حقيقة الحياة

حقيقة الحياة

ما أشقى الذين يأملون ...
في أن تصبح الدنيا وكأنها فردوس الله ...
لا كذب .. ولا خداع .. ولا ظُلم ...
ومسكين الذي يتطلع أن يرى البشر ملائكة ...
يعطف بعضهم على بعض ...
ولا تطوى أفئدتهم إلا على الجميل من المشاعر ...
وجوارحهم على الحسن من السلوك ...
الحياة يا صديقي خليط بين هذا وذاك ...
والناس أصناف ...
فمنهم من أدمن الخير ...
وأصبح كالنسمة الرقيقة ...
ومنهم من فاق الثعلب في مكره ...
والثعبان في غدره وأذاه ...
ودورك يا عزيزي ...
أن تحيا الحياة متشبعا بروح الكفاح والأمل ...
يقظا واقعيا ...
دورك أن تحيا إيجابيا طالبا للتغيير ...
رافضا أن تنجرف في شلالات الأخطاء ...
ومزالق العيوب ...
وحاذر أن تقضي حياتك حزنا وأسى ...
على الحياة التي كانت بخير أيام أجدادنا ...
وصارت كالغابة اليوم ...
الحياة لم تكن أبدا مثالية في يوم من الأيام ...
منذ حرك الحقد قابيل ليقتل هابيل ...
والحياة صارت مليئة بكل شيئ ...
الخير والشر ،
الضعف والقوة ،
الحب والحقد ،
الأمن والخوف ..
دورنا أن نبذل الخير ...
ولا ننتظر أجرا عليه ...
وأن نغرس الحب ...
ولا نطالب أحد بأن يعطينا ثمنه ...
نقول الحق وندفع تكاليف قوله ...
وهكذا ...
فإذا ما بادلنا أحدهما حبا بحب ...
أو خيرا بخير ...
فنعمة تستحق الشكر ...
أما غير ذلك فهو المتوقع ...
بلاء نصبر عليه وبقدر الصبر يكون الأجر ...
لا أقول أن الحياة غابة ترتع فيها الذئاب فحسب ...
لا فأنا أؤمن أن للحق رجال في كل زمان ومكان ...
وصناع المعروف كثر ...
لكننا إلى أن نقابلهم ...
يجب أن ندرب أنفسنا على مواجهة الصنف الآخر ...
حتى لا نتألم ونجزع ...
نشأنآ ﯙ نحن نعتقد أن السعادة في الأخذ ...
فكبرنا و اكتشفنا أنها في العطا ء...
إن أكبر اللذات لذة الإحسان ...
جرب أن تحسن ﯙ تعطي ...
و ليس آلعطاء في المال فقط !
بل و الكلمة الطيبة و الإبتسامة ...
و المعاملة الحسنة ...
جرب ذلك ...
و اكتشف مقدار ما فاتك من السعادة ...
هـكذا هي الـحياة ...
لـوحة لا تـتم ...
و أنـشودة لا تـكتمل ...
سمفونية مبهجة أحيانا ...
و شـجية أحـيانا ...
ونـاقصة غـالبا ...
لـكن الأمل فـي الله ...
و فـي رحـمته لا يـنقطع أبـدا ..

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر