خيمة رمضان كل ما يخص رمضان من ناحيه صحيه ودينيه واخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-02-2015, 06:32 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
بسم الله الرحمن الرحيم ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر الكريم ، تلاوة القرآن كتاب الله العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وشهر رمضان هو شهر القرآن: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ . وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن جبريل عليه السلام ، كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرة كل عام وذلك في رمضان ، ودارسه إياه عام قبض صلى الله عليه وسلم مرتين في رمضان . وقد كان للسلف أحوال يطول ذكرها مع القرآن في هذا الشهر الكريم ، والمقصود هنا التنبيه على أفضل ما يشرع من العبادات في هذا الشهر الكريم ، وإن كان جنسها مشروعًا في غير رمضان لكن فضلها في رمضان أكبر وأجرها أعظم . ومما يشرع أيضا في هذا الشهر كثرة البذل والصدقات ؛ فإن هذا من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة . ومما يشرع في هذا الشهر الكريم من العبادات الاعتكاف . والاعتكاف في اللغة : من العكوف ، وهو بمعنى الإقامة على الشيء ، ولزومه . وفي الشرع : التعبد لله عز وجل ، بلزوم بيت من ييوت الله ، من شخص مخصوص ، على صفة مخصوصة . وهو مشروع في المساجد كلها لعموم قوله تعالى: " وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ولا حدّ لأكثره باتفاق . واختلفوا في أقله ، فمن قائل أقله يوم وليلة ، ومن قائل بل يوم أو ليلة ، ومن قائل بل ساعة ، ومنهم من قال بل يكفي المرور بنية الاعتكاف . ومنهم من اشترط الصوم للاعتكاف ، والصحيح عدم اشتراطه؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك فاعتكف ليلة رواه البخاري ومسلم . ويتجنب المعتكف الخروج من المسجد إلا لحاجة الإنسان ، وهو البول أو الغائط ؛ ففي الصحيحين أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا هذا لفظ البخاري، وزاد مسلم إلا لحاجة الإنسان . وفسرها الزهري رحمه الله بالبول والغائط . وكذلك يجوز له الخروج من المسجد للأكل والشرب إذا لم يكن له من يُحضر الطعام والشراب في معتكفه . وإذا اعتكف في مسجد لا تُقام فيه جمعة ، وأدركته الجمعة وجب عليه الخروج ليصليها في مسجد تقام فيه الجمعة . ولا يخرج لغير ذلك من الحوائج لا لعيادة مريض ولا لاتباع جنازة ولا غيرها ، إلا إذا شرطها . والجمـاع يفسـد الاعتكـاف بـالإجمـاع . ويجـوز لزوج المعتكف وأهله زيارته في معتكفه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه ، فعن علي بن الحسين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه ، فَرُحْن ، فقال لصفية بنت حيي : لا تعجلي حتى أنصرف معك الحديث رواه البخاري . وينبغي للمعتكف أن يستشعر حقيقة هذه العبادة ، وأن يملأ وقته في المسجد ، بأنواع العبادات من صلاة ، وتلاوة لكتاب الله وذكر ودعاء واستغفار ، والتنويع بين العبادات يبعث العبد على النشاط في العبادة وعدم الملل ، فيحصل له بذلك الأجر الكثير . وينبغي هنا التنبيه على ما يفعله بعض إخواننا من اتخاذ المعتكف مكانا لمجلبة الزوار ، وتجاذب أطراف الأحاديث ، والانشغال بأمور الدنيا ومتابعتها ، إما من طريق من يزورهم أو عبر هواتفهم ونحو ذلك . وكل هذا ينافي المقصود من الاعتكاف وهو الإقامة على طاعة الله وملء الوقت بعبادة الله . وأفضل الأوقات للاعتكاف هو شهر رمضان وأفضل أيام الشهر ولياليه ، هو العشر الأخيرة منه ، وقد استقرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف في العشر الأخيرة من رمضان تحريا لليلة القدر ، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قلت: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم ، اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، قال فخرجنا صبيحة عشرين . قال فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين ، فقال: إني أريت ليلة القدر ، وإني أنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر ، فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ، ومن كان اعتكف مع رسول الله فليرجع ، فرجع الناس إلى المسجد ، وما نرى في السماء قزعة ، قال: فجاءت سحابة ، فمطرت وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطيـن والماء ، حتى رأيـت الطين فـي أرنبتـه وجبهتـه . رواه البخاري . ويشرع لمن أراد اعتكاف العشر أن يدخل معتكفه بعد صلاة الصبح من اليوم الحادي والعشرين؛ لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصبح دخل معتكفه متفق عليه . وقد ذكر بعض العلماء أن المعتكف ينبغي له أن يبدأ في اعتكافه من غروب شمس يوم العشرين من رمضان ؛ ليدرك ليلة إحدى وعشرين وهي إحدى الليالي الوتر التي يُرْجى فيها ليلة القدر ، بل قد حصل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكانت ليلة القدر هي ليلة إحدى وعشرين ، كما مر قريبا في حديث أبي سعيد الخدري . وأجاب هؤلاء العلماء عن حديث عائشة بأنها رضي الله عنها إنما ذكرت دخول النبي صلى الله عليه وسلم المعتكف في صبيحة إحدى وعشرين ، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ مكانا مهيأ له في المسجد ليعتكف فيه ، وهذا لا يمنع كون الرسول صلى الله عليه وسلم قد مكث في المسجد من غروب الشمس حتى الصبح ، ثم دخل المعتكف بعد صلاة الصبح ، ولعل هذا القول هو الأقرب . وينبغي للمسلم أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه ، ويحرص على اتباع سنته ، فيعتكف اعتكافا كما اعتكفه النبي صلى الله عليه وسلم في وقته وهيئته وأن يبتعد عما يخدش ذلك أو يبطل اعتكافه من الأقوال والأعمال فالأمر يسير والأيام قليلة ، فعلى العبد أن يوطن نفسه على الصبر في مواطن الطاعات ، فإن ذلك من أجلّ القربات . ثم إن على المسلم أن يحرص في آخر هذا الشهر بكثرة العبادات والاجتهاد فيها خصوصا في ليالي العشر ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر وأيقظ أهله وأحيا ليله ، وإحياء الليل يكون بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن والاستغفار ، وغير ذلك من العبادات . إخواني إن شهر رمضان من الأزمان الفاضلة والمواسم الخَيِّرة التي ينبغي للمسلم اغتنامها بالصالحات ، والحرص على الطاعات ، فكم من أخ لنا انتظر هذا الشهر ولم يستقبله ، وكم ممن استقبله لم يكمله ، وكم ممن أكمله لم يدركه من قابل . والله سبحانه تفضل على عباده المسلمين بهذا الشهر الكريم وشرع لهم من العبادات ما يكون لهم به الأجر العظيم ، والخير الكثير . وقد خص الله هذه الأمة على سائر الأمم بمزيد مَنِّهِ وعطائه ، فالأعمار قصيرة ، والأعمال قليلة ، والأجور مُضَاعفة كثيرة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما بقاؤكم فيمن سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ، ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين ، فقال أهل الكتاب: هؤلاء أقل منا عملا وأكثر أجرا ، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا . فقال: فهو فضلي أوتيه من أشاء رواه البخاري . اللهم اجعلنا ممن أدرك هذا الشهر الكريم ، ووفقته فيه للصيام والقيام والذكر والدعاء وسائر الطاعات ، اللهم واجعل عملنا فيه صالحا ، ولوجهك خالصا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، اللهم واجعلنا ممن أدرك ليلة القدر ، فكتبت له فيها عظيم الأجر ، اللهم وفقنا للأعمال الصالحة بعد رمضان ، وأعده علينا أعواما عديدة والأمة الإسلامية في خير حال يا رب العالمين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين . اللهم آمين * اللهم آمين * اللهم آمين حفظ الله شيخنا الفاضل وجزاه عنا خير الجزاء ونفع به الإسلام والمسلمين. منقوووول لأهميته ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: خيمة رمضان |
||||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
رمضان, شهر, فضله, وعبادته |
|
|