقول الزجاج :فى تفسيره(99

وفى أسمائه تعالى.الوكيل . المقيم الكفيل بأرزاق العباد,وحقيقته أنه يستقل بأمر
الموكول إليه وفى التنزيل العزيز

{أن لاتتخذوا من دونى وكيلاً }

و حقيقة التوكل على الله أن يعلم العبد أن الله كافل رزقه وأمره فيركن إليه وحده ولا يتوكل على غيره وهو حظ العبد من اسمه تعالى الوكيل هو أن يتوكل على الله

يقول ابن القيم :رحمه الله تعالى

فى معنى التوكل

قال تعالى

:{وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }




وقال له :{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه}

وقال:

{وعلى الله فليتوكل المؤمنون}




وقال عن أوليائه :{ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}





وقال: لرسوله صلى الله عليه وسلم{قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا}

وقال له

:{ فتوكل علىالله إنك على الحق المبين}

وقال له:

{وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً}

وقال له

:{وتوكل على الحي الذى لايموت وسبح بحمده}

وقال له:

{فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}





وقال عن أنبيائه ورسله :{وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا}

وعن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم

{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}

وفى الصحيحين فى حديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنه بغير حساب هم

( الذين لايسترقون ولايتطيرون ولايكتوون وعلى ربهم يتوكلون)متفق عليه

ويقول العلماء عن التوكل أنه أنطراح القلب بين يدى الرب كأنطراح الميت بين يدى المغسل يقلبه كيف يشاء وهو الاسترسال مع الله مع ما يريده الله
اللهم لك أسلمت ,وبك أمنت,وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت,أعوذ بعزتك لاإله إلا أنت الحى الذى لايموت والجن والإنس يموتون.(رواة مسلم والبخارى والبيهقى فى الآدب) .

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة