07-30-2015, 02:42 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56937 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (07:29 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
الاستجـــارة مـــن الرمضـــاء بالنـــــار !!
مثل سوداني يقول : ( ريسان يغرقان المركب ) .. بمعنى أن تواجد أكثر من قيادة واحدة في الدولة الواحدة يسبب المشاكل والهلاك .. وذلك هو الحال الآن في الكثير من الدول العربية بعد أحداث الربيع العربي التي جرت في الماضي .. والتي ما زالت تجري في بعض المناطق .. ففي داخل تلك الدول تتواجد حكومات وحكومات ، سلطات وسلطات ، قيادات وقيادات ، تنظيمات وتنظيمات ، طوائف وطوائف ، جماعات وجماعات ، جهات وجهات ، فئات وفئات .. فوضى في التواجد ، وفوضى في القرارات ، وفوضى في الاتجاهات ، وفوضى في كل المسارات .. منتهى الخلط في الأوراق .. ومنتهى الانفلات في قيود الضبط والربط والاستحكام .. ساحات تفتقد الأمن والأمان .. ومجتمعات تشتكي من سوء الأحوال وكثرة الإجرام وندرة السلام .. صور كئيبة كالحة للغاية هي تمثل نهاية المطاف لإرهاصات بنيت في أساسها على التفاؤل بالخيرات والأحلام .. فإذا بالأحلام والخيرات تتحول إلى كابوس قاتل تلاحق أصحاب الملاحم .. لتصبح ثمرات الربيع العربي تلك المستحيلة الشاقة البعيدة المنال والقطاف .. أحوال سوداء كالحة كظلمة الأنفاق في بواطن الأرض .. وقد أدت تلك الأحوال إلى تنازل الناس عن أحلامها تلك القرمزية في الماضي .. وهي الناس التي تتمنى الآن جرعة ولو قليلة من الاستقرار والهدوء .. وقد بلغت الأحوال قتاماَ بالقدر الذي يجعل الأغلبية من الناس أن تتمنى لحظة سكون وراحة .. حتى ولو في ظلال سلطان جائر ظالم مستبد ! .. ولكن هيهات هيهات وقد انفلتت أزمام الأمور .. وخرجت عمالقة الشياطين من أجواف القماقم .. لتذيق الناس من ويلات الأحوال والشرور .. وعندها ماتت فرية الانتفاضات التي ظنها البعض أنها الخلاص من أتون الظلام .. واكتشف الناس أخيراَ أن فكرة الانتفاضات مجرد أحلام تحمل الخيبة في أعقابها .. وتعـد تلك الإرهاصات طبيعية متوقعة في ظلال المبالغة الكبيرة في مقادير التفاؤل لدى الشعوب .. وهي شعوب في العادة لا تتكل على الإنتاج والعطاء والبذل بقدر ما هي تتكل على الحظوظ والأمنيات .. وبالتالي فإن محصلة الانتفاضات لدى الشعوب العربية هي خاسرة في الغالب الأعم .. حيث التحامق الذي تكسبه أيدي الناس دون أسلحة التفكير والتدبير والحكمة والدراية والمهارة عند شرارة الانطلاق .. فمن السهل واليسر جداَ إزالة أغطية المراجل التي تفور وتغلي .. ولكن من الصعب جداَ إعادة تلك الأغطية إلى نصابها واستحكاماتها .. والشعوب العربية كعادتها تتعامل مع الأحداث والأمور من منطلقات العواطف دون التعامل من منطلقات الحكمة والعقول الواعية العالية .. وهي تظن أن العلل تكمن فقط في تلك الأثقال التي تثبت الأوراق عبر الأزمان .. ثم تجتهد في إزالة تلك الأثقال دون التعمق في التبعات .. وهي تجهل وتتجاهل عواقب الأمور .. فإذا بالمستجدات تبعثر تلك الأوراق بقدر يستحيل معها إعادة الأمور إلى نصابها .. وعندها تشتكي تلك الشعوب وتعاني من حصاد أيديها ونضالها وكفاحها ! .. حقيقة تؤكد في المحصلة غباء الشعوب عند الإقدام .. كما تؤكد بكاء الشعوب عند الحصاد .. والأدلة والبراهين تؤكد ضرورة الاستجداء بالعقول الماهرة لتقود الشعوب في مراحل الفوران والثورات .. كما تؤكد ضرورة الضوابط والاستحكامات التي تحد من الغوغائية والعشوائية والتصرفات الطفولية الرعناء .. حيث تلك السمات المعهودة في الناس عند انفلات الزمام .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|