وقفة مع"قوم موسى"و"أصحاب موسى"

وقفة مع"قوم موسى"و"أصحاب موسى"

يقول تعالى في سورة "الأعراف":(واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار).

وقال في سورة " الشعراء":(قال أصحاب موسى إنا لمدركون) فما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين؟ ما الفرق بين القوم والصاحب؟

القوم اذا أطلق هذا اللفظ فإنه يراد به الرجال والنساء على حد سواء إلا ما جاء في سورة "الحجرات" والأنبياء تنتسب إلى اقوامها فين الله عز وجل في الآية الأولى ان قوم موسى بعد ذهابه إلى ربه عبدوا العجل واتخذوه إلها كما قال تعالى:(واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار) وهذا على سبيل الانتساب وبين أيضا أن من قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وهذا على جهة الانتساب أيضا وقال في حق قارون:(إن قارون كان من قوم موسى) فقارون من بني إسرائيل وهذا أيضا على جهة الانتساب.

أما في الآية الثانية فقال:( اصحاب موسى) الصاحب هو الذي لازم صاحبه مدة طويلة كما قال تعالى:(وما صاحبكم بمجنون) والصاحب يقع بينه وبين صاحبه من الود والصفاء والمحبة والإخلاص ما يظهر ذلك في الأزمات والمواقف العصيبة الشديدة ولما أمر الله عز وجل موسى عليه السلام بالخروج من مصر صاحبه قومه بنو إسرائيل فصاحبوه في الخروج ولما تراء الجمعان ورأى كل منهم الآخر هذا الموقف من أشد المواقف على بني إسرائيل هنا أظهر بنو إسرائيل من الصحبة والود والصفاء والإخلاص لنبيهم موسى:(قال أصحاب موسى إنا لمدركون) فاستعانوا بموسى بأن يكون سببا في نجاتهم من بطش فرعون
خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما أراد أن يتحدث عن النسب والانتساب والانتماء إلى القوم جاء بكلمة "قوم" فقال :(قوم موسى) ولما تحدث عن الصحبة التي تكون فيها الود والصفاء والإخلاص خاصة في أحلك الظروف جاء بكلمة "أصحاب" فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة