فهذه عادة خطيرة جدا لأن الإنسان عندما يقع فريسة للغضب ربما يملي له عقله القيام بأعمال وحشية قد تكون نتيجتها تدمير الحياة الزوجية بفعل يندم عليه العمر كله.أنت بحاجة إلى الهدوء واكتساب القدرة على رؤية الأشياء بطريقة صحيحة وواضحة، كذلك يجب أن تأخذ فترة راحة، حتى تكتشف إذا كانت هذه الحالة هي حالة من الغضب أم جرح أو كلاهما، وبعدها يمكنك تحديد المصدر الأساسي لها.
ربما كانت هذه الثورة بسبب عدم تقدير كلا منكما للآخر، أو ناتج عن تعرضكما لضغوط بالعمل كانت بحاجة أن تفرغ في أحد. ففترة الراحة أو الهدنة ستوضح الرؤية أمام أعينكما وتعمل على فض هذا الغضب، أو مناقشة جوانب الاختلاف بينكما بشكل إيجابي.
ستمر عليك أوقات كثيرة وطويلة بدون القيام بالعلاقة الحميمة:
رغم أهمية العلاقة الحميمة في سير الزواج، يمر الأزواج كثيرا بأوقات يعاني فيها كلا منهما بتغيرات في الحالة المزاجية والبدنية تعوق القيام بتلك العلاقة الضرورية.
وهذا شيء طبيعي لكن تكمن المشكلة في عدم تفهم أحد الأطراف لما يمر به الطرف الآخر من مشكلات أدت إلى هذا.فقد يكون الزوج مجهدا ويكون النوم بالنسبة له أكثر أهمية وضرورة عن الجنس، لكن الزوجة قد لا تصدق هذا.
وأحيانا تكون الزوجة في حالة مزاجية سيئة نتيجة لمشكلة ما واجهتها فلا تبغي القيام بالعلاقة لأن العلاقة الحميمة بالنسبة لها ليست مجرد جانب حيواني إنما هي شيء هام لابد أن يكون الشخص مهيأ له، ولا يقدر الزوج ذلك.
الحل هو أن عدم الحصول على العلاقة الحميمة لا يعني التوقف عما يعادلها من تصرفات، فليست هناك مشكلة في أن يعطي كل منكما لمسات من الحنان كأن يضم أحدكما الآخر ليشعر الطرف الذي يعاني بشيء من الحنان، أو أن يقبل كل منكما الآخر كمكافأة على أي شيء أو كوسيلة للتوديع وأنت ذاهب للعمل وأنت عائد منه،فهذه اللمسات مثل الشجرة التي تمدك بالظل خلال أيام الحر الشديد.
تحديد طريقك بالحياة لا يعادل أهمية إيجاد طريقة للتفاهم مع شريك حياتك:
يحدد الفرد طريقه بالحياة ويستمر به معتقدا أنه قد حقق غايته ونجح في إثبات ذاته، لكن يعترف الكثير وقد أقول الكثيرات كلما اعتقدن أنهن على حق في معظم جوانب حياتهن كلما زاد هذا التباعد وعدم الرضا بينهن وبين أزواجهن.
وعندما يصل الزوجين إلى نقطة الاختلاف لا يصبح هناك شيء يطلق عليه الخطأ وشيء يطلق عليه الصواب.بل هناك طريق واحد يجب الاتفاق عليه بين الزوجين أي أن الشخص لا يمكن أن يكون أبيض أو أسود طوال الوقت بل يجب أن يتخذ اللون الرمادي حتى يكون هناك تفاهما وتناغما بالحياة.
فكلما استطعت تقدير زوجك ومعرفة شخصيته وأحببتها كما هي، كلما احترمت موقعه وأفكاره، وهذا لا يعني أن أتفق معه طوال الوقت، لكن القيمة هي القدرة على خلق نوع من التوازن الذي يرضي كلا منا.
وبدلا من السعي إلى إظهار أخطائه، يمكن لكل منا التعبير عن هذا الخطأ بأن يقول أحدنا للآخر: "أنا أفهم قصدك" أو "لم آخذ هذه النقطة في اعتباري"، فعندما تستطيع أن تفهم وجهة نظره تعطيه فرصة على تفهم وجهة نظرك أيضا.
العراك أساس الحياة الزوجية السعيدة:
العراك أساس الحياة السعيدة، ربما تبدو هذه الجملة غريبة ومتناقضة بعض الشيء عندما تقرأها بنظرة سطحية، لكن حاول أن تتعمق أكثر وتنظر لها من الجانب الإيجابي.
هيا بنا نفسر تلك النقطة: الحياة الزوجية مثل البحر الذي يحوي
بداخله الخير الذي يمد البشرية بمنافع كثيرة، كذلك يحتوي على الشر الذي ربما يسبب الموت والتسمم.
ولكي نفرق بين هذا وذاك، ولتنقية هذا البحر من كل ما قد يلوثه لا بد من خروج تلك الملوثات على السطح حتى تظهر ويمكن رؤيتها.
فالعراك هو الطريقة التي تخرج سلبيات كل من الزوج والزوجة وطريقة من طرق النقاش التي تخلق أملا في التوصل لحل.
تكتشف أنك بدلا من تغيير زوجك أنت الذي تتغير:
نرى في كثير من الأحيان صعوبة التوصل إلى طريق وسط وحل للاختلافات المتعددة بين الزوج والزوجة سواء كانت اختلافات شخصية أم سلوكية.
ومن هنا يحدث تغير للطرف الأضعف، فمثلا قد تكون الزوجة من الكارهين لنادي رياضي بينما ترى زوجها مدمنا له، وحبه له أكثر من حبه لزوجته نفسها.
و تنشأ بينهما المشكلات عند التحدث عنه، فماذا تفعل الزوجة الضعيفة غير أن تعصر على هذا النادي ليمونة حتى تتقبله وتشجعه مثل زوجها، أو ربما يكون الزوج غير محب لبعض الأطعمة بالرغم من عشق زوجته لها فهي دائما تجبره على تناولها، فهل يخلق عراكا يوميا أم بدلا من ذلك يستسلم ويتناول ما تقدمه له دون حديث.هذا مثل بسيط لكن هناك العديد من الأشياء التي تسبب تغير أحد الطرفين ليتناسب مع الطرف الآخر وهذا يفقد الطرف الذي تغير شخصيته وهويته الحقيقية.
الشعور بالخوف منه بدلا من أن يشعرك بالأمان:
الأمان من أهم الأهداف التي يسعى إليها من يتزوج، وخاصة المرأة فهي تبحث عمن يكون بجانبها في أصعب المواقف ويبعد عن عقلها المخاوف. لكن لسوء الحظ يتحول مصدر الأمان إلى أكبر مصدر لكثير من المخاوف التي قد تسيطر على عقل الزوجة وتحول حياتها لجحيم.
وذلك لعدم تحلي أزواج هذا الجيل بالتدين والإخلاص، فهم أصبحوا أشخاصا تقودهم شهواتهم ويصاحبهم شيطانهم.