أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 03:20 AM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 64789
 مشاركات: 6438
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (04:39 AM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي سيظل في قلبي إلى الأبد 




في عام 1999، وطئت قدما شاب صيني يُدعى “سونغ يانغ” أرض لندن، وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره. كان يحمل في قلبه أحلامًا كبيرة، لكنه في أعماقه كان غريبًا تائهًا، لا يعرف أحدًا، ولا يتقن اللغة. وبين برد الغربة وضجيج المدينة، كان يبحث عن مأوى يقيه البرد، لكنه وجد ما هو أثمن من ذلك بكثير.

في أحد الأيام، وبينما كان يجر حقيبته بتعب شديد، لمح رجلاً مسنًا يتعثر بأكياس ثقيلة قرب محطة المترو. اندفع سونغ لمساعدته دون تردد، مدفوعًا بطيبة قلبه. لم يكن يعلم أن تلك اللحظة العابرة ستُغير مجرى حياته إلى الأبد.

كان الرجل يُدعى “يوهان هودل”، مهاجرًا سويسريًا عاش وحيدًا في لندن منذ سنوات طويلة. لم يتزوج قط، ولا يزوره أحد، وكانت حياته يكسوها الصمت والوحدة. لكن لقاءه بذلك الشاب البسيط المبتسم أعاد إليه شيئًا من الدفء الذي افتقده. تأثر يوهان بلطف سونغ، فعرض عليه الإقامة معه مقابل مساعدته ببعض الأمور المنزلية. وسرعان ما أصبحت العلاقة بينهما أقرب إلى علاقة أب بابنه: علّمه اللغة، وساعده في البحث عن عمل، وكان له معلمًا وصديقًا ومرشدًا في حياة غريبة عنه.

ومع مرور السنوات، توطدت العلاقة بينهما حتى أصبحت رابطة إنسانية عميقة. وعندما تعرّض سونغ لحادث سير خطير كاد أن يُنهي حياته، لم يغادر يوهان سريره في المستشفى، وظل إلى جواره يرعاه ويطمئنه، كأنه أب حقيقي. وفي تلك اللحظات المؤثرة، قال له سونغ: “أنت تعتني بي الآن، وسأعتني بك يومًا ما، أعدك.”

وبالفعل، حين تدهورت صحة يوهان بعد سنوات، أوفى سونغ بوعده. ترك عمله، واصطحبه إلى الصين ليعيش معه. كان يعتني به كما يعتني الابن بأبيه، يعود من عمله ليجلس بجانبه، يقرأ له، ويحادثه، ويملأ قلبه بالدفء والطمأنينة. لم يعد يوهان مجرد صديق، بل صار فردًا من العائلة.

وفي عام 2013، توفي يوهان عن عمر ناهز الثمانين عامًا. لكنه لم يرحل وحيدًا كما عاش، بل رحل محاطًا بالحب والرعاية. اجتمع الناس لتوديعه، ووقف سونغ أمامهم دامع العينين، ليقول:

“هانس كان كنيزك مرّ في حياتي، لمع بقوة ثم اختفى… لكنه سيظل في قلبي إلى الأبد.”

إنها قصة نادرة عن الوفاء، وعن قلب اختار أن يكون عائلة لشخص لم يكن له أحد، وعن الغربة التي تتحول إلى وطن حين تسكنها المحبة

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 06:06 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025