ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-22-2015, 02:38 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
العميان السبعة *د.جاسم المطوع** *دخل علي رجل يشتكي من سرقة سيارته وعلمت بعد ذلك أن لديه سبعة أطفال عميان ﻻ* يبصرون ، وهذه القصة التي سأرويها لكم ما زلت أتذكرها على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما عليها ، وهذه الحادثة تأثرت بها وعشتها عندما كنت وكيﻼ* للنيابة العامة في بداية عملي في سلك القضاء ، فدخل مكتبي رجل كبير السن وعﻼ*مات الحزن ظاهرة عليه وهو يروي لي حادثة سرقة ماله وسيارته ، وقال: إني عملت خﻼ*ل السنتين الماضيتين لجمع ألفي دينار لعﻼ*ج عيون اثنين من أبنائي ، وقد سمعت عن طبيب جيد خططت أن أسافر له اليوم ﻹ*جراء العملية الجراحية بهذا المبلغ ، وقد تركت المبلغ الذي جمعته لهما في السيارة ، إﻻ* أنها سرقت في صباح هذا اليوم فضاع كل جهدي وتعبي.* *وكنت أستمع له بإنصات وأنا أقول في نفسي سبحان الله ما هذا اﻻ*بتﻼ*ء العائلي ، فأحببت أن أخفف عنه مصابه فقلت له مسليا (لو كشف الله لك غطاء الغيب ما اخترت إﻻ* الواقع)* *فشعرت من قسمات وجهه أنه لم يعجبه كﻼ*مي ولكني مارست عملي ثم ودعته وانتهى اﻷ*مر ، وبعد أسبوع من الحادثة اتصل بي رجال المباحث وأبلغوني أنهم وجدوا السيارة المسروقة في الصحراء ، وليس فيها وقود فقالوا ربما سرقها صبيان صغار للتسلية بها ولما انتهى الوقود تركوها بالصحراء ، فقلت لهم المهم افتحوا درج السيارة وابحثوا لي عن المبلغ الذي تركه ، فأخبروني أنهم وجدوا ألفي دينار ففرحت كثيرا بهذا الخبر وطلبت منهم أن يحضروا السيارة والمبلغ ، ودعوت الرجل صاحب الشكوى وأنا سعيد ﻷ*ني سأسعده بالخبر وأساعده على استكمال عملية ابنيه ليبصرا من العمى.* *فلما دخل علي استقبلته بقولي: يا عم عندي لك مفاجأة وبشارة ، فرد عليّ بنفس اﻷ*سلوب والطريقة وقال: وأنا عندي لك مفاجأة وبشارة ، فتوقفت قليﻼ* وقلت في نفسي لعل رجال المباحث أبلغوه بالخبر ولكني أوصيتهم أﻻ* يخبروه ، فقلت له وأنا على يقين أنه ﻻ* يعرف أننا وجدنا السيارة والمبلغ ، أخبرني ما هي مفاجأتك؟ ، فقال: أنت أخبرني أوﻻ* ما هي بشارتك؟** *فقلت: أبشرك أننا وجدنا السيارة سليمة وكذلك وجدنا فيها اﻷ*لفي دينار في المكان الذي وصفته لنا فلم يذهب تعبك سدى ، وكنت أقول الخبر وأنا مبتسم وفرحان وأراقب ردة فعله ، فكان يستمع للخبر وكأنه أمر عادي ولم يتأثر به كثيرا ، فقلت في نفسي (الله يستر) ربما حدث شيء ﻷ*طفاله ، ثم تمالكت نفسي وقلت له واﻵ*ن جاء دورك فأخبرني ما هي بشارتك ؟** *فقال لي: هل تذكر ما هي الكلمة التي قلتها لي ؟ قلت: نعم ، فقال: رددها مرة أخرى ، فقلت (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إﻻ* الواقع ) فقال: ماذا تعني ؟ قلت: إن الله تعالى يقدر اﻻ*بتﻼ*ء لﻺ*نسان بما فيه مصلحته ولكن اﻹ*نسان أحيانا يعترض على القضاء وﻻ* يعلم أن ما قدره الله تعالى فيه خير له ، فلو قدر الله لك أمرا تكرهه ثم كشف لك الغيب ، وقال لك يا عبدي اختر أنت أي قضاء تريده أن أقضيه عليك ، فإذا اطلعت على جميع اﻻ*حتماﻻ*ت فإنك ستختار ما اختاره الله لك من قضاء وقدر ، وهذا معنى (ما اخترت إﻻ* الواقع).* *فابتسم وقال: نعم كﻼ*مك صحيح مائة بالمائة ونعم بالله فالله ﻻ* يختار لعبده إﻻ* الخير ، فقلت له: وما هي بشارتك ؟ فقال: أبشرك أن الطفلين اللذين جمعت من أجلهما المال قد صارا بعد يومين من حادثة السرقة يبصران كما لو لم يكن بهما شيء ، فقد أبصرا وكأننا عملنا لهما العملية ، فقلت له: سبحان الله فانظر إلى الحكمة من قدر الله ولطفه لك فقد أخذ الله منك سيارتك ومالك الذي جمعته من أجل عﻼ*جهما ، ثم رد على طفليك بصرهما وبعدها رد عليك سيارتك ومالك ، أي نعمة أعظم من هذه!** *فقال : الحمد لله ولكن اﻹ*نسان عجول ودائما معترض على قدر الله** *فقلت له : نعم (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إﻻ* الواقع ) فابتسم وانتهى اللقاء ،*ولكنه درس لن أنساه ابدا...** ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|