رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-12-2015, 04:49 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
ويذكر فيه الموت وكل ما يتعلق به وما يسبقه وما يلحقه ووصف عالم البرزخ .والروح .ويفيد في القضاء على الخوف من الموت وفهمه ومعرفة كيفية الاستعداد له. - معظم الناس يخاف الموت ولكن الإسلام نزع الخوف من صدورنا واخبرنا أن الموت ولادة جديدة فلا تتمنى النفس المؤمنة العودة من البرزخ إلى الدنيا أبدا بعد الموت لكثرة ما تجد من رحمة ربها. -و قد نهانا رسول الله (ص) عن تمني الموت أو الدعاء به إلا لخوف من فتنة الدين وذلك لأن حياة المؤمن إذا طالت ازداد بها من الصالحات فيكون طول عمره خيرا له. - فالروح لم تخلق للفناء بل خلقت للبقاء ولكنها تنتقل من دار على دار ,وإن الموت هو أول سرور المؤمن لأنه يشتاق لرؤية الله عز و جل ولما يرى فيه من كرامة الله له وما يعطيه من ثواب فالموت كفارة لكل مسلم لما يلقاه فيه من آلام وأوجاع وسكرات فيكفر الله بها ما بقي من خطاياه وبذلك يستريح المؤمن بالموت من عذاب الدنيا وألمها ويأمن من عذاب الله في قبره فالدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنة مصيره أما الكافر فتكون الدنيا جنته والقبر عذابه والنار مصيره . - ومن أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاث :- تعجيل التوبة – وقناعة القلب – ونشاط العبادة من نسيه عوقب:- بالتسويف للتوبة و- ترك الرضا بالكفاف - والتكاسل في العبادات. لذلك وجب على كل مسلم ذكر الموت والاستعداد له لان ذكر الموت دواء لقسوة القلب. ومما يعين على ذكره زيارة القبور. أما ثمن الجنة فهو حسن الظن بالله لأن الله أرأف بعبده من أمه التي ولدته. - أما نذير الموت فهو المرض والشيبة وتغير السمع والبصر فهي رسل يبعثها ملكك الموت للإنذار بقدوم الموت .وإن أراد الله بعبد خيرا وفقه لعمل صالح قبل أن يموت حتى يحب لقاءه وإن أراد بعبد شرا قيض له شيطانا قبل موته بعام يضله ويغويه حتى يموت على شر أحايينه فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه. - ومن الأعمال المقتضية لسوء الخاتمة: - التهاون بالصلاة – شرب الخمر – عقوق الوالدين – أذى المسلمين. - أما عن سكرات الموت فقيل أنها أشد من ألف ضربة سيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم ولولا أن الملائكة تكتف ابن آدم لكان يعدو في الصحارى من شدة ألم الموت و لا يزول ألمها عن الميت ما دام في قبره أما الشهيد(قتيل الكفار) فلا يجد ما يجده غيره من ألم الموت لشدة ما يلقاه من هول المعركة ,فيجب أن يكون المرء راغبا في الموت وراهبا من الله فيه وهذا خير ما يلقى به العبد ربه. - وذكر أن آخر من يموت على وجه الأرض هو ملك الموت فيصرخ صرخة لو سمعها أهل السماء و الأرض لماتوا فزعا لأن الموت يكون عليه هو اشد منه على جميع الخلائق.و من علامات رحمة الهو للعبد عند الموت رشح الجبين وذرف العينين وانتشار المنخر, أما علامات عذاب الله خمد اللون أو ازرقاقه وزبد يخرج من شدقاه.لذلك يستحب قراءة سورة يس أو الرعد أو بداية البقرة وخواتيمها عند المحتضر للتخفيف عنه والدعاء له بالرحمة والمغفرة, وبعد الموت يلقن الميت لا إله إلا الله.لان النطق بها أثناء الاحتضار يهون خروج الروح ويغفر لقائلها ويحرم جسده عن النار. و مما يمنع العبد عن قولها:– عقوق الوالدين – وصحبة السوء.