ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
03-22-2021, 07:20 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
نزار قباني بغداد وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُ عتابي مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي عيناكِ، يا بغـدادُ ، منـذُ طفولَتي وورودُ مائدَتي وكـأسُ شـرابي لا تُنكري وجـهي ، فأنتَ حَبيبَتي أخـفي جِراحاتي وراءَ ثيـابي بغدادُ.. جئتُـكِ كالسّـفينةِ مُتعَـباً وتلاقـتِ الشّـفَتانُ بعدَ غـيابِ ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ أنا ذلكَ البَحّـارُ يُنفـِقُ عمـرَهُ وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ بغدادُ .. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ وأشـمُّ في هذا التّـرابِ ترابي حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني بيضاءُ ، فيها كبرياءُ سَـحابي لم أغتـربْ أبداً ... فكلُّ سَحابةٍ ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي إن النّجـومَ السّـاكناتِ هضابَكمْ لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي بغدادُ.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شَبابي يغتالُني شِـعري، فكلُّ قصـيدةٍ وينامُ في لَحمي وفي أعصـابي الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ بغدادُ.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَ ذهـابي قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي بغداد في 8 آذار 1962 ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|