09-06-2014, 06:42 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56874 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (03:17 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
رحــلة عبــر وادي المهــالك !!
في غفلة تمد الدنيا يدها وتبسط لإغراء ذلك الجاهل المتسلق .. الذي يجهل الكثير عن حقائق الدين والدنيا والآخرة .. ولا يراوده الاهتمام بها كثيراَ .. فهو يرى مباهج الأنوار في تلك الحضارة الغربية الزائفة .. تلك الحضارة التي تجيز المحاسن كما تجيز السيئات .. وهي تماثل خضراء الدمن التي تغري أهلها وتغري من يقدم عليها بذلك الإعجاب الواهي الشديد .. خلائق تفتتن بذلك الزيف المزدهر بألوان الحياة الفالتة الفانية .. ثم تقسم بالله جازمة بأن تلك الحياة هي الغاية القصوى .. حيث الحضارة التي تبشر بأوهام النعيم الزائف .. وتبشر بسراب السعادة الخادع .. خلائق مخدوعة تركض عمياء خلف الترف والمباهج الرغدة .. ثم تدمن الأهواء والمفاسد والملاهي والمجون بإفراط شديد .. واليقين لديها يترسخ يوماَ بعد يوم بأن تلك الحضارة هي منتهى الكمال وهي منتهى الغاية .. ولا يقف الأمر عند ذلك الحد ولكن يوسوس الشيطان للبعض منهم بأن الموت هو ذلك الحد الذي يعني نهاية المطاف .. ففي اعتقادهم لا حياة ولا وجود بعد مرحلة حياة الدنيا .. والقبر هو ذلك الحد الفاصل الذي يعني التلاشي إلى الأبد .. خلائق مخدوعة تعودت أن تسخر من رسالات السماء .. وترى أن الأديان مجرد جدل يشاطر الأساطير .. ومجرد ابتكارات لبنات أفكار البشر .. كما ترى أن الذين يعتنقون الأديان هم جماعات عند أدنى درجات التفكير .. ودائماَ في أذهانهم تلك الصورة بأن الذين يعتدون بالدين هم جماعات تتصف بالعقول البسيطة الجاهلة .. تلك العقول التي ما زالت تواكب العصور البدائية .. وهنالك في العالم اليوم تلك الصنوف من البشر التي ترى نفسها هي الأعقل والأعلم والأفهم .. تلك الرزم التي تجلب السخرية حين تشفق على أحوال الغير وهم أحق بالشفقة من غيرهم .. فئات من البشر ضلت السبيل وأصبحت تائهة في وديان التيه والضلال .. تلك الوديان السحيقة .. والمضحك في الأمر أنها ضلت الطريق وترى أن الآخرين هم الذين ضلوا الطريق !! .. غوغاء من البشر يشكلون مطية عالية من مطايا الضياع المشوب بالغرور الذي يفوق الحد والمنطق .. وهم يعبرون مراحل الحياة في غفلة عالية ثم يدعون العلم بأسرار الوجود والحياة .. وفي الحقيقة هم أجهل الأمم في أسرار الحياة والموت .. يفترون حين يدعون بأنهم أسياد المعرفة والاختراعات والتكنولوجيا .. وأن الثوابت المادية ترفض جميع أشكال الغيبيات والإيمانيات .. فهم يؤمنون فقط بعوالم الأوزان والقياسات التي تقبل الجدل والاختبارات .. ويرون أن تلك الحقيقة هي التي تجعل علومهم فوق علوم الآخرين .. ولكن تلك النغمة معهودة في مسار البشرية منذ نزول آدم على وجه البسيطة .. فهنالك دائماَ من يتعاظم ويتكابر ويدعي التفوق العقلي والتفوق المعرفي على الآخرين .. وأن الآخرين حسب رأيهم في الحضيض الأدنى في سلام التقدم .. وتلك فرية تطل بين شعوب الأرض بين حين وآخر .. ولكن في النهاية لا يحق إلا الحق .. ولا تصدق إلا أقوال السماء .. ولا تسود في الأرض إلا إشارات الرحمن .. حيث تلك الرسالات السماوية السامية .. وحيث سيرة الأنبياء والمرسلين .. وما يزال الجدل قائماَ بين الحق والباطل إلى قيام الساعة.
المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|