موضوعات عامة ويحتوي على مواضيع عامة متنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
10-26-2019, 05:51 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
تحتضن الهند عشرات آلاف المعابد والمعالم الدينية، ولكل معبد حكاية موغلة في القدم مستمدة من الأساطير الهندية التي تختلف باختلاف الديانات والتوجهات، إذ تتفرغ الأسر للتعبّد وتخصص أغلب وقتها لزيارة الآلهة خلال فترة العطلة الدينية، التي تتحول معها المعابد والأضرحة والقصور إلى وجهة للجميع بدون استثناء، لتنتعش معها السياحة الداخلية والخارجية في هذه الظرفية التي يكثر فيها الإقبال على المنتجات المحلية. تبعا لذلك، حللنا بمجموعة من المعابد والمعالم الهندية للتعرّف على الجوانب الروحية التي تميز كل ديانة عن الأخرى، فكانت الوجهة الأولى هي مجمع "أكشاردام" بالعاصمة نيودلهي، المخصص لأتباع الديانة الهندوسية، الذي بُني بطريقة تقليدية فريدة استغرقت قرابة خمس سنوات، لنتوجه بعدها صوب "تاج محل"، الذي يحكي قصة حب خالدة في التاريخ تعود إلى القرن السابع عشر. "أكشاردام"..المَسْكن الإلهي الساعة تشير إلى الخامسة مساءً. المكان مجمع أكشاردام "akshardham"، وهي كلمة هندية تعني "المسكن الإلهي المقدّس". يبعد هذا المجمع الديني عن العاصمة نيودلهي قرابة ساعة واحدة، ويتعلق الأمر بمعبد هندوسي لا يتعدى عمره 15 سنة، إذ افتتح في السادس من نونبر سنة 2005 بعد أزيد من خمس سنوات من الأشغال، وساهم في تشييده نحو 8000 متطوع من مختلف أنحاء العالم، خصّصوا قرابة 300 مليون ساعة من وقتهم للتفرغ لأشغال البناء، حسب التصريح الذي أدلى به المسؤول عن المعبد. ولعل ما يُميز مجمع سوامينارايان أكشاردام، الذي يتعبّد فيه أتباع الطائفة الهندوسية المسمّاة "السوامينارايان"، وفق المعلومات التي حصلت عليها هسبريس من لدن مشرفه الرئيسي، أن جميع المآثر العمرانية والجمالية التي تميزه صنعت بطريقة يدوية، والأكثر من ذلك أن المعبد شُيّد بطريقة تقليدية؛ أي بدون استعمال الآلات الحديثة والتجهيزات الصناعية، من أجل الحفاظ على القيم الروحية الهندوسية الموغلة في القدم. الولوج إلى المجمع الديني مجاني، لكن تُحيط به إجراءات أمنية مشددة بسبب تعرّضه لهجوم سابق، إذ يُمنع إدخال الهواتف النقالة والحقائب، فضلا عن خضوع الزائر لتفتيش دقيق من لدن الحرّاس. بعدها، ينزع الزائر أحذيته من أجل دخول القاعة الرئيسية التي توجد فيها الآلهة الخاصة بالديانة الهندوسية؛ وذلك احتراماً لقدسية المكان من جهة، وكذلك للحفاظ على نظافته من جهة ثانية. عالم الآلهة الهندوسية كل تحفة معمارية في المجمع لها قيمتها الرمزية والروحية، على أساس أن "أكشاردام" يفترض كون أي روح قد تكون إلهية، وتنطبق هذه المعادلة على جميع الكائنات الحية على وجه الأرض، كما أن أي صلاة فهي دعوة لتحسين الذات والاقتراب من الله، الأمر الذي يُفسّر قوة الصلاة لدى أتباع الديانة الهندوسية، وأيضا مبادئها التي تنبذ العنف وخطاب الكراهية. ويتشكل المجمع من مجموعة من الأروقة المتنوعة، في مقدمتها المعبد الديني الذي يصل ارتفاعه إلى 141.3 أقدام (43 متراً)، ويمتد بعرض 316 قدماً (96 متراً)، في حين يبلغ طوله 356 قدماً (109 أمتار)؛ كما يتكون من 20 ألف تمثال يخص الشخصيات الهندوسية الروحية في الهند، وهو معبد يسعى إلى توفير مكان هادئ لله على الأرض. ويمرّ الزائر عبر غرفة مخصصة لتوجيه الدعوات والأماني للإله، حيث تضع سواراً مصبوغ باللونين الأصفر والأسود على يدك اليمنى، بالموازاة مع نزع حذائك عند الدخول، قبل أن تتوجه صوب تمثال هندوسي، لتسْكب عليه رفقة ثلاثة أشخاص آخرين بضعة كؤوس من المياه، مع توجيه الأماني لله طوال هذه العملية. ولا يُمكن للزائر أن يُغادر المجمع الديني دون حضور عرض المياه التفاعلي الذي يتزامن مع غروب الشمس، الذي تستعمل فيه أحدث المؤثرات الصوتية والتكنولوجيات الحديثة. ويدوم عرض المياه "Sahaj Anand"، الذي تأسس سنة 2014، قرابة 24 دقيقة، إذ استقطب قرابة 1.2 مليون زائر خلال الفترة المتراوحة بين 2014 و2015. وتتميز فرادة هذا العرض الأسطوري في حكي قصة تاريخية عن صراع الآلهة مع بعض الأطفال الذين تعرضوا لغضبة إلهية، لينتقل بذلك الرائي إلى عالم الآلهة، فيُشاهد براءة الأطفال التي تتحدى قوة الآلهة. "تاج محل"..قصة حب خالدة بعيدا عن نيودلهي، أقلّتنا الحافلة صوب مدينة أكْرا الهندية، التي تبعد قرابة أربع ساعات عن العاصمة، وتشتهر بمعلمة تاريخية شهيرة تحمل اسم "تاج محل"، تحكي قصة الإمبراطور المغولي شاه جيهان، الذي شيّد هذا القصر الضخم ليكون قبراً لزوجته تعبيراً عن حبه الشديد لها. ويعود تاريخ بناء ضريح "تاج محل" إلى عام 1632، ويعكس العمارة المنغولية التي تزاوج بين الحضارة الإسلامية والهندية والفارسية، بحكم أن الزوجة المتوفاة التي كانت تحمل تسمية "ممتاز محل" (تعني جوهرة القصر)، كانت تتحدر من أسرة فارسية. واستمرت أشغال تشييد هذه المعلمة طوال عشرين سنة بمشاركة أزيد من عشرين ألف عامل، وفق ما كشفه لنا أحد المرشدين السياحيين بالمنطقة. وعن دوافع تشييد "تاج محل" الكائن في مدينة "أكْرا" التي حكمها السلاطين المغول المسلمون في فترة زمنية معينة، يوضح المرشد السياحي عينه أن المعلمة تعكس قصة حب خالدة في تاريخ، إذ كانت "ممتاز محل" أقرب الزوجات إلى قلب الإمبراطور، لكنها توفيت حينما كانت بصدد إنجاب ابنها الرابع. وتسببت وفاة الأميرة في حالة حزن شديدة للإمبراطور، الذي دخل في عزلة دامت قرابة سنة، ليُقرر بعدها تشييد هذا القصر الضخم، ودفنه حين وفاته بجانب زوجته. جوهرة الحضارة المغولية بُني الضريح الفخم من الرّخام الأبيض الذي تشتهر به مدينة "أكْرا"، وتحيط به حديقة كبيرة، فضلا عن توفره على مسجد تؤدى فيه صلاة الجمعة فقط، بينما توجد في الداخل غرفة تتشكل من فسيفساء تضم مجموعة نادرة من الأحجار الكريمة، تحتوي على تابوتين مزيّنين بالنقوش والأحجار النادرة تعود للإمبراطور وزوجته، بحيث يستقطب عشرات آلاف السيّاح الأجانب من مختلف جنسيات العالم، الذين يأتون إلى المدينة من أجل سماع القصة الملهمة للإمبراطور وزوجته على لسان الساكنة المحلية. السيارات أو الشاحنات أو الدراجات لا تمرّ بتاتا بجانب قصر "تاج محل"، إذ منعت السلطات أي حركة مرورية بالقرب منه. تبعا لذلك، للوصول إلى المعلمة التاريخية ينبغي المشي على الأقدام لمسافة قد تصل إلى أربع ساعات، أو الاستعانة بسيارة كهربائية تحمل ترخيص الحكومة من أجل نقل الزوار الأجانب. وبمجرد الاقتراب من القصر، يتعرض الزائر لتفتيش أمني دقيق، لكن بخلاف مجمع الهندوس، لا تمنع الهواتف والأجهزة الإلكترونية بالنسبة للزائر. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة |
||||||||||||||
|
|
|