اليقين

اليقين

اليقين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلي آله وصحبه أجمعين.

وبعد.

روى الإمام أحمد في كتاب (الزهد) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين , ويَهْلك آخرها بالبخل والأمل).حسنه الألباني في (صحيح الجامع)برقم 3845.
فاليقين كما قال ابن القيم : هو روح أعمال القلوب التي هي روح أعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقية وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره .
فاليقين : هو الإعتقاد الجازم أن الله سيجازي بالجنة أهل طاعته وسيجازي بالنار أهل الإعراض عنه , فيدعوه ذلك للقيام بأمرالله وطاعته .
وهو أيضا الإعتقاد الجازم أن قدر الله تم بعلمه وتدبيره وخلقه , وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك , فيدعو ذلك للرضى بقضاء الله وقدره .
وهو أيضا كمال التفويض لله حتى لا يختار الإنسان لنفسه فقرا ولا غنا ولا صحة ولا مرضا ولا عسرا ولا يسرا , فيفوض الأمر لله حتى في الموت والحياة.
قال الجنيد : اليقين هو استقرار العلم الذي ينقلب ولا يُحول ولا يتغير قي القلب , وقد صح عن ابن مسعود أنه قال : إن الرَوح والفرج في اليقين والرضا , وإن الغم والحزن في الشك والسخط.
قال ابن عطاء : على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين .
اليقين على ثلاثة أوجه:
قال ابن القيم : { قال أبوبكر الوراق:اليقين على ثلاثة أوجه
1-يقين خبر . 2-يقين دلالة . 3-يقين مشاهدة.
يريد بيقين الخبر سكون القلب إلى خبر المخبر وتوثقه به.
وبيقين الدلالة ماهو فوقه وهو أن يقيم له – مع وثوق القلب بصدقه – الأدلة الدالة على ما أخبر به.
وهذا لعامة أخبار الإيمان والتوحيد والقرآن ,فإنه سبحانه - مع كونه أصدق الصادقين – يقيم لعباده الأدلة والأمثال والبراهين على صدق أخباره , فيحصل لهم اليقين من الوجهين , من جهة الخبر , ومن جهة الدليل ,فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة وهي (يقين المكاشفة)بحيث يصير المخبَر به لقلوبهم كالمرئي لعيونهم , فنسبة الإيمان بالغيب حينئذ إلى القلب : كنسبة المرئي إلى العين , وهذا أعلى أنواع المكاشفة , وهي التي أشار إليها عامر بن قيس في قوله (لوكُشف الغطاء ما ازددت يقينا).
واليقين يحمل صاحبه على الأهوال وركوب الأخطار , وهو يأمر بالتقدم دائما , فإن لم يقارنه بالعلم , حمل على المعاطب .
والعلم يأمر بالتأخر والإحجام, فإن لم يصحبه اليقين قعد بصاحبه عن المكاسب والمعانم – والله أعلم }.(مدارج السالكين 2/400-401 بتصرف يسير) .
وهذه امرأة فتح الموصلي لما قُطع أُصبعها ضحكت , فقال لها رجل : يُقطع أصبعك وتضحكين ؟ فقالت له :أحدثك على قدر عقلك , حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها .
قال ابن وهب : كان حَيوة يأخذ عطاءه في السنة ستين ديناراً, فلم يَطلع إلى منزله حتى يتصدق بها , ثم يجيئ إلى منزله فيجدها تحت فراشه ,وبلغ ذلك ابن عم له فتصدق به كله وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئاً , فشكا إلى حَيوْة فقال :أنا أعطيت ربي بيقين وأنت أعطيته تجربة .

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة