ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
01-07-2017, 03:30 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
حين كنا أطفالاً وقرأنا للمرة الأولى سورة الكهف عصر قلوبنا قول الرجل الصالح لموسى عليه السلام "هذا فراق بيني وبينك" وقلنا لو أنه صبر ..؟ كنا نرغب في المزيد لكن لما كبرنا عرفنا أن هناك دائما حدا تقف عنده الأشياء وكان علينا أن نرضى بأن يكون الفراق إحدى ركائز الحياة التي لا تستقيم الأمور بدونها والتي - للمفارقة - تنهار الأمور أيضاً بها ..! تعلمنا أن الفراق ضروري من أجل أن تكتمل دورة الحياة .. أناس تولد وأناس تموت ..البعض يسافر والبعض يعود .. حب يولد وآخر يموت .. تعلمنا أن نصبر على لوعة الوليد حين يفطم وقلنا سينسى .. تعلمنا أن نفارق من نحب حين يغيبهم الثرى أو بعد المسافات .. فمتى أذن نتعلم أن نصبر على ألم الفراق حين نختاره بأرادتنا وحين يكون حلاً قهرياً تفرضه الحياة ؟ في الحديث القدسي يقول الله عز وجل : "ياابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، وأعمل ما شئت فإنك مجزى به ". هناك مواقف أيقظتني وصنعتني من جديد وهناك علاقات توقعت منها الكثير ووجدت منها القليل ،، وهناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتني الانتباه !! النخلة يتأخر حصادها لشهر الصيف حتى يتكون الرّطب ، و يتأخر أكثر ليتحول إلى تمر به من لذّة السكر حلاوة جمى . يتأخر المنزل الجميل في بنيانه ، ثم يكتمل ليُصبح بيت الأحلام بعد طول عناء ... يطول الطريق ثم ما نلبث أن نصل للنهاية حتى ننسى ألم البداية .. هكذا هي الأشياء الأكثر جمالاً ، لا تأتِ بطرقة باب واحدة و إنما بكثرة الطرق.. وهكذا هو الله يمنع عنّا الجميل ليُعطينا الأجمل .. عطاياه كثيرة و لكنه يُعجل لنا أمور ويؤجل أُخرى لحكمة لو عرفناها لبكينا ليلاً نهاراً على تأجيلها.. ❤يا الله حقق لنَّا دعوات عانقت أبواب السّماء ، بلُطفك و رحمتك الواسعة ، قُل لها كونَّي لتكون ..! ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|