تخطى وجبة الإفطار يسبب مخاطر صحية لا تتوقعها

تخطى وجبة الإفطار يسبب مخاطر صحية لا تتوقعها

يبدو أن تخطي وجبة الإفطار حلاً سريعًا وبسيطًا للكثيرين، فقد يبدأون يومهم بتصفح المحمول، أو إنجاز الأعمال المنزلية، وكل ذلك وهم على معدة فارغة، وبحلول وقت تناولهم الطعام، غالبًا ما يكون الجوع قد بلغ ذروته، مما يؤدي إلى اختيارات غذائية متسرعة، عادةً ما تكون غنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية، وبينما يعتقد البعض أن تخطي وجبة الإفطار يقلل من السعرات الحرارية، يحذر خبراء التغذية الآن من أن هذه العادة قد تضر بالصحة سرًا وتُخل بإيقاع الجسم الطبيعي، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

الفطور ليس مجرد وجبة، بل هو وسيلة لتنظيم يومك، وإهماله يُسبب نقصًا غذائيًا مبكرًا يسعى الجسم لتعويضه لاحقًا، مما يؤدي غالبًا إلى الإفراط في تناول الطعام، وهذا النمط من تخطي الفطور، ثم تناول وجبات أكبر لاحقًا، قد يزيد من خطر زيادة الوزن واختلال التوازن الأيضي.


كيف يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي وزيادة الوزن؟

تؤكد أخصائية التغذية الشهيرة بوجا ماخيجا أن تخطي وجبة الإفطار لا يعني تفويت وجبة كاملة فحسب، بل يعني تفويت البنية الأساسية، حيث تُعد وجبة الإفطار بمثابة مُحمل غذائي مُسبق خلال اليوم، إذ تُزود الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية ليعمل بكفاءة، وبدونها، يُعاني الجسم من نقص غذائي على المدى الطويل، فغالبًا ما يُؤدي إلى جوع مُفرط في وقت لاحق من اليوم، وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتجاهلون وجبة الإفطار بانتظام هم أكثر عرضة للإصابة بدهون البطن، وزيادة الوزن، أو حتى السمنة، ومع مرور الوقت، يُسبب تخطي وجبة الإفطار دوامة من الجوع المفرط في الغداء والمساء، مما يُشجع على اختيار طعام غير صحي وزيادة حجم الحصص، ويُهيئ نقص التغذية الصباحية المجال لاختلال التوازن الأيضي الذي قد يؤثر على الصحة على المدى الطويل.

ويؤثر تخطي وجبة الإفطار على الهرمونات الرئيسية التي تنظم الجوع والتمثيل الغذائي، حيث يرتفع مستوى هرمون الجريلين، المعروف بهرمون الجوع، أثناء الصيام لفترات طويلة، مما يزيد الشهية والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، كما قد تنخفض حساسية الأنسولين، مما يُضعف قدرة الجسم على التحكم في سكر الدم بكفاءة، ويمكن أن يؤدي هذا الخلل الهرموني إلى عدم انتظام مستويات الطاقة، وزيادة تناول الوجبات الخفيفة، وزيادة إجمالي السعرات الحرارية، مما يساهم في زيادة الوزن ومشكلات أيضية أخرى، كما ارتبط تخطي وجبة الإفطار بانتظام بارتفاع مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (ldl)، المعروف غالبًا بالكوليسترول السيئ، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تخطي وجبة الإفطار وتأثيره على متلازمة التمثيل الغذائي وخطر الإصابة بالسكر

إلى جانب التحكم في الوزن، يرتبط تخطي وجبة الإفطار بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وتشمل هذه الحالة مجموعة من العوامل، بما في ذلك دهون البطن، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم، ومستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية غير الطبيعية، حيث تزيد متلازمة التمثيل الغذائي بشكل كبير من احتمالية الإصابة بداء السكر من النوع الثاني وأمراض القلب، خاصةً عند استمرار أنماط الأكل غير الصحية لسنوات عديدة دون علاج.

كما أن الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار بانتظام لديهم احتمالية أعلى للإصابة بداء السكر من النوع الثاني مقارنةً بمن يحافظون على وجبة صباحية منتظمة، ويساهم عدم تناول وجبة الإفطار في مضاعفات صحية طويلة الأمد تتجاوز بكثير زيادة الوزن والتحكم في الشهية، مما يُعطل تدريجيًا إيقاع التمثيل الغذائي الطبيعي في الجسم.

أهمية توقيت الوجبات وبنيتها

وجبة الإفطار ليست مجرد طعام، فهى تُنظّم أنماط الأكل اليومية، وعندما يحصل الجسم على العناصر الغذائية في وقت مبكر من اليوم، يكون أكثر قدرة على تنظيم الجوع، والحفاظ على مستويات الطاقة، ودعم عمليات الأيض، ويُخل تفويت وجبة الإفطار بإيقاع الجسم الطبيعي، مما يؤدي غالبًا إلى الإفراط في تناول الطعام لاحقًا واختيارات غذائية غير صحية، حيث أن تناول وجبة فطور متوازنة يُحسن أيضًا الوظائف الإدراكية والتركيز والمزاج صباحًا، وقد يعاني الأشخاص الذين يتجاهلون وجبة الفطور باستمرار من التعب والانفعال وانخفاض الإنتاجية بسبب عدم استقرار مستويات السكر في الدم ونقص الطاقة.


اختيار وجبة إفطار مغذية للحصول على طاقة مستدامة وصحة أفضل

ليست كل وجبات الإفطار متساوية، حيث يجب أن تتضمن وجبة الإفطار المتوازنة مزيجًا من البروتين والألياف والكربوهيدرات الصحية، وخيارات مثل الحبوب الكاملة، أو البيض مع الخضار، أو الفاكهة مع الزبادي، أو العصائر الغنية بالبروتين، حيث توفر هذه الأطعمة طاقة مستدامة وتمنع نوبات الجوع المفاجئة في وقت لاحق من اليوم، وبالنسبة لمن لديهم صباحات مزدحمة، تضمن الخيارات السريعة والمغذية بدء يومهم بنشاط وحيوية، والهدف هو تلبية احتياجات الجسم الغذائية مبكرًا، ودعم مستويات طاقة ثابتة، وتحسين عملية الأيض، واتباع عادات غذائية صحية طوال اليوم، وغالبًا ما تشجع أنماط الحياة العصرية على تخطي وجبة الإفطار، ومع ذلك، فإن تكلفة تخطي وجبة الإفطار تتجاوز السعرات الحرارية، لأن فترة الصيام الطويلة حتى الوجبة التالية قد تُسبب إجهادًا أيضيًا، وتزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية، وتُضعف جودة النظام الغذائي بشكل عام.

في المقابل، يميل مَن يتناولون فطورًا صحيًا إلى التحكم بشكل أفضل في شهيتهم، وتحسّن مستويات الطاقة لديهم، وتناول كميات يومية منتظمة من العناصر الغذائية، وحتى وجبات الصباح البسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل خطر زيادة الوزن، وتحسين ضبط مستويات السكر في الدم، والحفاظ على صحة القلب.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: الأعشاب والغذاء