أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > مواضيع إسلامية عامة
مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-21-2014, 04:07 PM   #1


الصورة الرمزية مونمون
مونمون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 العلاقة بالمرض: متصفح
 المهنة: ـــ
 المواضيع: 2431
 مشاركات: 1635
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 06-04-2015 (04:07 PM)
 التقييم :  75
 مزاجي
 اوسمتي
المشرفة المميزة 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
افتراضي وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ 




{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة

في هذه الآية عدة حكم و أسرار و مصالح للعبد ، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بمحبوب ، و المحبوب قد يأتي بمكروه ، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ، و لم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب ، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد . و أوجب له ذلك أمورا ً :

منها : أنه لا أنفع له من امتثال الأمر و إن شق عليه الابتداء لأن عواقبه كلها خيرات و مسرات و لذات و أفراح ، و إن كرهته نفسه فهو خير لها و أنفع .

و كذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي و بإن هويته نفسه و مالت إليه ، فإن عواقبه كلها آلام و أحزان و شرور و مصائب ، وخاصية العقل تحتمل الألم اليسير لما يعقبها من الألم العظيم و الشر الطويل ، فنظر الجاهل لا يتجاوز المبادئ إلى غايتها ، والعاقل الكيس دائما ً ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها ، فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة ، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل ، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم ، ويرى الأوامر كدواء مر ّ كريه المذاق مفض إلى العافية و الشفاء ، وكلما نهاه كارهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول ، ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية ، فإذا فقد اليقين و الصبر تعذر عليه ذلك ، و إذا قوي يقينه و صبره هانت عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير المستمر و اللذة الدائمة .

و من أسرار هذه الآية أنها تقضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور ، والرضى بما يختاره له وما يقضيه له لما فيه من حسن العاقبة .

و منها : أنه لا يقترح على ربه ، ولا يختار عليه ، ولا يسأله ما ليس له به علم ، فلعل مضرته و هلا كه فيه و هو لا يعلم ، فلا يختار على ربه شيئا ً ، بل يسأله حسن الاختيار له ، و أن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك .

و منها : أنه إذا فوض الأمر إلى ربه ، و رضي بما يختاره له ، أمده فيما يختاره له بالقوة عليه و العزيمة و الصبر ، و صرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه ، و أراه من حسن عواقب اختياره له مالم يكن ليصل إلى بعضه ، وبما يختاره هو لنفسه .

و منها : أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات ، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة و ينزل في أخرى ، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه ، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر و هو محمود مشكور ملطوف به فيه ، و إلا جرى عليه القدر و هو مذموم غير ملطوف به فيه ، لأنه مع اختياره لنفسه ، و متى صح تفويضه و رضاه ، اكتنفه في المقدور العطف عليه ، واللِطف به ، فيصير بين عطفه و لطفه ، فعطفه يقيه ما يحذره ، و لطفه يهون عليه ما قدره .

من كتاب : العظمة

للدكتور : عائض القرني

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 10:51 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024