ومن قال عند الاحتضار:–لا إله إلا الله الحليم الكريم(ثلاث مرات)– الحمد لله(ثلاث مرات)– تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير(ثلاث مرات) يعطى أجرا عظيما . - فإذا مات العبد شخصت عيناه لأن البصر يتبع الروح وتؤمن الملائكة على ما يقول أهل البيت فيستحسن الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة وعند إغماض عين الميت يجب قول : بسم الله وعلى ملة رسول الله (ص). - وجاء أن لملك الموت أعوانا من الملائكة فمنهم من يعرج بالروح ومنهم من يؤمن الدعاء ومنهم من يستغفر للميت وإن الملائكة المقترنة بالإنسان هم الذين يتوفونه و يكتبون أجله ثم وبعد قبضهم لروحه يدفعون بها لملك الموت الذي لا يعلم متى يكون أجل العبد حتى يؤمر بقبضه.وأكثر ما يكون رحمة.. بالعبد المؤمن ,وقيل في وصف ملك الموت انه يأتي للعبد المؤمن بهيأة حسنة أما العبد الكافر فيأتيه بشكل مخيف جدا فعيون مقبلة وعيون مدبرة وكل شعرة فيه كأنها إنسان .وقيل أنه يتصفح الناس كل يوم مرتين أو عند كل صلاة فعندما يطالع في وجه ابن آدم تصيبه القشعريرة و الانقباض. - أما الآجال فتقطع من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل يتزوج وينجب وقد خرج اسمه في الموتى بذلك العام وقيل إن تحت العرش شجرة كل مخلوق له فيها ورقة فإذا سقطت خرجت روحه قال تعالى :{وما تسقط من ورقة إلا يعلمها}. - أما العبد المؤمن إذا حضره الموت جاءته ملائكة بيض الوجوه من السماء بالأكفان والحنوط من الجنة ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه ويقول : يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فتجعلها الملائكة في ذلك الكفن والحنوط ويصعدون بها إلى السماء وكلما فتح لها باب من أبواب السماء سالت الملائكة من هذه الروح الطيبة فيقال فلان حتى يصلوا السماء السابعة فيقول الرحمن اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوه إلى الأرض منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم ,فتعاد روحه في جسده فتقول له جزاك الله عني خيرا لقد كنت بي سريعا إلى طاعة الله فنجوت و أنجيت.وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها أربعين ليلة,ثم يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك وما دينك فيقول ربي الله وديني الإسلام فيقولا ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله ,فينادي مناد من السماء أن افتحوا له بابا إلى الجنة فيرى مقعده فيها ويفسح له في قبره ويأتيه رجل حسن الوجه فيقول أنا عملك الصالح فيبقى معه. وإن العبد الكافر إذا جاء أجله نزل من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ثم يجيء ملك الموت في أكره صورة فيجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها حتى تجعلها الملائكة في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت فيصعدون بها فتسال الملائكة ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلان حتى يصل السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له فيقول الله عز وجل:اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا فتعاد في جسده فتقول الروح للجسد جزاك الله عني شرا فقد كنت سريعا بي إلى معصية الله تعالى ,وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصى الله عليها و تنطلق جنود إبليس يبشرونه بأنهم أوردوا عبدا من بني آدم النار.