الأعمار بيد الله تعالى

الأعمار بيد الله تعالى

أرملة فرنسية عجوز في التسعين من عمرها، عايشة لوحدها في بيت كبير ورثته من جوزها. سنة ١٩٦٥ عرض عليها أحد المحاميين في الحكومة إنه يشتري منها بيتها الواسع عليها، ولإنه محامي، ولإنها وحيدة، عرض عليها بدل ما يدفعلها تمن البيت، يديها في المقابل ٢٥٠٠ فرانك كل شهر طول ما هي عايشة.
هو حسبها في عقله، هتعيش كمان كام سنة يعني؟ جاب إحصائيات متوسط حياة الفرد وقتها، وحسب احتمال تعيش لكام سنة بعد التسعين، لقى إنه كسبان. حتى لو عاشت كمان خمس سنين، هيكون دفع أقل من تمن البيت الحقيقي.
الست العجوز الطيبة وافقت على عرضه. شعرها كان أبيض وكانت في شبابها بتلف باريس على عجلة، وكانت بتلعب بيانو، حبت تاجر غني وإتجوزته وورثت منه البيت دا.
الست العجوز الطيبة سابت البيت للمحامي وإنتقلت لبيت صغير في جنوب فرنسا، الشمس بتدخله، وعاشت على المرتب إللي بيدهولها. مرت الأيام لحد ١٩٧٥. مرت عشر سنين كاملة، وبقا عندها ١٠٠ سنة ولسا عايشة.
لحيرة المحامي الشديدة، عدى كمان خمس سنين، وفي ١٩٨٠ وصلت لـ ١٠٥ سنة، وبكدة تكون خدت منه كامل تمن البيت. لكنه مضطر يفضّل يدفع ليها كل شهر المبلغ المتفق عليه، لإن العقد قال طول ماهي عايشة.
قال لنفسه هانت، لكن الست العجوز الشجاعة عاشت كمان خمس سنين. وصلت لـ ١١٠ سنة، ودا رقم مكانش موجود وقتها في جدول إحصائيات متوسط حياة الفرد.
لما بقا عمرها ١١٣ سنة بقت أكبر حد عايش على كوكب الأرض.
صحتها إبتدت تقل، وإنتقلت لدار رعاية مسنين. في الوقت دا كان توقعات الأطباء إن أقصى عمر ممكن للإنسان من ١١٠ لحد ١١٥ سنة. يعني هي فاضلها سنتين وتكسر توقعات العلماء.
الست العجوز إللي بقت من أبطالي الشخصيين، إحتفلت بعيد ميلادها الـ ١١٧ وأثبتت خطأ الأطباء، وبقت أكبر البشر عمرًا في التاريخ بشكل عام. والمحامي لسا بيدفع.
سنة ١٩٩٥ بقا عندها ١٢٠ سنة، وإتحول دار رعاية المسنين لمزار ويوم عيد ميلادها التليفزيون كان بيصور. أحد الصحفيين سألها إن كانت تحب تعيش أكتر من كدا، فردت بكلمة واحدة "آه." للأسف المحامي مكانش موجود لإنه بقى راجل عجوز في التمانين، على المعاش، وصحته منعته إن يحضر. لكنه لسا بيدفع كل شهر.
في نفس السنة مات المحامي وهي لسا عايشة، وحسب العقد فضلت أرملة المحامي تدفع بعد موته لإن العقد واضح.
المحامي وعيلته دفعوا ما يقرب وقتها من مليون فرانك، ضعف تمن البيت، الست العجوز ماتت أخيرًا بعدها بسنتين بعمر ١٢٢

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة