لا تراهن على بقاء أحد في حياتك

لا تراهن على بقاء أحد في حياتك

إن إحدى أهم مسببات التعاسة النفسية في حياة الكثيرين هي مراهنتهم على بقاء شخص ما في حياتهم ..
وهم في الأساس لا يملكون أي ضمان مؤكد بأن من راهنوا عليه ببقائه بجوارهم طيلة حياته حقيقة مفروغ منها.
وخلال تلك المراهنة يبدأ الطرفان بممارسة سلوكيات قهرية عصابية من التسلط والتحكم في الآخر وملاحقته والتطفل على خصوصيته وربما اعتراض خطته الحياتية ليصبحوا عائقاً وعبئاً على الآخر.
إن الجوع العاطفي والحرمان الذاتي والشرود عن ماهية الكينونة والتخلي عن الاعتناء بالذات والسعي للاكتفاء بها دون الشعور بالحاجة لأي كان في الخارج يجعل الفرد طوال الوقت في ورطة التسول العاطفي واللهث خلف التقدير والقبول والاستحسان من شخص ما في الخارج كي يشعره بأنه مهم وذي جدوى وله فائدة وقيمة في المجتمع .
وما لم يتحرر الفرد من ورطة العبودية العاطفية الذهنية التي أوقع نفسه بها فإنه يقيناً سيعاني الأمرين في حياته ويسرع الشيخوخة والعطب والتلف الذهني لنفسه دون أن يعي .
لا بأس أن تهتم لأمر شخص ما .. لا بأس أن يكون لك طموح بأن يتجلى في حياتك محبوبك .. لا بأس أن تسعى لتكوين علاقات صادقة وآمنة مع الآخرين ..
فقط لا تراهن على أحد .. ولا تطلب من أحد أن يضمن لك بقاؤه في حياتك.
لا تسجن نفسك في صندوق الآخرين .
كن واعيا
خلقك الله لتحلق ..
فلا تختر أن تقضي بقية عمرك خلف قضبان أحد ما .
أنت ولدت حراَ وسترحل إلى بعد الحياة الآخرة حراً .. وستكمل رسالتك هناك حراً.
فإياك أن تبقى عبداً في سجن أي كان .

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: البرمجة اللغوية العصبية