فإذا وضع في قبره ضيق عليه فيه حتى تختلف أضلاعه ويبعث الله إليه ملكان فيقولا له:من ربك؟وما دينك؟ومن نبيك ؟فيقول:لا ادري .فيقال :لا دريت ولا تليت, فيضربانه ضربة يتطاير الشرر في قبره ثم يقولا انظر فوقك فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت الله لكان هذا منزلك وانه لتصل لقلبه حسرة لا ترتد أبدا ويفتح له باب إلى النار ويأتيه حرها وسمومها حتى يبعث . - واخرج سعيد ابن منصور في سننه في قوله تعالى :{والنازعات غرقا} هي الملائكة تنزع أرواح الكفار وقوله:{والناشطات نشطا} هي الملائكة تنشط أرواح الكفار مابين الأظفار والجلد حتى تخرجها وقوله:{والسابحات سبحا} هي الملائكة تسبح بأرواح المسلمين بين السماء والأرض {فالسابقات سبقا} هي الملائكة تسبق بعضها بعضا بأرواح المؤمنين إلى الله. فكل من يموت تمثل له عند موته أعماله الحسنة و السيئة فيشخص إلى حسناته ويطرق عن سيئاته. واخرج أبو النعيم قال: لولا ما يؤمل المؤمنون من كرامة الله لهم بعد الموت لانشقت مرائرهم في الدنيا ولتقطعت أجوافهم. وقيل عن انس أن رسول الله (ص)قال:من صلى علي يوم الجمعة ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة. - ولا تزال التوبة مبسوطة مالم تأت المحتضر الرسل فإذا عاينهم انقطعت المعرفة ولم تقبل له توبة بعدها. - عندما يموت العبد المؤمن وتصعد روحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين ممن عرفهم في الدنيا تسأله عن أهلها كيف تركهم فيقول تركت فلان فيعجبهم ذلك وفلانا مات فيقولون لم يؤت به إلى هنا ذهب به إلى أمه الهاوية. - وجاءنا أن النبي (ص) قال :إن الميت يعرف من يغسله ويحمله ومن يدليه في حفرته.وقيل ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يكفن وتمشي الملائكة أمام جنازته ويقال له اسمع ثناء الناس عليك فلو قدر على الكلام لنهاهم عن البكاء والعويل .. - قال تعالى :{فما بكت عليهم السماء والأرض } ما من إنسان إلا له بابان في السماء باب يصعد عمله فيه وباب ينزل رزقه منه فإذا مات العبد المؤمن بكيا عليه ولأن قوم فرعون لم تكن لهم أعمال صالحة لم تبك عليهم السماء والأرض .وبكاء السماء حمرتها .وإن العبد المؤمن إذا توفي ببلاد الغربة لم يعذبه الله رحمة لغربته وأمر الملائكة فبكته لغيبة بواكيه. - أما عن الدفن ,ذكر عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) :ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته أي قبره .وقال أيضا ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء. - أما عند الدفن فيقال: اللهم جاف القبر عن جنبه وصعد روحه وتقبله.بسم الله في سبيل الله وعلى ملة رسول الله اللهم أجره من عذاب القبر وعذاب النار.وتقرأ الفاتحة عند رأسه وخاتمة البقرة عند رجليه وهو في قبره.ويلقن أن لا إله إلا الله وأن ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد(ص) اللهم ثبته بالقول الثابت وارحمه وألحقه بنبيه ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره. - وأما عن ضمة القبر فقيل أنه ما أجير منها أحد حتى أولاد النبي (ص)القاسم وإبراهيم مع أنه كان صغيرا. ولكنها تدوم على الكافر فلا تنفرج عنه بسرعة. وقيل إن قراءة{ قل هو الله أحد} أثناء مرض الموت تؤمن من ضغطة القبر. أما عن مخاطبة القبر للميت فقد أخرج الطبراني عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) قال ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادي بصوت طلق ذلق :يا ابن آدم كيف نسيتني ؟