رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
04-25-2014, 04:23 PM | #1 | |||||||||||||
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم " ومن يستعفف يُعفّه الله ومن يستغن يُغنه الله ومــن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله ومـــا أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر" رواه البخاري هـذا الحديث اشتمل عــلى أربع جمل جامعــة نافعة : إحداها : قوله " ومن يستعفف يعفه الله " والثانية : قوله " ومن يستغن يغنه الله " وهاتان الجملتان متلازمتان ، فــــإن كمال العبـد فـي إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين ، فعلـيه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كـل سبب يوصله إلى ذلك حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق المخلوقين . وذلك بـــأن يجاهد نفسـه على أمرين : انصرافها عــن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في أيديهم . فـــلا يطلبـــه بمقاله ولا بلسان حاله . ولهـــذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر " مـــا جاءك من هـذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه . ومالا فلا تتبعه نفسَك " رواه مسلم ، فقطع الإشراف فـــي القلب والسؤال باللسان ، تعففاً وترفعاً عـن مِنن الخلق وعـــن تعلق القلب بهـــم ، سبب قوي لحصول العفة . وتمام ذلك : أن يجاهـد نفسه على الأمر . الثــاني : وهو الاستغناء بالله والثقة بكفايته ، فإنــه من يتوكل على الله فهو حسبه .وهذا هو المقصود . والأول وسيلة إلى هذا. فـإن مـن استعف عما في أيدي الناس وعمـــا ينالــه منهم : أوجب لـــه ذلك أن يقوى تعلقه بالله ورجاؤه وطمعه في فضل الله وإحسانه ، ويحسن ظنه وثقته بربه . والله تعالى عنـد حسن ظـن عبده بـه إن ظن خيـراً فلـه ، وإن ظـن غيـره فله . وكــل واحد مــن الأمريـن يمــد الآخـر فيقـويه . فكلمـــا قوي تعلقه بالله ضعف تعلقـه بالمخلوقين وبالعكس . ومــن دعــاء النبي صلّى الله عليه وسلم " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " رواه مســلـم فجمـع الخير كله في هذا الدعاء . فالهدى : هو العلم النافع . والتقى : العمل الصالح ، وتـــرك المحرمات كلها . هـذا صلاح الديــن . وتمام ذلك بصلاح القلب وطمأنينته بالعفاف عـن الخلق والغنى بالله . ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ،وإن قلت حواصله . فليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى القلب. وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيــم الدنيوي والقناعة بما آتاه الله . والثالثة قوله "ومن يتصبر يصبـــره الله " . ثــم ذكـر في الجملة الرابعة : أن الصبر إذا أعطاه الله العبـــد فهــو أفضل العطاء وأوسعـه وأعظمه ، إعانة عــلى الأمــور . قـــال تعـــالـــى ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) البقــرة , أي: على أموركم كلها . والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها . فلهــذا قـال " ومن يتصبر " أي : يجاهد نفسه عـلى الصبر " يصبره الله " ويعينه وإنمـــــا كــان الصبر أعظــــم العطايا ، لأنـه يتعلق بجميـع أمـور العبــــد وكمالاته وكـــل حالة مـن أحواله تحتاج إلى صبر . فـإنـه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بهـــا ويؤديها . وإلـى صبر عــن معصية الله حتـى يتركها لله وإلــى صبر على أقدار الله المؤلمة ، فـلا يتسخطها . بــل إلى صبـر على نعم الله ومحبوبات النفس ، فـــلا يدع النـفـــس تمرح وتفرح الفـــرح المذموم، بل يشتغل بشكر الله فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر . وبالصبر ينال الفلاح . ولهذا ذكر الله أهل الجنة فـقال ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) وكـذلك قـولـه ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) فهم نالوا الجنة بنعيمها وأدركوا المنازل العالية بالصبر . ولكـــن العـبــد يسأل الله العافية مـــن الابتلاء الـــذي لا يدري ما عاقبته ،ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر. فالعافية هـي المطلوبة بالأصالة فــي أمــــور الابتلاء و الامتحان . و الصبر يؤمر به عنــد وجـــود أسبابه ومتعلقاته والله هو المعين وقــد وعــد الله الصابرين فــي كتابه وعلى لسان رسوله أمـــور عالية جليلة . وعدهــم بالإعانة فـي كل أمورهم وأنه معهم بالعناية والتوفيق و التسديد و أنـه يحبهــم ويثبـت قــلـوبـهم وأقدامهم ويلقي عليهم السكينة والطمأنينة ، ويسهل لهم الطاعات ، ويحفظهم من المخالفات ، ويتـفـضل عليهم بالصلوات والرحمة والهداية عند المصيبات . والله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا والآخرة . وعدهم النـــصــر ، و أن ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ووعدهم بالسعادة والفلاح والنجـاح ، وأن يوفيهـم أجرهم بغيـر حساب ،وأن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم و أحسن ، يعوضهم عـــن وقـــوع المكروهات عوضا عــاجلا يقابل أضعاف أضعاف مـا وقــع عليهم مــن كريهة ومصيبة وهــو فـــي ابتدائه صعـب شديد . وفي انتهائه سهل حميد العواقـب . كتــــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار (ص 78) للشيخ عبد الرحمن السعدي (بتصرف) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: رسول الله صلى الله عليه وسلم |
|||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مونمون على المشاركة المفيدة: |
|
|