موضوعات عامة ويحتوي على مواضيع عامة متنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
08-05-2013, 12:45 AM | #1 | |||||||||||||
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
|
فضل العقل وذم الهوى يذكر أبو الحسن علي الماوردي في مؤلفه((أدب الدين والدنيا)): ((اعلم ان لكل فضيلة أسى ولكل ادب ينبوعاً وأس الفضائل وينبوع الآداب هو العقل الذي جعله الله تعالى للدين اصلاً وللدنيا عماداً فأوجب الدين بكماله وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه والف به بين خلفه مع اختلاف هممهم ومآربهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم وجعل ما تعبدهم به قسمين قسماً وجب بالعقل فوكده الشرع وقسما جاز في العقل فأوجبه الشرع فكان العقل لهما عمادا)). وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَا اكْتَسَبَ الْمَرْءُ مِثْلَ عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إلَى هُدًى، أَوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدًى. وقال صلى الله عليه وسلم : لِكُلِّ شَيْءٍ عُمِلَ دِعَامَةٌ وَدِعَامَةُ عَمَلِ الْمَرْءِ عَقْلُهُ فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَتُهُ لِرَبِّهِ أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفُجَّارِ ولَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: أَصْلُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ. وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ أَحَدًا عَقْلاً إلا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْمًا مَا. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْعَقْلُ أَفْضَلُ مَرْجُوٍّ، وَالْجَهْلُ أَنْكَى عَدُوٍّ. وَقَالَ بَعْضُ الأدَبَاءِ: صَدِيقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَعَدُوُّهُ جَهْلُهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: خَيْرُ الْمَوَاهِبِ الْعَقْلُ، وَشَرُّ الْمَصَائِبِ الْجَهْلُ وقال بعض الشعراء وهو إبراهيـم بـن حـسـان: يزين الفتى في النــاس صحة عقله وإن كان محظوراً عليـه مكاسـبـه يشين الفتى في النـــاس قلة عقله وإن كان أعـراقــه ومناسـبـه يعيش الفتى في الناس بالعقــل إنه على العقل يجـري علمه وتجاربــه هذا وقد اختلف الناس في وصف العقل فمنهم من قال: انه جَوْهَرٌ لَطِيفٌ يُفْصَلُ بِهِ بَيْنَ حَقَائِقِ الْمَعْلُومَاتِ. وَمَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ اخْتَلَفُوا فِي مَحَلِّهِ. فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَحَلُّهُ الدِّمَاغُ؛ لِأَنَّ الدِّمَاغَ مَحَلُّ الْحِسِّ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ مَحَلُّهُ الْقَلْبُ؛ لِأَنَّ الْقَلْبَ مَعْدِنُ الْحَيَاةِ وَمَادَّةُ الْحَوَاسِّ. وَقَالَ آخَرُونَ: الْعَقْلُ هُوَ الْمُدْرِكُ للأشياء عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنْ حَقَائِقِ الْمَعْنَى. وَهَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ أَقْرَبَ مِمَّا قَبْلَهُ فَبَعِيدٌ مِنْ الصَّوَابِ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّ الإدْرَاكَ مِنْ صِفَاتِ الْحَيِّ، وَالْعَقْلُ عَرَضٌ يَسْتَحِيلُ ذَلِكَ مِنْهُ كَمَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ مُتَلَذِّذًا أَوْ آلِمًا أَوْ مُشْتَهِيًا. وقال آخرون: العقل هُوَ جُمْلَةُ عُلُومٍ ضَرُورِيَّةٍ.وقال آخرون: الْعِلْمُ بِالْمُدْرَكَاتِ الضَّرُورِيَّةِ. رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: الْعَقْلُ نُورٌ فِي الْقَلْبِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. وَكُلُّ مَنْ نَفَى أَنْ يَكُونَ الْعَقْلُ جَوْهَرًا أَثْبَتَ مَحَلَّهُ فِي الْقَلْبِ لأن القلب محل العلوم كلها قال الله تعالى أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها، فدلت هذا الآية على أمرين احدهما ان العقل علم والثاني ان محله القلب. وقيل في منثور الحكم من طال عمره نقصت قوة عقله، وقيل فيه لا تدع الايام جاهلاً الا ادبته. وقال بعض الحكماء : كفى بالتجارب تأدبياً وبتقلب الأيام عظة. وقال بعض البلغاء : التجربة مرآة العقل والغِرَّة ثمرة الجهل. وقال بعض الأدباء : كفى مخبراً عما بقي ما مضى، وكفى عبراً لأولي الألباب ما جربوا. وقال بعض الشعراء: ألم ترَ أن العقل زين لأهله ولكن تمام العقل طول التجارب وقال آخر: إذا طال عمر المرء في آفة - أفادت له الأيام في كرها عقلا وحكى الأصمعي رحمه الله : قال قلت لغلامٍ حدثٍ من أولاد العرب كان يحادثني فأمتعني بفصاحة وملاحة: أَيَسُرُّك أن يكون لك مائة ألف درهم وأنك أحمقٌ؟! قال: لا والله. فقلت: ولِمَ؟! قال: أخاف أن يجني عليَّ حمقي جنايةً تذهب بمالي، ويبقي عليَّ حمقي. فانظر الى هذا الصبي كيف استخرج بفرط ذكائه واستنبط بجودة قريحته ما لعله يدق على من هو اكبر منه سناً واكثر تجربة. وأحسن من هذا الذكاء والفطنة ما حكى ابن قتيبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بصبيان يلعبون وفيهم عبد الله بن الزبير فهربوا منه إلا عبد الله. فقال له عمر رضي الله عنه: ما لك لم تهرب مع أصحابك؟! فقال: يا أمير المؤمنين لم أكن على ريبة فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك. فانظر ما تضمنه هذا الجواب من الفطنة وقوة المنة وحسن البديهة. وكيف نفى عنه اللوم، وأثبت له الحجة فليس للذكاء غاية، ولا لجودة القريحة نهاية. وقالت الحكماء: آية العقل سرعة الفهم وغايته إصابة الوهم، وليس لمن منح جودة القريحة وسرعة الخاطر عجز عن جواب وان اعضل كما قيل لعلي رضي الله عنه: كيف يحسب الله العباد على كثرة عددهم؟! قال: كما يرزقهم على كثرة عددهم. وقيل لعبدالله بن عباس: أين تذهب الارواح اذا فارقت الاجساد؟! قال: أين تذهب نار المصابيح عند فناء الادهان!! وهذان الجوابان جوابا اسكات تضمنا دليلي اذعان وحجتي قهر. وقالت الحكماء للاسكندر المقدوني: ايها الملك عليك بالاعتدال في كل الامور، فان الزيادة عيب والنقصان عجز. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الامور أوساطها. وقالوا ان زيادة العقل تفضي بصاحبها الى الدهاء والمكر وذلك مذموم!! ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة |
|||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مونمون على المشاركة المفيدة: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العقل, الهند, فضل, وذم |
|
|