ألم تعلم أني بيت الوحدة ؟وبيت الوحشة ؟وبيت الدود؟وبيت الضيق؟ إلا من وسعني الله عليه.فماذا أعددت لي؟وقيل إن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. -و فتنة القبر هي سؤال الملكين ومما ينجي منها قراءة القرآن في قيام الليل وإن العبد إذا مات وقف القرآن عند رأسه فإذا كفن دخل بين صدره وكفنه فإذا أدخل في قبره فيقول له أتعرفني ؟فيقول العبد:لا فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهرك فستجدني من بين الأخلاء خير صديق فأبشر.فيصعد القرآن إلى ربه تعالى فيسأل له فراشا ودثارا وقنديل من نور الجنة وياسمين منها ثم يعود بها إلى قبر العبد ثم يدفع القرآن في قبلة القبر فيوسع عليه ما شاء الله من ذلك.وكذلك مما ينجي من عذاب القبر الصلاة والصيام والزكاة والصدقة و قراءة القرآن.وذكر أن العبد المؤمن ليبشر بتعلم أولاده للقرآن. - فائدة :سمي الملكان فتاني القبر لأن في سؤالهما انتهارا وفي خلقهما صعوبة وسميا منكرا ونكيرا لأن خلقهما لا يشبه آدمي ولا بهيمة ولا ملائكة بل هما خلق بديع ولكن ليس فيه أنس للناظر إليهما. - فائدة :أن الميت إذا ما بقي أياما في تابوت لنقله من مكان إلى آخر فإنه لا يسأل حتى يدفن. أما من لا يسأل في قبره فهو الشهيد.وكل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإن عمله ينمو إلى يوم القيامة ويؤمن فتنة القبر.ومن مات مريضا مات شهيدا و وقي من فتنة القبر , ومن قتله بطنه لم يعذب ,ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها يوقى من عذاب القبر.وذكر مما ينجي من عذاب القبر سورة الملك والسجدة قراءتها قبل النوم كل يوم. أما من يرفع عنه السؤال فهم الصديقون والشهداء والميت بالطعن والصابر في الطاعون محتسبا لأنه نظير المرابط.وأما الأطفال ففيهم قولان الأول: أنهم لا يسألون لأنهم غير مكلفون ولأن السؤال يكون لمن عقل الرسول المرسل. والثاني: أنهم يلهمون الجواب عما يسألون عنه والله أعلم. -إن أرحم ما يكون الله بالعبد إذا وضع في حفرته. وإن أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته. وأن ما يزيد ظلمة القبر الضحك في المسجد وأما ما ينور القبر :- الصلاة على رسول الله -وصوم يوم شديد الحر - وركعتين في ظلمة الليل - والعلم فهو ينير قبر عالمه و متعلمه - وإدخال السرور على قلب المؤمن -وكف الأذى عن الناس - وتنوير مساجد الله -وعيادة المريض - وقول "لا إله إلا الله الملك الحق المبين " كل يوم مئة مرة.وأن عذاب القبر حق وإنما يسمعه البهائم .وما يزيد من عذاب القبر :- عدم الأسنزاه من البول – والغيبة و النميمة . -وقدذكر في " الدلائل"عن النبي (ص) في حديث الإسراء أنه حدث عن أناس من أمته يعذبون ببعض ذنوبهم وذكر منها:- من يتركون الحلال ويأتون الحرام فهم يأكلون اللحم المنتن – ومن يأكلون الربا وأموال اليتامى يأكلون الجمر – المغتابون والعائبون يقطع اللحم من جنوبهم _ ومن تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة تضرب رؤوسهم بالصخر ............ -أما عذاب البرزخ فهو عذاب القبر و هو قسمان :دائم وهو عذاب الكفار . ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمهم من العصاة فكل يعذب حسب جرائمه ثم يرفع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو نحو ذلك.وإن العذاب يتوقف يوم الجمعة تشريفا لهذا اليوم وكل شهر رمضان وهذا يدل على أن عصاة المسلمين لا يعذبون إلا جمعة واحدة فإذا وصلوا ليوم الجمعة ينقطع العذاب إلى يوم القيامة, وإن للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور قال الكافر:{يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }فيقول المؤمن {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} ومما ينجي من عذاب القبر:- بر الوالدين – الوضوء – الصلاة – ذكر الله – الصيام – الاغتسال من الجنابة- الحج والعمرة – صلة الرحم –الصدقة –الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر– حسن الخلق - الخوف من الله حسن الظن به. -وأما ما ذكر عن أحوال الموتى في قبورهم فقد قيل إن كرامة الله لأوليائه أن يمكنهم من الطاعة والعبادة في القبر وأنه قد يكرم الله بعض أهل البرزخ بأعمال صالحة ولكن لا يحصل لهم الثواب عليها لانقطاع العمل بالموت ولكنه يبقى ليتنعموا بذكر الله كما تتنعم الملائكة وأهل الجنة بذكره. -وقيل إن أهل البرزخ يتزاورون في أكفانهم وكذلك يبشرون بصلاح أولادهم. ويقال بأن الأجساد لا تتضرر بما ينالها من أكل التراب لها لأن عذاب القبر ليس من جنس عذاب الدنيا وإنما هو من نوع آخر يصل إلى الميت بمشيئة الله وقدرته. -روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله (ص) قال :"ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس ورد عليه حتى يقوم ". خاصة يوم الجمعة . -وقال السبكي :عود الروح إلى الجسد في القبر ثابت في الصحيح فضلا عن الشهداء ولا يلزم أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا وأما الإدراك كالعلم والسمع فذلك ثابت لجميع الموتى. أما مسألة تزاور الأرواح وتلاقيها فجاء أن الأرواح قسمان :منعمة ومعذبة , فأما المعذبة فهي في شغل عن التزاور , وأما المنعمة المرسلة غير المحبوسة فتتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا فتكون مع رفيقها الذي هو على مثل عملها وروح نبينا محمد (ص) في الرفيق الأعلى والمرء مع من أحب في الدنيا وفي البرزخ وفي دار الجزاء الآخرة. -و رؤية الموتى في خير أو شر نوع من الكشف يظهره الله تبشيرا أو موعظة أو لمصلحة للميت من إيصال خير أو قضاء دين أو غير ذلك ,ثم هذه الرؤية تكون في النوم وهو الغالب وقد تكون في اليقظة وذلك من كرامات الأولياء أصحاب الأحوال .ومذهب أهل السنة أن الأرواح ترد إلى الموتى في بعض الأوقات من عليين أو من سجين إلى أجسادهم في قبورهم عند إرادة الله تعالى وخصوصا ليلة الجمعة ويجلسون ويتحدثون وينعم أهل النعيم ويعذب أهل العذاب وتختص الأرواح دون الأجساد بالنعيم أو العذاب أما في القبر فتشترك الروح والجسد.و قد شرع الرسول (ص) لأمته أن يسلموا على أهل القبور سلام من يخاطبونه ممن يسمع ويعقل بقول :"السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" -وأما عن مقر الأرواح قال تعالى :{ويعلم مستقرها ومستودعها }أحدهما الصلب والآخر بعد الموت.والشهداء تكون أرواحهم كطير معلقة بالعرش تغدو ثم تروح إلى رياض الجنة ويرزقون منها دون غيرهم ويسلمون على ربهم كل يوم إلا من كان عليه دين أو شيء من حقوق الناس فإن روحه تحبس على باب الجنة عند نهر اسمه بارق.و أولاد المؤمنين ففي جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم لآبائهم يوم القيامة.وإن أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث تشاء ونفس الكافر في سجين.والبرزخ هو الحاجز بين شيئين وكأنهم في أرض بين الدنيا والآخرة.والأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ كل بحسب درجته في السعادة والشقاء وهي حسب ما جاء في سورة الواقعة تقسم بعد خروجها من الجسد لثلاثة أقسام: مقربين وأخبرنا أنها في جنة نعيم وأصحاب اليمين وحكم لها بالسلام من العذاب ومكذبة ضالة فلها نزل من حميم وتصلية جحيم .وأجمع أهل العلم على أن الله خلق الأرواح جملة فهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وهي مخلوقة مصورة عاقلة قبل أن تؤمر الملائكة بالسجود لآدم وقبل أن يدخلها في أجسادها والأجساد يومئذ تراب وماء ثم جعل مستقرها البرزخ الذي ترجع إليه عند الموت حيث رآها رسول الله (ص)ليلة أسري به أرواح أهل السعادة عن يمين آدم وأرواح أهل الشقوة عن يساره. ولأنها عارفة مميزة فيبلوها الله في الدنيا كما يشاء. -ويعتقد أن الروح من جنس ما يعهد من الأجسام التي إذا أشغلت مكانا لا يمكن أن تكون في غيره وهذا خطأ محض فالروح لها اتصال بالبدن بحيث يصلي في قبره ويرد على من يسلم عليه وهو بالرفيق الأعلى فإن شأن الأرواح غير شأن الأبدان وإنما يستغرب هذا لكون الشاهد الدنيوي ليس فيه ما يشابه هذا, وأمور البرزخ على نمط غير مألوف في الدنيا.وإن للروح من سرعة الحركة كلمح البصر وشاهد ذلك روح النائم تصعد إلى العرش وتسجد لله هناك ثم ترد إلى الجسد بلحظة وقال ابن القيم إن للنفس أربعة دور الأولى هي بطن الأم والثانية هي الدنيا والثالثة هي البرزخ والرابعة هي دار الخلد .قيل إن الأرواح الصالحة تجتمع في الجابية بالشام أو عند بئر زمزم أما أرواح الكفار فبوادي برهوت في حضرموت.وإن الرجل ليعرض عليه مقعده من الجنة أو النار غدوة وعشية في قبره. -وعن رسول الله (ص) قال:" تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله تعالى ,وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسنات أقاربهم من الأحياء وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا فاتقوا الله ولا تؤذوا أمواتكم".ومن أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده. -و ما يحبس الروح عن مقامها الكريم فهو الدين وكان الرسول (ص) لا يصلي على من مات وعليه دين حتى يوفى دينه. وقد جاء أن من لم يوصي لم يؤذن له بالكلام إلى يوم القيامة. -وإن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى كما تتلاقى أرواح الأحياء.فإن تلاقت في المنام فيرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها فتتعلقها أرواح الموتى تريد العودة لأجسادها فيمسك الله أرواح الموتى عنده,و قال ابن سيرين:ما حدثك الميت بشيء في النوم فهو حق لأنه في دار الحق.. -و إن الميت يتأذى في قبره مما يؤذيه في بيته ,وقد نهانا رسول الله (ص) عن سب الأموات وأمرنا أن نذكر محاسن موتانا والكف عن مساوئهم.ومما يؤذي الأموات الوطء على القبر أو إحداث البول في المقبرة فالأموات يرون في قبورهم كما نرى الماء في زجاجة. -و إن الميت يتعذب ببكاء الحي وقد اختلف العلماء في سبب ذلك فمنهم من قال :أنه يعذب حال بكائهم عليه. وبعضهم قال أنه خاص فيمن لم يوصِ. وبعضهم قال أن التعذيب بالصفات التي يبكون بها عليه.ومنهم قال أن المراد بالتعذيب توبيخ الملائكة له بما يندبه به أهله.ومنهم من قال أن المراد به تألم الميت بما يقع من أهله. -وأما الملكان الحافظان فيصعدان إلى السماء بعد قبض روح العبد المؤمن فيقول لهما الله عز وجل: قوما على قبر عبدي فسبحاني وكبراني وهللاني إلى يوم القيامة واكتباه لعبدي .و أما العبد الكافر فيقال :ارجعا فالعناه إلى يوم القيامة. -وأكثر ما ينفع الميت في قبره فهي أعماله الصالحة من صلاة وصيام وحج وجهاد وقراءة قرآن واستغفار وذكر وصدقة جارية وعلم ينتفع به أو بناء مسجد أو بيتا لابن السبيل أو حفر بئرا أو غرس غرسا مالم ييبس أو ولد صالح يدعو ويستغفر له.فهدية الأحياء إلى الأموات هي الدعاء لهم والاستغفار لهم.فالأموات أحوج إلى الدعاء من الأحياء إلى الطعام. ومما ينفعهم أيضا صلاة ركعتين وقراءة {قل هو الله أحد}و{قل يا أيها الكافرون}ثم قول: اللهم إني وهبت ثوابها لأهل القبور.أو الحج عنهم أو إخراج الصدقة وخاصة الماء على أرواحهم أو قضاء الصيام عنهم أو الصلاة وقد اختلف العلماء بوصول ثواب الصلاة والصيام أو حتى قراءة القرآن عند قبورهم. -أما أحسن الأوقات للموت فهي عند انقضاء رمضان وعرفة أو عند انقضاء صدقة . ومن مات صائما أوجب الله له الصيام إلى يوم القيامة .وأيضا من مات ليلة أو يوم الجمعة أعتق من النار.وأكثر ما يوجب تعجيل دخول الجنة قراءة {آية الكرسي }دبر كل صلاة مفروضة. -وأول ما ينتن من الإنسان بطنه فليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة.إلا أجساد الأنبياء فقد حرمها الله على الأرض.والشهداء والمؤذنين .ولولا أن كتب الله على الجسد الفناء لحبس الناس أمواتهم في بيوتهم. وفي الختام: الروح هي خلق لطيف نوراني مشتبك في الأجسام أبهمها الله في القرآن والتوراة وكتم عن خلقه علمها فهي أمر غير محسوس لنا ولا سبيل للعقول إليه .وقيل إن الروح والنفس في جوف الإنسان بينهما مثل شعاع الشمس فيتوفى الله النفس في منامها ويدع الروح في جوفه تعيش فإن أراد الله أن يقبضه قبض الروح وأمسك النفس فيموت.وإن النفس تشتهي وتدعو إلى الشر ومسكنها البطن,وفضل الإنسان بالروح ومسكنها الدماغ فيها يستحي الإنسان وهي تدعوه إلى الخير لذلك عند الاستيقاظ نشعر كأن شيئا يثور في الرأس ,والقلب معين للنفس فإذا أمرت بالشر اشتهى القلب ونهتها الروح فإن كان القلب مؤمنا أطاع الروح وإن كان عاصيا أطاع النفس.وقد خلق الله آدم من التراب والماء ثم جعل فيه النفس فيتحرك ويبصر ويأكل , ثم جعلت فيه الروح فعرف الحق من الباطل فاستتر وتعلم ففي كل جسد روحان ,وقد أجمع أهل السنة على أن الروح محدثة مخلوقة خلقت للبقاء فهي تبقى بعد موت البدن وفنائه فمعنى أن {كل نفس ذائقة الموت } يعني مفارقة للجسد ولكنها لا تعدم. -وإن أرواح العباد تتعارف حسب الطباع التي جبلت عليها من خير أو شر فإذا اتفقت تعارفت وإن اختلفت تناكرت لذلك يتعارف الناس ويتحابون بروح الله وإن لم يلتقوا .وعند الموت تتخاصم الروح والجسد فالجسد للروح كالمطية لا يستطيع الحركة دونها ولاهي تستطيع العمل دونه . - والله تعالى أعلم وإليه المرجع والمآب . والحمد لله رب العالمين وأود التنويه أني حاولت اختصار معلومات الكتاب ولكني لم أشأ أن يحرم أحد من هذه المعلومات القيمة التي يجب على كل إنسان معرفتها وخاصة نحن المسلمين لأنها تزيل الخوف من قلوبنا. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: رسول الله صلى الله عليه وسلم |
||||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الموتى, القبور, داء |
|
|