عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2015, 03:40 AM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52416
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (06:50 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي ايـــام تـمـضـي،،،،،فـهــل مــن مـعـتـبـر؟؟ 




بسم الله مولى الرحمات وصاحب النفحات وإله الأرض والسماوات والحمد
لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد
المخلوقات ورسول الخير والبركات وعلى آله وصحابته أجمعين .



ففي تعاقب الليل والنهار , ومرور الشهور والأعوام عبرة لمن اعتبر ,
ومواعظ لمن اذكر , إذ تتغير الأوضاع , وتتقلب الأحوال , ويرفع الله أقواما ,
ويضع آخرين .
في العام المنتهي عزّ أفراد من بعد ذلة , وذل غيرهم من بعد عزة , واغتنى
أناس , وافتقر آخرون . وشفي مرضى , ومرض أصحاء , وقامت حروب ,
وشردت شعوب , وهكذا الأيام والليالي في تقلباتها وأحوالها .


نعــــــمة وعبــــرة
في تعاقب الليل والنهار , ودوران الزمن , نعمة وعبــــــــــــــرة ::

أما النعمة فقد جاء ذكرها في قوله تعالى (( الله الذي جعل
لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن
أكثر الناس لا يشكرون )) .

وأما العبرة والعظة فنهاية عام ودخول عام , وكل ذلك أيام تنقضي من
عمرك ياابن آدم . وأنت تقترب من الآخرة يوماً بعد يوم , والموت يطلبك
ويقترب منك ساعة بعد ساعة . قال الحسن البصري : يا ابن آدم إنما أنت
أيام , كلما انـقضى يوم ذهب بعضك .


أيها المسلم : وأنت تدخل عاما جديدا :

هل راجعت حساباتك في عبادة ربك , وطاعة مولاك ؟ كيف كنت في العام
الماضي مع المعاصي والذنوب ؟ كيف كان تعاملك مع الهوى والشيطان ؟ .
هل كان جهادا ومجاهدة , واستعاذة ومخالفة , أم استسلام للهوى وموافقة
وطاعة للشيطان ومتابعة ؟؟
ألم تعلم أن العام طوي بما فيه من خير وشر ؟ رفعت أقلامه ! وجفت صحفه
وسجلت أعماله !!

في ختام العام , أفلا يكون منك فرح وسرور بما عملت من خير فيه يحفزك
إلى زيادة ومثابرة , واكتساب للخيرات , ومسابقة في الصالحات .
يصاحبه شعور ندم وتأسف على تفريط في اكتساب المزيد من الحسنات
والوقوع في بعض المحرمات أو المكروهات فيقودك هذا الشعور إلى صدق
التوجه إلى الله تعالى بالتوبة النصوح , وسلوك الصراط المستقيم ,
والإنضمام إلى حزب المتقين .

بمثل هذا الشعور والإحساس يختم المؤمنون المفلحون ذوو الغايات النبيلة
والنفوس السامية والهمم العالية عاما قد مضى , ويستقبلون عاما قد حل .

اما العابثون اللاهون فيأكلون وينامون ويعبثون , ولا يأخذون من مرور الأيام
عبرا , ولا يستفيدون من أحداث العام دروسا . فليس لهم أهداف عالية ,
ولا غايات نبيلة . وقد انحصرت أهدافهم في إشباع شهواتهم , وإرواء
نزواتهم .


من ياترى يعتبر ؟!

كم من أشخاص عاشوا العام الراحل بالآمال والتطلعات للمستقبل وتأمينه !
كدحوا في طلب الرزق كثيرا , وضربوا في الأرض لاكتساب الرزق طويلا .
تطلعوا للمناصب العالية وسعوا في تحصيل الأموال الكثيرة . جدوا في بناء
البيوت الكبيرة وتوفير المراكب المريحة . نافسوا الدنيا وتفوقوا فيها ,
جاوزوا الصعاب وأمّنوا لأهلهم عيشا رغيدا , لكـــــــــــنــــهم كانوا عن الأخرة
من الغافلين , وعن تحصيل رضوان الله معرضين , وإلى الموبقات سبّـــاقين .
بينا هم كذلك مسرورين , نادتهم القبور , وتخطفتهم المنون , فرحلوا عن
الدنيا وهم فيها يأملون .

رحــل العام ورحلوا , ولم يبق لهم إلا ماعملوا . قد نسيت أخبارهم ,
واندرست آثارهم , وذهب توقيرهم وأخبارهم ! أوليس فيهم أبلغ موعظة
وعبرة ؟! فهل نتأمل ونتدبر ؟ وبمن مضى نتعظ ونعتبر , فإنا نسير إلى
ما ساروا إليه , ولسوف نرد على ماوردوا عليه ...



م/ن

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس